التلاحم الوطني هو ما يضمن لشعب الجنوب الصمود في وجه التحديات
كتب:
نوال احمد
في بستان الوطن المليء بالتحديات، تنمو أزهار التلاحم والتسامح كزهور مزهرة في صباحٍ مشمس. إنَّ بلادنا، الجنوب، تتعرض لامتحانات صعبة تتطلب منا جميعًا أن نقف جنبًا إلى جنب، متشابكي الأيدي كأحبال الأمل التي تحيكها قلوبنا. فاليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج وطننا إلى تلاحمنا وتآزرنا و إن الحفاظ على الهوية الوطنية واحتضان الاختلافات، رغم ما قد يطرأ من صراعات، هو المفتاح الذي يفتح لنا أبواب السعادة والأمان.
في خضم هذه التحديات التي يواجهها الجنوب، علينا أن ندرك أن الفتنة عدو خفي، يسعى دائمًا لخلق الفرقة وزعزعة الاستقرار. لذا، يتوجب علينا تعزيز التنسيق والاحترام المتبادل بين كل فرد وآخر، كأوتار العود التي تعزف لحن الحياة المتناغم. إذ إن كل إغفال لتلك الأوتار يعني فقدان نغمة جميلة نعتز بها جميعًا.
وفي كل زاوية من زوايا مجتمعنا الجنوبي، لم نعد نحتاج إلى كلمات منفصلة، بل نبحث عن رسائل تنبع من قلوب مليئة بالحب، تغذي الثقة وترسل أصداء الأمل. يجب أن نكون سويًا، كما يتعانق الغيم والسما، لنعلن للعالم أننا مجتمع يسعى إلى التفاهم والتسامح، يرفض التشدد ويحتضن الانفتاح. إننا بحاجة إلى بناء علاقة وثيقة مع جيراننا وأشقائنا في الوطن، فالتلاحم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
ومع تسارع ضربات الحياة، فإنّ العالم الخارجي يراقبنا، يتفحص كيف نحافظ على روابطنا الإنسانية. فكلما كان سلوكنا زاهرًا بالإيجابية، زادت الثقة بنا. إنَّ ضعفنا لن يؤدي إلا إلى تهديدات لم نكن نتخيلها، لذا علينا أن نبقى يقظين، كأننا حراس على ثروات القلوب والعقول. يجب أن ندرك أن لكل منا دورًا مهمًا في حفظ الأمان والاستقرار في الجنوب.
كما يجب أن نتفهم أن التسويات السياسية ليست مجرد خيارات، بل هي الفجر الذي يحمل اسمه الأمل. فتلك التسويات تمثل المساحة الآمنة التي تسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم، حيث يصبح النقاش ميدانًا رحبًا للحوار والفهم، بعيدًا عن انغلاق العقل وطلاق الروح. إن الانفتاح على الآخر وعدم الخوف من طرح الأفكار والمخاوف، هو السبيل لتجاوز العراقيل.
إن مجلسنا الانتقالي يجمعنا نحو قضية الجنوب واستعادة دولتنا، وهو خيار ضروري إذا ما علمنا أن التلاحم هو ما يضمن لنا الصمود في وجه التحديات. لذلك، لا بد من لملمة الصفوف، والتحلي بروح التعاون، فنكون مصدر قوة لمواجهة أي خطر قادم من الأعداء. إن روح التلاحم والتماسك هي درعنا الواقي، وبها يمكننا أن نعيد بناء ما انكسر ونتجاوز المعوقات.
في ختام حديثنا، دعونا نشد أزر بعضنا البعض، ونعمل على بناء جسور تواصل تحمل ألوان الحب والتسامح. فلنستثمر في تنمية تلك القيم النبيلة، فالتلاحم ليست شكلًا بل هو روح تنبض بالحياة في كل تفصيل من تفاصيل حياتنا. إذا اجتمعنا جميعًا بروح من المودة والعطاء، فسوف نكتب قصة نجاح ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال.
لنرفع أصواتنا معًا لأجل الجنوب، لأجل كل زقاق وشارع، لأجل كل قلب ينبض بالحب لأرضه. إن مستقبلنا يرتسم بأيدينا، فلنجعل منه مستقبلاً مشرقًا يتزين بطموحاتنا وآمالنا المشتركة، ولنحافظ على عطر التلاحم والتسامح يعبق في كل ناحية من بلادنا الحبيبة.