اقتصاد

بريطانيا.. قلق من بطء تعافي الاقتصاد وسعادة بـ”إعانات الحكومة”

سمانيوز / اقتصاد

تنفس البريطاني غراهام كلارك، 55 عاماً، الصعداء عندما أعلنت الحكومة البريطانية تمديد برنامج دعم أجور العمال العاطلين عن العمل، إذ يعتمد أساساً على إعانات الحكومة منذ توقفه عن العمل في مطار غاتويك قبل نحو عام.

كلارك واحد من مئات الآلاف من البريطانيين الذين استفادوا من برامج مساعدات مختلفة أطلقتها الحكومة منذ الأشهر الأولى لانتشار فيروس كورونا، للحيلولة دون وقوع انهيار اقتصادي كامل.

وانخفض الاقتصاد البريطاني في 2020 بنسبة 10%، وهي أكبر نسبة انخفاض منذ 300 عام، فيما استدانت الحكومة أكثر من 300 مليار جنيه إسترليني لتمويل برامج مساعدات الأعمال والعاطلين عن العمل.

وعبر أصحاب الأعمال عن قلقهم من أنّ النشاط التجاري لن يعود إلى سابق عهده بعد رفع جميع قيود الإغلاق، لأن الكثير من الناس فقدوا مصادر رزقهم ولن يتمكنوا من العودة إلى التسوق بنفس الوتيرة بعد أن تتوقف الحكومة عن دعم العمال والشركات.

تخفيف العبء

يقطن كلارك في بلدة كرولي، غرب العاصمة لندن، وهي أكبر مستفيد من برنامج دعم أجور العمال نظراً لاعتماد اقتصادها على مطار غاتويك الذي انخفضت رحلاته بصورة كبيرة، وتم تعليق العمل في واحد من مبنييه الرئيسين. ويحصل كلارك على مبلغ 1100 جنيه إسترليني شهرياً من الحكومة، وهو ما يمثل 80% من راتبه.

وقال كلارك: “أشعر بالارتياح لأنهم مددوا برنامج الدعم، لأنه كان سيتعذر عليّ الاستمرار من دون ذلك. فالإعانة الحكومية تزيل الكثير من العبء عن كهولنا، والكثير من الناس في رأيي يشاركونني نفس الرأي، لأن معظم سكان منطقتي يعملون في مطار غاتويك، ولن يستطيعوا الاستمرار من دون الدعم”.

والاقتصاد البريطاني هو الأشد تأثراً بانعكاسات فيروس كورونا ضمن الاقتصادات الغربية الكبرى، إذ فرضت الحكومة 3 إغلاقات شلّت النشاط التجاري، وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون، الشهر الماضي، عن خطة لتخفيف الإغلاق الحالي، سترفع بموجبها جميع القيود المفروضة على المحال التجارية والحركة والتجمهر تدريجياً حتى شهر يونيو.

دعم الأعمال

وبحسب الحكومة البريطانية، خسر أكثر من 700 ألف مواطن وظائفهم خلال الأزمة، وقال وزير المالية، ريشي سوناك، الأربعاء: “إن تعافي البلد، وبقية العالم، من هذا الوضع الاقتصادي غير العادي سيستغرق وقتاً طويلاً”.

نزار بكار، 43 عاماً، بريطاني من أصول تونسية، قال إن المساعدات الحكومية مكنته من دفع إيجار مطعمه الذي يقدم مأكولات مغربية.

وقال بكار في حديث لـ”الشرق”، من داخل مطعمه الذي اصطفت في زاوية منه مقاعد فارغة لأنه لا يسمح له إلا ببيع الطلبات الخارجية: “فقدنا الكثير من الدخل، الآن يدر المحل ربما 25% مما كان الأمر عليه قبل ذلك. إذا كان الدخل من المحل 9 آلاف جنيه إسترليني، أصبح الآن 2000 جنيه، أو ربما 1500.”

نظرة متشائمة

راتشيل لاركم، صاحبة محل ملابس أطفال في بلدة كرولي، قالت لـ”الشرق”، إن جميع أصحاب الأعمال الصغيرة يعانون نتيجة الإغلاق المستمر، لكن الدعم المادي منع من وقوع كارثة أكبر.

وأضافت: “ساعدني الدعم في مصاريف البيت، فمن دونه ليس لدي أي مصدر دخل آخر، أنا أعمل لحسابي الشخصي، وأتلقى الدعم الخاص بهذه الفئة، لكن لأن محلي جديد، فنسبة الدعم قليلة، لأنك تحصل على 80% من دخل قليل أصلاً”.

وتتوقع لاركم أن يكون التعافي الاقتصادي سريعاً، وترى أن الأمر قد يستغرق أكثر من عام قبل أن يعود الناس إلى الإنفاق كما اعتادوا، لذلك، فهي تخطط لاستبدال الملابس مرتفعة الثمن، بأخرى يمكن للناس شراؤها.

وتشارك آنجيلا بليماير، صاحبةُ صالون تان، لاركم الرأي، فهي لا تنظر بتفاؤل إلى إمكانية تحسن النشاط التجاري خلال هذا العام.

وقالت المصادر، “لا أعتقد أننا سنرى تغيراً كبيراً هذا العام، ربما نشهد بعض النمو في العام المقبل، لأنه حتى قبل أن يسمح لنا بفتح أبواب المحل، فإنه لن يبقى لنا الكثير من الوقت في موسمنا الرئيس، وهو ما بين شهري أبريل وسبتمبر”.

وأضافت: “حتى إذا فتح المحل في شهر مايو، فهناك عامل الجو واحتمال ذهاب الناس في إجازات، لذا فلن يتبقى لنا الكثير من الوقت، وبالتالي سنفقد موسمنا هذا العام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى