مقالات

استقلال دولة الجنوب هو المخرج الوحيد لحماية الملاحة الدولية

كتب:
د. سامي نعمان

لطالما أن المجتمع الدولي يدرك تماما” ماتعرض له شعب الجنوب من تنكيل وظلم واغتيال وملاحقة لكوادره القيادية من قبل القيادة الشمالية في نظام صنعاء، وتفجير حرب أهلية واجتياح أرضه بالقوة العسكرية في العام ١٩٩٤م، وضمه على قاعدة عودة الفرع للأصل، وتغيير الهوية الجنوبية والمعالم التاريخية والحضارية ،وبات الجميع مدركا” بأن الصراعات والخلافات السياسية والقبلية التي برزت في النظام اليمني عام ٢٠١١م كانت نتاجا” لصراع تقاسم السلطة وثروات وأراضي الجنوب، الأمر الذي أدى الى تفكك الدولة وضعفها وانهيار المنظومة الاقتصادية واستعار الحرب الأهلية.

وإذا كنا قد فهمنا بأنه منذو الوهلة الأولى لعملية إسقاط العاصمة اليمنية صنعاء، عمدت مليشيات الحوثي على التوجه لغزو الجنوب،وعقب اجتياح الحوثيين للعاصمة عدن بالقوة المسلحة في العام ٢٠١٥م، توالت مناشدات أبناء الجنوب للمجتمع الدولي عن هذا العدوان الغاشم ،ولم يكن العالم ليعبأ لها ،وكانت امريكا والدول الصديقة الأخرى تقلل من الخطر الايراني ،لكن لم تقف المقاومة الجنوبية مكتوفة الأيدي حيال هذا الهجوم ،وسطرت ابرز الملاحم البطولية في تحرير المحافظات الجنوبية من الغزو الحوثي.

ورغم تحركات دول التحالف العربي بقيادة السعودية في عاصفة الحزم لحماية مصالحها الاستراتجية وأمنها القومي،كان الموقف الغربي على القدر ذاته من التناقض وممارسة الضغوط لإيقاف الحرب ،ومع اقتراب لحظة الحسم ، وبينما كانت القوات المشتركة وفي مقدمتها الوية العمالقة الجنوبية على مشارف تحرير الحديدة ، تزايدت الضغوط وتعالى الصراخ في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان حول مأساة إنسانية وشيكة باعتبار الحديدة شريانا” حيويا” للعون الإنساني، وجاء اتفاق السويد هنا عاملا” آخر في مساعدة الحوثيين

وفي اطار طباخة السلام لم يلتزم الحوثي بأية اتفاقات، فقد مارس العربدة، وعلى غرار حرب غزة انبثق تمرده على العالم في البحر الأحمر ،وهو ماجعل المجتمع الدولي يصرخ بهذا الشأن جراء الإعتداءات الحوثية الايرانية المتكررة على الملاحة الدولية، ورفع اسعارها على مستوى العالم نتيجة كلفة الشحن والنقل والعبور نحو طرف افريقيا ورأس الرجاء الصالح ، مما يضيف مدة اطول الى الرحلات التجارية ، ومن هنا استوعبت الادارة الامريكية الدرس جيدا” بعد أن اقدمت على رفع الحوثيين من قوائم الارهاب ،وهاهي تعيدهم اليها ،وقد نفذت منذو أيام ضربات جوية على مواقع عسكرية مختلفة للحوثيين لمحاولة إضعاف قدراتهم العسكرية

وبناء”على ماسبق ذكره، هل تستوعب واشنطن والمجتمع الدولي خطورة ايران وعملائها على الملاحة الدولية من دون احتواء حقيقي ؟وهل ضرباتها على الحوثيين ستنهي الصلف الحوثي الايراني في البحر الأحمر وخليج عدن؟
نؤكد للمجتمع الدولي هنا پأن الاعتراف بدولة الجنوب هو مايجعلها الجهة الأولى المعنية بحماية خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن من القرصنة الحوثية الايرانية ،وأن المخرج الوحيد للتصدي للتدخلات الإقليمية والمد الحوثي وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي وضمان استمرار الملاحة وتدفق السفن عبر مضيق باب المندب، يتمثل بدعم القوات المسلحة الجنوبية ومساندة المجلس الأنتقالي الجنوبي باستقلال دولة الجنوب ودعمها سياسيا” واقتصاديا” وعسكريا” لكي تحافظ على الأمن والسلم المحلي والدولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى