أخبار دوليةتقارير

تقرير: إدارة بايدن”تتبع نهج ترمب” وتحقق تقدماً في الضغط على الصين.

سمانيوز/تقرير-متابعات

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تكثف الضغوط على الصين، وتواجهها فيما يتعلق بمسألة الهجمات الإلكترونية وحقوق الإنسان، إذ تحقق “تقدماً مبدئياً” في حشد الحلفاء إلى جانبها، بينما تتجنب حتى الآن الانخراط العميق مع بكين، وحسبما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، فإن إدارة الرئيس الأميركي تتبع نفس نهج سلفه السابق دونالد ترمب.
وأوضحت الصحيفة، أن سياسة بايدن الجديدة ستخضع للاختبار مطلع الأسبوع المقبل، عندما تسافر نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، إلى الصين لحضور أول اجتماع مباشر لكبار المسؤولين منذ أكثر من 3 أشهر، في حين قالت وزارة الخارجية، الأربعاء، إن المناقشات ستركز على “المخاوف الأميركية ومجالات التوافق المحتملة”.
وبدأت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة بتسريع التحركات للضغط على الصين، إذ أصدرت تحذيرات للشركات الأميركية بشأن مخاطر العمل في هونغ كونغ وشينجيانغ، وهما منطقتان تشدد فيهما بكين قبضتها من خلال القمع.
كما انتقدت واشنطن علناً هذا الأسبوع، رئيس المخابرات الصيني واتهمته بـ “رعاية أنشطة القرصنة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم”، في خطوة توافق حولها العشرات من حلفائها.

نهج ترمب

وبعد 6 أشهر من توليه المنصب، ووسط المداولات الداخلية المستمرة، بدأ نهج إدراة بايدن في التعامل مع الصين يتضح، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم، إن المسؤولين “يمضون قدماً في نهج إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الأكثر صرامة بشأن بكين، مع إشراك الحلفاء في المزيد من القضايا لزيادة النفوذ”.
وقال أحد المسؤولين: “أكثر ما يلفت انتباه بكين ليس فقط عندما تفعل الولايات المتحدة شيئاً ما، ولكن عندما تقوم الولايات المتحدة بحشد حلفائنا وشركائنا للقيام بشيء ما معاً”.
وبحسب “وول ستريت جورنال”، كانت بعض إجراءات بايدن “رمزية أكثر منها جوهرية”، مثل حظر استيراد بعض المواد الخام المستخدمة في الألواح الشمسية، موضحة أن التركيز على بناء التحالفات يعني أن “بعض المبادرات تستغرق وقتاً أطول أو تفتقر إلى القوة اللازمة، حيث تعمل الإدارة على تحقيق المواءمة بين الحلفاء”.
وأوضحت الصحيفة أن انتقاد واشنطن للهجمات الإلكترونية المنسوبة للصين “لم يقترن بفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين”، على سبيل المثال، حيث كان بعض الحلفاء أكثر تحفظاً في انتقاداتهم لبكين أكثر من غيرهم، كما أن دفع الدول إلى تجنب  التكنولوجيا الصينية الرئيسية وتجنب شركة “هواوي” العملاقة في مجال الاتصالات، يعد “جهداً بدأ في عهد ترمب، وقوبل برد فعل متباين أيضاً”.
وقال المسؤولون إن ما يعيق وتيرة جهود إدارة بايدن تجاه الصين هو منح الإدارة الأولوية لـ “الجهود المحلية لمواجهة جائحة فيروس كورونا وتعزيز التعافي الاقتصادي”.

“اجراءات مختلطة”

في المقابل، قال مسؤولون سابقون إن الإجراءات التي تم اتخاذها حيال الصين حتى الآن “تبدو مختلطة”، ومن غير الواضح إلى أي مدى ستسعى الإدارة إلى التعاون مع بكين أو تصعيد المواجهة.
وقال مايكل ويسل، عضو لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين، المفوضة من الكونغرس: “لا يوجد تصميم واضح، على الرغم من أن الزخم والاتجاه مهمان ويشيران من نواح كثيرة إلى المكان الذي سيتجهون إليه”.
ووفقاً للصحيفة، فإن الصين اتبعت إلى حد كبير نهج الانتظار والترقب لإدارة بايدن، لكن حشد الحلفاء ركز الاهتمام في بكين، التي بدأت تحذر من أن الانتقادات بشأن قضايا مثل هونغ كونغ “يمكن أن تؤثر على مجالات التعاون المحتملة، بما في ذلك تغير المناخ والاقتصاد العالمي”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين في بكين، عندما سُئل عن آفاق العلاقات: “يجب ألا تتدخل الولايات المتحدة بشكل تعسفي في الشؤون الداخلية للصين وتضر بمصالحها، بينما من ناحية أخرى، تطلب من الصين إظهار التفاهم والدعم في الشؤون الثنائية والعالمية”.
وأضاف: “يرتبط التعاون في مجالات محددة ارتباطاً وثيقاً بمجمل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة”.

روسيا والصين

ومنذ انتخابه، لم يلتق الرئيس بايدن وجهاً لوجه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، رغُم تحدثهما هاتفياً، كما كانت الاتصالات بين كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين قليلة.
ووفقاً لمسؤولين أميركيين وصينيين، فإن زيارة نائبة وزير الخارجية شيرمان، التي تستغرق يومين تعد “محاولة لإدارة العلاقة الصعبة وقد تمهد الطريق لتفاعلات على مستوى أعلى، بما في ذلك قمة بايدن وشي المحتملة خلال اجتماع مجموعة الاقتصادات الـ 20 المقررة أكتوبر المقبل”.
ونتج عن نهج بايدن تجاه الصين بعض الاختلافات الصارخة بالنظر إلى مواجهاته المبكرة مع روسيا، فقد تحدث مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدة مرات بالفعل، بما في ذلك قمة عقدت في جنيف الشهر الماضي.
وقال مسؤول أميركي إن إدارة بايدن تعتبر كلاً من الصين وروسيا “خصمين”، لكن بالنسبة للإدارة الأميركية، هناك “خلافات واضحة للغاية بين بكين وموسكو، بين شي وبوتين”، مضيفاً أن بكين “تستجيب بشكل أفضل للضغوط متعددة الأطراف، والتي تستغرق وقتاً وأسساً دبلوماسية لتأسيسها”.
وبينما يتفق العديد من الحلفاء على مواجهة الصين، فقد اختلفوا حول كيفية القيام بذلك. وفي اجتماع سابق تنازع قادة مجموعة الدول السبع حول لهجة انتقاد بكين، ووافقوا على مناشدة الصين بشأن حقوق الإنسان في بيانهم الختامي، لكنهم لم يشيروا إلى الصين بالاسم في قسم يدين ممارسات العمل بالسخرة.

الجوانب الخلافية

ولفتت الصحيفة إلى ضرورة أن يحل فريق بايدن الخلافات بين المسؤولين حول الجوانب الرئيسية لسياسة الصين، إذ أشارت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي، إلى أنها “لا تتسرع في رفع الرسوم الجمركية المفروضة في عهد ترمب على واردات بمئات المليارات من الدولارات من الصين”، معتبرة إياها بمثابة “نفوذ تفاوضي مع بكين”.
وفي غضون ذلك، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن تلك الرسوم “ضارة اقتصادياً”. ودعم الديموقراطيون والجمهوريون في الكونغرس إلى حد كبير تكتيكات الضغط الأخيرة ضد بكين وقدموا تشريعات متقدمة في مجلسي النواب والشيوخ تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة في العلوم والبحوث المتطورة مع الصين.
ومع ذلك، انتقد الجمهوريون قرار الإدارة بالانضمام إلى الهيئات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، التي تحركت إدارة ترمب للخروج منها، لأنه يُنظر إليها على أنها “مدينة بالفضل لبكين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى