آداب و ثقافة

إنقاذ الجندي راين”.. السينما تُحيي “أهوال النورماندي”

سمانيوز / فن وثقافة

تعمل السينما في أحيان كثيرة كذاكرة أبدية تحفظ وقائع التاريخ وتجسدها، ومن أبرز هذه الأمثلة نجاح المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، عام 1998، في صناعة عمل سينمائي أيقوني، جسد من خلاله إحدى المحطات الفارقة في الحرب العالمية الثانية، وهي عودة قوات الحلفاء لغزو الشواطئ الفرنسية في محاولة لتحريرها، في العملية التي عرفت بـ”إنزال نورماندي” في 6 يونيو 1944.
الفيلم الذي أخرجه سبيلبرغ، هو “إنقاذ الجندي راين” الذي حصد عدداً من جوائز الأوسكار، وحقق شهرة مدوية ونجاحاً مميزاً بفضل الواقعية الصادمة.

الجندي راين

وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الجنود الأميركيين تصل السواحل الفرنسية عام 1944 خلال إنزال نورماندي، إلا أن المجموعة كانت تتولى مهمة خاصة في عمق المنطقة التي كان يحتلها النازيون آنذاك، وهي إنقاذ جندي مظلات يُدعى “راين” توفى إخوته أثناء القتال، وقررت القيادة إعادته للوطن.

وتصل مدة الفيلم الحربي إلى نحو 3 ساعات وفقاً لموقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت، لكنه يتمكن من جذب الانتباه بداية من الدقيقة الأولى، إذ تبدأ الأحداث خلال إنزال الجنود الأميركيين في نقطة “أوماها” التي شهدت مقاومة شديدة من الجانب النازي، ما أدى إلى وفاة ألفي مقاتل أميركي وفق موقع “History”.
وفي أول مشهد بالفيلم لم يتجنب العمل عرض أهوال العملية العسكرية بما فيها من إصابات وجروح ودماء اختلطت بمياه البحر، وانفجارات تصم الآذان، وعشرات الجثث التي تسقط بالتتابع وتتراكم أمام الأعيرة النارية المنطلقة من القوات النازية، ما جعل المشهد يحظى بشهرة واسعة بين أعمال الدراما الحربية، فضلاً عن حصاده الثناء لفرط واقعيته.

كواليس خاصة

صُورت مشاهد المعركة الافتتاحية في جنوب أيرلندا، على مدار 4 أسابيع، بتكلفة إجمالية وصلت لحوالي 11 مليون دولار أميركي، من إجمالي 70 مليون دولار هي الميزانية التقريبية للفيلم وفقاً لموقع قاعدة البيانات، واستعان المخرج بحوالي ألف شخص لتصوير مجاميع الجنود على مدار المعركة.
ولمزيد من الواقعية، استعان المخرج ببعض زوارق الهبوط التي استُخدمت بالفعل إبان الحرب العالمية الثانية، أما لقطات فقدان الجنود أطرافهم نتيجة الانفجارات فأداها بالفعل أشخاص مبتورو الأطراف كلها أو بعضها، وتم تزويدهم بأطراف صناعية تُستخدم لصالح المشهد، فيما استُخدمت 40 برميلاً من الدماء المزيفة لتصوير نزيف الجرحى.

ردود فعل

وعلى الرغم من قسوة الفيلم، لا سيما مشهده الافتتاحي، إلا أنه حظي باهتمام شديد حتى أن بعض المحاربين الفعليين الذين نجوا من الحرب هنأوا المخرج على جودة العمل.
كما واجه “إنقاذ الجندي راين” ردود فعل أخرى، كمحاولة مجلس الرقابة في الهند عدم عرضه بسبب تضمنه مشاهد دموية عنيفة، مطالباً المخرج بحذف عدد من المشاهد قبل عرض العمل، إلا أن سبيلبرغ رفض، وعُرض الفيلم في النهاية.
وحصد الفيلم 5 جوائز أوسكار، من بينها أفضل مخرج، وأفضل تصوير، وأفضل مؤثرات، وأفضل مونتاج، ومؤثرات صوتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى