مقالات

صوت الشعب أولًا: سلمية اليوم.. قوة الغد

كتب:
حافظ الشجيفي

أيها الشعب الجنوبي الأبي، يا من تحملون على عاتقكم هموم الوطن وأوجاع السنين، يا من صبرتم طويلًا على قسوة الظروف وتجاهل المسؤولين،

إننا اليوم على مفترق طرق. فإما أن نستسلم لليأس ونترك الأوضاع تتدهور أكثر فأكثر، وإما أن ننهض ونتحرك ونطالب بحقوقنا المشروعة، ونرسم مستقبلًا أفضل لأنفسنا ولأجيالنا القادمة.

ولكن، كيف نتحرك؟ وكيف نعبر عن غضبنا واستيائنا دون أن ننزلق إلى الفوضى والعنف؟

الجواب بسيط وواضح: بالسلمية.

نعم، أيها الإخوة والأخوات، قبل أن تشتعل الشوارع بالإطارات المحترقة، وقبل أن تعم الفوضى وتنتشر أعمال التخريب، وقبل أن تتدخل السلطات لقمع الاحتجاجات الغاضبة، يجب علينا اولا أن نرفع أصواتنا بطريقة حضارية وسلمية، تعبر عن مطالبنا بوضوح وتوصل رسالتنا إلى المسؤولين دون إراقة دماء أو تدمير للممتلكات.

فلنخرج جميعًا، عن بكرة أبينا، في مظاهرات سلمية حاشدة، ولنهتف بصوت واحد: نريد خدمات أفضل، نريد حلولًا للأزمات الاقتصادية والمعيشية، نريد محاسبة الفاسدين، نريد حياة كريمة!

ودعونا نثبت للعالم أجمع أننا شعب واعٍ ومتحضر، قادر على التعبير عن رأيه بطريقة سلمية ومنظمة، وأننا لا نسعى إلى الفوضى والتخريب، بل إلى الإصلاح والتغيير.

ولكن، ماذا لو لم تستجب الحكومة لمطالبنا السلمية؟ ماذا لو تجاهلت أصواتنا وتنكرت لمعاناتنا؟

هنا، يحق لنا أن نتخذ خطوات تصعيدية، ولكن بعد أن نكون قد استنفدنا جميع الوسائل السلمية، وبعد أن نكون قد أثبتنا للعالم أجمع أننا شعب مسالم لا يلجأ إلى العنف إلا كملاذ أخير.

وتذكروا دائمًا: بانه ليس من المنطقي أن نقفز إلى الخيارات الأسوأ قبل أن نجرب الخيارات الأفضل. فالتصعيد يجب أن يكون تدريجيًا ومنطقيًا، وليس بالقفز العشوائي إلى المجهول.

وانا ومعي الكثيرون على ثقة بأن حكومتنا لن تتجاهل مطالبنا السلمية، ولن تجد أي مبرر لقمع مظاهراتنا الهادئة. فالمظاهرات السلمية هي تعبير عن إرادة الشعب، وهي فرصة للحكومة للتواصل مع الشعب والاستماع إلى همومه ومشاكله.

أما القفز إلى الاحتجاجات الغاضبة، فسيوفر للحكومة كل الحجج والذرائع المنطقية لضربها وإخمادها، وسيجعلنا نبدو وكأننا شعب فوضوي لا يعرف إلا العنف والتخريب.

فلنبدأ بالخيارات الأفضل، ولنثق بأن السلمية هي أقوى سلاح في أيدينا. ولنجعل صوت الشعب يعلو، ومطالبنا ترتفغ، ولنجبر حكومتنا على ان تستمع إلينا وتستجيب لنا.

أيها الشعب الجنوبي الأبي، إن مستقبلنا بأيدينا. فلننهض ونتحرك ونطالب بحقوقنا بطريقة سلمية وحضارية، ولنصنع مستقبلًا أفضل لأنفسنا ولأجيالنا القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى