آداب و ثقافة

مصر.. افتتاح المقبرة الجنوبية للملك زوسر بعد أعمال ترميم استمرت 15 عاماً.

سمانيوز/ثقافة

افتتحت وزارة الآثار المصرية، الثلاثاء المقبرة الجنوبية للملك زوسر، بمنطقة سقارة بعد عملية ترميم شاقة استغرقت 15 عاماً وتكلفت نحو 130 مليون جنيه مصري، وشملت هرم سقارة والمقبرة بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية.

ووصف مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي، افتتاح المقبرة بأنه “حدث تاريخي”. موضحاً أن مشروع ترميم هرم سقارة والمقبرة الجنوبية بدأ في عام 2006 وشمل ترميم معماري دقيق لإنقاذ هرم زوسر الذي يعتبر أقدم بناء حجري في العالم.

 

وافتتحت مصر في مارس من العام الماضي، الهرم المدرج بعد انتهاء ترميمه، وأعلنت، الثلاثاء، انتهاء أعمال ترميم المقبرة وفتحها للجمهور بعد تثبيت وحقن للشروخ وإعادة الأحجار لمكانها.

 

منطقة سقارة

 

وتعد منطقة آثار سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر، حيث يوجد بها مقابر تغطي جدرانها نقوش بديعة، كما يوجد فيها أهرام ومعابد ومدافن السيرابيوم، وقد اشتق اسمها من إله الجبانة “سوكر”.

وتعد جبانة سقارة الجبانة الوحيدة في مصر التي تتضمن مقابر منذ بداية التاريخ المصري وحتى نهايته وتضم أيضاً العديد من الآثار من العصرين اليوناني والروماني، وصنفتها منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي عام 1979.

 

وصف المقبرة

 

تقع المقبرة الجنوبية في الركن الجنوبي الغربي من مجموعة الملك زوسر الجنائزية التي تعد أقدم بناء حجري في العالم القديم وتعود لعصر الأسرة الثالثة في الدولة القديمة، واكتشفها الأثري الإنجليزي سيسيل مالابى فيرث عام 1928.

وتتكون المقبرة من جزئين، العلوى عبارة عن مبنى كالمصطبة مشيد من الحجر الجيري وبه إفريز مزين بحيات الكوبرا، والجزء السفلى منحوت فى الصخر على عمق 31 متراً ويمكن الوصول إليه بسلم حجري يؤدي إلى باب منحوت فى الصخر أيضاً ثم ممر المدخل به سلم حجري يؤدي بدوره إلى باب المقبرة والذي يؤدي إلى الممرات الداخلية المؤدية إلى مستوى فراغات المقبرة والتي تزينها لوحات جدارية مزينة بأحجار الفيانس الأزرق.

 

سر التسمية

 

وأشار مصطفي وزيري، إلى أن تسمية المقبرة بالجنوبية، له أكثر من سبب من بينها أن كل الملوك في الأسر القديمة لهم مقبرتين مقبرة جنوبية وشمالية، وأن الملك زوسر سار على نفس النهج وأقام لنفسه مقبرتين واحدة جنوبية وأخرى ملكية، وهناك تفسير آخر أن هذه المقبرة الجنوبية ربما تكون خاصة بحفظ أواني الأحشاء التي تضم المعدة والأمعاء والكبد والرئتين، والتفسير الثالث أنها قبر رمزي للملك زوسر تمييزاً لها عن المقبرة الملكية الموجودة في أبيدوس بصعيد مصر.

 

تعديلات تاريخية

 

وأوضح وزيري أن المقبرة تتكون من فوهة بئر تبلغ مساحته 7.5 متر بعمق 31 متراً، وذلك في تعديل لعمق المقبرة المسجل في المراجع والكتب هو 28 متراً، وعن تفسير ذلك قال الدكتور وزيري “بعد العمل في الترميم والحفائر ورفع الرديم للوصول لأرض المقبرة الأصلية اتضح لنا أن عمق المقبرة يبلغ 31 متراً وليس 28 متراً، وهذا تعديل تاريخي سيتم إدراجه في كل المراجع نتيجة أعمال البعثة المصرية للمرممين والآثاريين الذين شاركوا بكل فخر في هذا العمل المبهر”.

 

وعن شكل المقبرة، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إنه “بعد النزول للسلم العميق والوصول لبئر الدفن يوجد تابوت يعتبر واحد من الأضخم من حجر الجرانيت الوردي وهو ليس كتلة واحدة، فهو عبارة عن 16 بلوك من الجرانيت الوردي وزنهم كلهم حوالي 120 طناً”، وأضاف “علينا تخيل مدى حجم وصعوبة العمل في رفع البلوكات الحجرية بالكامل من أجل تثبيت التربة أثناء عملية الترميم.

 

تثبيت انهيارات التربة

 

وقال أشرف عويس مدير ترميم آثار سقارة إنه لم يكن أحد يستطيع النزول للمقبرة قبل 15 عاماً بسبب الانهيارات الكبيرة جداً، وأشار إلى أنه تم تثبيت الانهيارات على مداخل المقبرة وقال إن ممرات المقبرة كان بها قطع فنية تسمى “الفيانس” وهي عبارة عن أحجار زرقاء اللون تشبه السيراميك كانت تستخدم لتزيين الممرات منذ 4500 عام، كان أغلبها متساقط، تم ترميمها وإعادتها لمكانها الأصلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى