آداب و ثقافة

لن تجدني

سمانيوز/خاطرة بقلم: يسرى زيدان

أعدك بأنك
ستفتقدني
جدا..
حين تحِنُّ إلي بصمتٍ،
وتُخفي عن نفسك
أمارات اشتياقك..
حين تمضي
حامِلا نصر التجاوز
كالهزيمة في ثنايا قلبك..
ستبحثُ عنّي،
في كل وجه أُنثوي يمُر أمام عينيك
وفي كل ضحكة طفل تُزلزل صحراء ذاكرتك
وحين تصدح فيروز بصوتها المجروح كل صباح “حبيبي ندهلي وأَلّي الشِتا راح”..

ستسألك حُمرة الشفق حين الغروب عنّي..
ستُحاكمك أضلعك المتكومة على قلبك عن غيابي..
وسفتقدني جدا..
حين يتخلل البردُ جدار كبريائك،
ويعلو صوت الفقد، صوت غرورك
وتوقن أنك لاشك،
قد فقدتني!
ستحاول إشغال حواسك عني،
إلهاء جوارحك عن الثورة،
إسكات ضجيج مشاعرك،
لكنك ستُهزَم حيث لا أحد سواك يجاورك..
وتجد أنك احترقت حين أحرقت رسائلي،
وتهت حين قطعت الدرب إلي،
وبأنك قُتِلت حين حاولت قتل عوالقي،
وبأن مقابر النسيان التي أعددتها لي،
وحدك من دُفِن فيها!
ستصرخ أصابعك حين تفتقد يدي
ستتمرد عيناك حين تسأم رؤية الكل عداي
سيلعنك هاتفك كلما علت نغمة رسالة او اتصال..
وسيسألك كل شيء عني!
لكنك ستصمت..
ستمُر صارخا في كل شيء أن يصمت..
وستنكر كل هذا..
وتعرف في قرارة نفسك،
أنك لن تجدني
وبأن الطفلة المتوردة ذات يوم
أجهزت عليها،
وماعادت هُنا..
ستشتاقني
لكنك
لن تجدني..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى