سمانيوز/خاطرة/ زينب نورالدين
أتوا بنا من جميع بقاع الأرض، جمعونا في بؤرةٍ واحدة، لمدة أربع سنوات بتفاصيلها وملابساتها وذكرياتها، أتوا بنا لنتعلم أن الحياة تسلب منا الذكريات ذكرى تلو الأخرى، أتوا ليعلمونا أن الحياة تهديك نعمة على هيئة صديق دراسة ومهمتك أنت تتلخص فيما بعد الأربع سنوات، إن شئت أكملت وإن شئت قطعت سُبل الوصال…
اليوم يوم تخرجنا من الجامعة وغدًا يوم بداية حياتنا التي نسعى نحن بها دون خطة مرسومة، من الغد الورقة معك والقلم بيدك وخريطتك من صنعك وتوفيق الله لما يسره لك، من الغد أنت الطريق والخطة معًا، اختر طريقًا يشبهك، طريق يمكنك الإبداع فيه، طريق يحفه الحلال من جميع الجهات، طريق تبتغي به وجه الله ونفع الأمة، كن مثالًا يحتذى به…
أما عن صديق دراستك ومأساة تفرقكما فحافظ على من يطمئن قلبك له، من يشجعك ويزيد سعيك بثقته بك، أكمل طريقك مع شخص إيجابي وناهيك عن المثبطين، الحياة مذاقها مُر ولكن برفيقٍ لين هين إيجابي تصير حُلوة، فاختر طريقك بعناية واختر رفيقك بألف عناية؛ إن ضللت الطريق ساعدك رفيقك في بحثك عن طريق آخر أو صُنع طريق جديد، فقط الصديق الوفي هو من يعمل على إبراز نقاط قوتك وقت يأسك وضعفك…
واعلم الحياة أخذ وعطاء، وتقديم الخدمات ومساعدة الآخرين من الصفات الحميدة، لن يسلبك أحد رزقك إن علمته ما تعلمت.
وفي النهاية بارك الله لك في التخرج وبارك لك في السعي وبارك لك في طريقك الجديد وألبسك ثوب العافية والنشاط وأبعدك عن الكسل وتباعاته…
