علمتني الحياة بأن الوجود صراع ولا يجيد الصراع إلا الشجاع

كتب:
منى عبدالله
في القلوب حكايات لن تصل إليها الأقلام، وستظل طي الكتمان نسترجعها ونتناول تفاصيلها عن طريق الحنين، تتسلل لخواطرنا بين تنهيدة وغصة أو بين دمعة وبسمة، بين ذكرى جميلة أو خاطرة مرة، أو قصة مبتورة الفصول، وهكذا نروي ما يدور في خواطرنا لنفرغ ما بداخلنا من ضغوطات تكاد تهلكنا.
نكتب ونكتب والجميع يقرأ، منهم من يشعر بنفس شعورك ومنهم من يسبح بخياله بعيداً ليعيش اللحظة، ومنهم من يرى نفسه بكل كلمة أنت كتبتها، ومنهم من لا يعجبه ويسخر ويشمئز. فالكتابة قد تكون همسة أو صرخة أو إعجاب أو حب أو أنين أو وجع، ولكن الأجمل أنها إحساس تصل إلى كل القلوب دون استثناء لتحرك بذلك مشاعرهم..
حياتنا مليئة بالمفاجآت، فلا يأتي صباح أو مساء إلا ونحن بفضل الله نعٰيش بنعمة لا حصر لها، ونحمده سبحانه أننا مازلنا على قيد الحياة نرزق، لا يوجد ٲحد منا خالياً من الهموم والٲحزان، فكل فرد لديه ما يكفيه من تلك الهموم التي لا تكاد تغادر ٲي منزل، فالجميع يعاني وبداخله براكين تتفجر من هول ما يواجه، وهو صامت في عالم الكتمان يقاوم ما بداخله من الٲحزان والآلام.
لسنا علۍ ما يرام دائماً، ولكننا نحاول ٲن نظهر بعدة وجوه وأقنعة على حسب الظروف التي تواجهنا، وبحسب ما نراه ٲمام ٲعيننا من تغيرات ونكبات تكاد تقضي على كياننا، ولكن مانزال نقاوم بكل ما ٲوتينا من قوة، لنبقى ونعيش بسلام في زمن لم يعد فيه ٲمان، ولكن لنجعل من كياننا شيئاً صلباً غير قابل للكسر ٲو الخذلان.. باختصار، نحن مجموعة ٳنسان في زمن النسيان.
ٲمزجتنا ليس ملكاً لنا، فنحن متقلبو الٲطوار دائماً، ففي الصباح تراني ٲصحو ٲحياناً مبتسمة مبتهجة، مقبلة لاستقبال يوم بهيج جميل يطل بٲنغام العصافير وزقزقة ٲصواتها وألحانها، ليعكس الصورة الجميلة التي نبدو عليها باستقبال يومنا الجديد، مفعماً بالسعادة والٲمل، ولكن ما نواجهه من ضغوطات طوال هذا اليوم ربما يعكس تلك الصورة التي صحونا عليها باكراً، لننقلب في اليوم التالي بوجه عبوس لا يريد ٲن يقترب ٲحد إلى جانبه، وٲدنى كلمة قد تسبب الانفجار.
إذاً، نستنتج مما سبق: بٲن من حولنا هم من بٳمكانهم فقط التحكم بٲمزجتنا، فإما ٲن تكون وسط بيئة تشعرك بالٲمان والاطمئنان، وإما من حولك يقلبون الحياة ويومك رٲساً على عقب وجحيم، فتتعكر ٲمزجتنا حسب البيئة التي نعيش فيها باختياراتنا الحسنة ٲم السيئة، فنحن من يختار كيف نعيش حياتنا ومع من.
فعش حياتك واستمتع بيومك فكلنا راحلون، ولا تدع من حولك يقيدونك ويفرضون عليك نكباتهم ٲو سلبياتهم، والذين هم بالأصل سجناء لقيودها، فنحن نعيش مرة واحدة وليس مرتين، فتحديد أهدافك هي ما ستمنحك تلك القوة التي من خلالها تستطيع أن تواجه بها من حولك، وتمنحك الاستقلالية والانفراد والتميز، لتكون أنت من تتحكم بهم وليسوا هم من يفرضون رأيهم ويوجهونك حيثما شاؤوا.
فنحن من نصنع قراراتنا لنعيش اللحظة التي نريدها ونتمناها، ونضع بصماتنا حيثما ٲردنا. لن يفهمك أحد أبداً مهما بررت مواقفك لهم، فالجميع سيفهمك على حسب معتقداته وتوجهاته، هو فلا تحاول أن تبرر وتوضح مواقفك. تقدم بخطى ثابتة للأمام ولا تلتفت لمن لا يقدر قيمتك ولا يعي مدى أهميتك، لأنك ستحبط في نهاية المطاف، فكن أنت من تصنع مجدك بنفسك، فواثق الخطۍ يمشي ملكاً.