آداب و ثقافة

معرض المسحورة”.. بحيرة مصرية تجمع 73 فناناً في “اللقطة الواحدة”.

سمانيوز / آداب وثقافة

يستضيف المركز المصري الثقافي بمتحف أحمد شوقي في القاهرة، فعاليات معرض اللقطة الواحدة الذي يحمل عنوان “المسحورة”، ويضم 98 عملاً، لـ 73 فناناً مصرياً، يتناولون موضوعاً ثابتاً مع تنوع الكادرات.
ويستمر المعرض حتى الاثنين المقبل، واختير موضوعه بعد ورشة عمل في مدينة الفيوم بالقرب من “البحيرة المسحورة” بمنطقة وادي الريان، التي تقع وسط الجبال الرملية، فالتقط الفنانون روحها الساحرة الساكنة، مع النباتات الصحراوية الكثيفة.
وتعتمد مجموعة “اللقطة الواحدة” على اختيار مشهد أو موضوع واحد لمشاركة عدد كبير من الفنانين، لإنتاج عمل فني ذي موضوع موحد، ولكن برؤى وأساليب فنية مختلفة ومتنوعة.

كواليس المعرض

عن كواليس الإعداد للمعرض، والتي تأثرت بسبب جائحة كورونا، تقول إيناس العشماوي، المتحدثة الإعلامية لمجموعة اللقطة الواحدة: “استغرق الإعداد لهذا المعرض أكثر من عام، إذ كانت الرحلة الميدانية الأخيرة لفريق المجموعة في فبراير عام 2020، على أن يقام المعرض في أغسطس 2020، ولكن بسبب الجائحة، تم تأجيله طوال هذه المدة”.
وتوضح العشماوي، سبب اختيار اسم “المسحورة” للمعرض، قائلة لـ”الشرق”: “العنوان مستوحى من البحيرة المسحورة في وادي الريان بالفيوم، حيث سافرنا على مدى عطلتين لتحضير لوحات المعرض”.
ورُسِمت اللوحات في موقعين مختلفين، حيث انتقل الفنانون إلى قرية “شكشوك” على ضفاف بحيرة قارون التاريخية، ورسموا البحيرة والقوارب التي تشكل تكوينات متكاثفة ومتناثرة على الشاطئ وفي الماء، وأسفر ذلك عن عدد كبير من الأعمال، تنوعت بين رسم وتصوير ومجسمات، وظلوا محتفظين بها طوال فترة كورونا، حتى حان وقت العرض، وفق “العشماوي”.

وتتنوع الأعمال الفنية المشاركة في المعرض، وتعتمد على فكرة إعادة التدوير، لكن الأغلب لوحات تصوير وخامات متعددة.
ومن الفنانين المشاركين في المعرض ياسمين الخطيب، وأشرقت طارق، ويوسف العزازي، وضحى الشناوي، وهنا هانئ، ونورهان جمال، وتقى نبيل وغيرهم.

“رؤى مختلفة”

التجربة المختلفة التي عاصرتها الفنانة التشكيلية ضحى العشماوي خلال رحلتي الفيوم، كانت سبباً في إطلاق العنان لخيالها، والرسم لأول مرة على خامة مختلفة، حيث شاركت في معرض “المسحورة” من خلال لوحة إكريليك على قماش.

جولات سابقة لـ”العشماوي” مع فريق مجموعة اللقطة الواحدة على مدى السنوات الأربع الماضية، تنوعت فيها المعارض بين عبق القاهرة وتوثيق ما تحويه.
تقول: “اختلاف البيئة كان ذا تأثير واضح على كل المشاركين، خصوصاً مع الاندماج في الطبيعة المميزة، والتي تختلف عن غيرها من الأماكن في القاهرة”.
واستمرت فعاليات الرسم على مدى يومين، منذ التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، و”على الرغم من صعوبة التنقل في البيئة الصحراوية مع الأدوات والخامات، فإنها كانت تجربة فريدة”، كما تصفها ياسمين الخطيب، الطالبة بكلية الفنون الجميلة والمشاركة في المعرض.
تقول الخطيب لـ”الشرق”: “هذه ليست المرة الأولى للمشاركة في معرض فني، ولكنها الأولى التي تتضمن رحلة سفر خصيصاً على مدار يومين بهدف الرسم فقط. شاركت في المعرض بلوحتين الأولى لبحيرة قارون، باستخدام أكريليك على خشب، والثانية لبحيرة قارون باستخدام الأكريليك على توال”.

يشارك الفنان مصطفى غنيم، في المعرض بعملين، باستخدام خامة الأكريليك. يقول في حديثه لـ”الشرق”، “إنها مشاركتي الرابعة في معارض تجربة اللقطة الواحدة”، موضحاً: “تجربة فارقة على المستوى الشخصي بقيادة عبدالعزيز الجندي، المشرف الأساسي، وعمرو قنديل وآيات محيي الدين”.

“اللقطة الواحدة”

يرجع اتباع هذا الأسلوب في المجموعة، منذ بداية تدشينها في مطلع الألفينات، على يد الدكتور عبد العزيز الجندي، الذي كان معيداً حينها في كلية الفنون الجميلة، وخطرت له فكرة توحيد الموضوع لعدد من الفنانين، بسبب حبه للرسم من البيئة المصرية سواء كان شارعاً أو توثيقاً للحِرف، إذ يرى أن للعوامل المحيطة بالفنان دوراً مؤثراً في ظهور العمل بطريقة مختلفة.

انضم للجندي فنان تلو الآخر خلال جولاته الميدانية، اشتركوا جميعهم في الاهتمام بالفكرة نفسها، وحرصوا على المقابلات الأسبوعية في بيئة مختلفة بعد الاستقرار على فكرة محددة.
تقول العشماوي: “بدأ الفنانون منذ عام 2002 في إقامة معرض اللقطة الواحدة لكادر واحد، بمشاركة عدد من الفنانين لإظهار التنوع والغنى، من فكرة وزاوية واحدة “.
حمل أول معرض للمجموعة عنوان “درب اللبانة”، قبل 19 عاماً، حيث اختار الفنانون حينها شرفة قديمة واحدة لرسمها، بالحارة التي تقع بالقرب من قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وحرصت المجموعة على تقديم معرضين سنوياً لنوعين مختلفين، الأول نوع اللقطة للكادر الثابت، والثاني الموضوع الثابت بتنوع الكادرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى