الجنوب العربيحوارات

مديرة مركز عدن للتوعية:المخدرات آفة قاتلة وإن استسلمنا لها فإن ماينتظرنا هو الأسوأ.

سمانيوز /حاورتها/ نوال باقطيان

تشكل ظاهرة الأدمان على المخدرات من أخطر الظواهر التي يعاني منه المجتمع الجنوبي، لذا يولي مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات أهمية كبرى لهذه الظاهرة من خلال الأنشطة التوعوية ومد يد العون للمدمنين في الجنوب،تزامناً مع مناسبة اليوم العالمي للمخدرات الذي يصادف السادس والعشرين من شهر يونيو.

 

وحول ظاهرة انتشار المخدرات

التقينا بالأستاذة سعاد علوي القاضي مديرة مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات والتي أجابتنا على أسئلتنا التي قدمناها لها..

وكان أول سؤالنا لها عن الكيفية التي جاءت لتأسيس مركز عدن للتوعية من مخاطر المخدرات والصعوبات التي واجهت المركز، حيث بدأت حديثها بالقول:

 

فكرة المركز لم تأتي جزافا، بل جاءت بعد بحث وتحري مني بعد ملاحظتي لتأثير مادتي التمبل والشمة الغير معتادة على المتعاطيين، وبعد ملاحظتي أثناء خروجي للعمل، شاهدت شباب نائمين على جنبات الشارع بحالة غير طبيعية، وتأكدت شكوكي بعد أن تناهت إلى مسامعي وجود سيارة تبيع الحبوب في أحد الاجتماعات في مديرية التواهي التي تقام قبل حلول العيد حول الاستعدادات لاستقبال الأخوة الشماليين هنا، ففي ذلك الحين لم يكن يباع الحبوب بهذا الشكل المتعارف به الآن، مما أكد شكوكي أيضاً بعد قيامي بالبحث والتحري وحصولي على المعلومات التي تؤكد إضافة الحبوب للتمبل من بائعي التمبل أنفسهم، ومع حلول عام 2011 م انخرطت في ساحات الحراك للتوعية بمخاطر المخدرات، وهناك رفاق سبقوني بملفات أخرى ونضالات ضد المحتل اليمني، لكنني تفردت بحملي ملف المخدرات، وكانت أول أعمالي بساحة المنصورة التي سهلت لي وساعدتني بمهامي الزميلة سلوى بريك وتوسع نشاطي حتى وصلت إلى كافة المحافظات الجنوبية ، بعد ذلك بدأت فكرة تأسيس مركز للتوعية من مخاطر المخدرات واليوم حصلنا على ترخيص من وزارة الشئون اجتماعية كمؤسسة وليس مركز، ويقدم هذا المركز أنشطة توعوية للمجتمع من مخاطر المخدرات، كما يقدم المساعدة لمتعاطي الحبوب والحشيش من خلال تقديم النظام الغذائي وبرامج تأهيلية للتخلص من الأدمان.

وأما مايخص الصعوبات بصفتي الشخصية لا أجد أي صعوبات مقارنة بزملائي الناشطين والناشطات كالمضايقة والتهديدات رغم أننا نتطرق لأكثر من موضوع، كما أننا نقوم بحملاتنا ضد أخطر فئة بالمجتمع وهي من يسيطر على أركان المجتمع، أما المؤسسة غالباً ماتواجه شحة بالامكانيات، لذلك اغلب المحاضرات أنا من يقوم به ولا استطيع الاستعانة بالخبراء بهذا المجال لشحة الامكانات لدينا.

 

وأما عن المواضيع الجديدة في عالم المخدرات في واقعنا اليوم،تقول الأستاذة سعاد..

 

بالنسبة للعاصمة الجنوبية عدن بدأت بالظهور مادة الكوكائين ونخشى إضافته لمادة التنبل والشمة، لأنه باهظ الثمن، ولا يمكن أن يأتينا بصورته الحالية بباقي الدول، كما ظهرت مادة الشبو ( الكريستال ) وهذه المادة ظهرت في عام 2014م، لكنها انتشرت الآن بشكل كبير وتأثيرات هذه المادة خطيرة جداً أخطر من الكوكائين، فتعاطي هذه المادة لمدة شهر واحد فقط ممكن يؤدي إلى الوفاة وممكن يؤدي إلى تشوهات بالوجه، ويحدث تغييرات بالأسنان والدماغ، كما يصيب المتعاطيين لهذه المادة بالجنون وحالة الزومبي، وممكن يقدم الشخص المتعاطي على الانتحار وإلى جانب ذلك هذه المادة زهيدة الأسعار، فمن خلال انتشار هذه المواد ينتظرنا الأسوأ كارتفاع معدل الجريمة زيادة معدل الوفيات دون سبب الانفلات الاخلاقي، دمار الشباب انتشار التنظيمات الإرهابية، ولا أريد أن أنقل نظرة تشاؤمية للمجتمع وليس من عادتي ذلك، لكننا وسط هذا الظلام المحيط بنا متى ما أردنا الخروج منه استطعنا الخروج منه، ولكن أن ظلينا بصمتنا واستسلامنا نحن قادمون على الأسوأ.

 

 

وحول منشور نشرته الأستاذة سعاد على الفيس بوك والتي تحدثت فيه عن خروجها إلى الشارع كناشطة والذي جاء متأخراً وقدمنا سؤال لماذا أقدمت على ذلك والتي أجابة بالقول:

 

أول ما بدأت انتشار المخدرات، كان في عام 1993م ، لكن مع ظهور الحراك الجنوبي في عام 2006م انتشرت المخدرات بشكل واسع وذلك يعود لذعر السلطة انذاك من الحراك، فبدأت باستخدام كافة الأسلحة من بينها المخدرات للقضاء على الحراك، وبهذا بدأت المخدرات تنتشر بين الشباب في كافة المحافظات الجنوبية بوتيرة عالية، لذا عندما خرجت للشارع لإلقاء محاضرات التوعية عام 2011م، لذا تأخرت.

 

وعن تطرق الأستاذة سعاد في محاضراتها التوعوية الاخيرة والتي تناولت الخوض بمخاطر التحرش،قالت سعاد.

أصبحت قضية التحرش الجنسي ضد المرأة قضية عالمية، ولأن التحرش الجنسي أحد افرازات انتشار المخدرات، لذا أوليتها أهمية كبيرة في محاضراتي التوعوية ، وخلال هذه المحاضرات ونزولي للمدارس هالني اتساع رقعة التحرشات ضد الفتيات وصلت إلى حد الاغتصابات والمجتمع مساهم بذلك من خلال صمته ، فالأسرة الجنوبية اليوم تأمر أبنتها بالصمت سأقول للآباء هل ستثق بك أبنتك بعدما أن التزمت الصمت عن حقها ولم تدافع عنها افرض ان هذا التحرش حدث في مكان ليس هناك مجال للهروب،

وعن مصير اغتصاب الفتاة تقول سعاد:

لا ينحصر التحرش ضد الفتاة بذلك فقط، قد تغرر من خلال مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي ويتم استدراجها.

 

وعن حملاتها التوعوية بمخاطر المخدرات والتحرش، وعن صداها في تعافي بعض المدمنيين وحل بعض قضايا التحرش، تقول سعاد:

بالنسبة للمدمنين الكثير منهم تفاعلوا مع حملتي واقلعوا عن الأدمان، لأني عندما القي محاضراتي في أي مكان استهدفه ازودهم بارقامي للتواصل معنا ، وفي الآونة الأخيرة كثير من الأمهات يتواصلن معي للبحث عن مخرج لأبنها،

وأما بالنسبة للتحرشات لم تتحدث أي حالة من الحالات وجميعها قصص تروي لي الطالبات أم بعض المدرسات وأنا مازلت في أول الطريق بهذا المجال.

 

 

وعن قيام مديرة مركز عدن للتوعية بفعاليات بمناسبة اليوم العالمي كفعالية ماراثون، طلبنا منها توضيح الأهداف والغاية من إقامة تلك الفعاليات والتي أجابتنا بالقول:

 

عندما اجتمعتُ مع مدير الأمن شعرت أنه لايريد شي مألوف، ولعلني أشاركه الرأي بذلك، لأننا قد قمنا ببعض الفعاليات واجتمعنا وتوصلنا بحلول، لكن كل هذه الحلول بقت حبيسة الادراج، وواحد من هذه الحلول إنشاء مركز علاجي أو مستوصف متواضع يقوم بعلاج المدمنيين، وهذا مانطمح إليه مستقبلاً، لذا فكرنا معاً وقمت بنشر بوست في حسابي على الفيس بوك دعوة لمشاركتي الأفكار ، تفاعل الكثير من الناس مع المنشور وقدموا العديد من الأفكار، منها إقامة ماراثون وقد نالت هذه الفكرة استحساني واستحسان مدير الأمن، ولقد جاءت هذه الفعاليات للفت نظر المجتمع لمخاطر المخدرات ومدى انتشارها بالمجتمع.

 

وفي ختام اللقاء سألناها عن طموحاتها المستقبلية وعن الرسالة التي تريد توجيهها للأمهات والشباب تحدثت بالقول:

 

طموحي تحويل المركز إلى مركز تأهيلي وعلاجي وان يضم في جنباته الجانب الرياضي ومسجد ومرسم وورشة لتعليم المهارات، بحيث تعيد بناء الإنسان المدمن وليس مركز لأعطاء الأدوية ، وهذا الخطأ الذي يقوم به الأطباء النفسيين يمنحوه أدوية مهدئة ومضادات لأعراض نفسية نتيجة أدمانهم، فيتحولوا من مدمنيين حشيش إلى مدمني أدوية مهدئة.

 

وانصح الأمهات بمصارحة أبنائهم بما يدور بالعالم الواقعي كوجود المخدرات وغيرها وتحذيرهم منهم وعواقب الانجرار خلفها، إن لم تعطيه هذه المعلومات فهناك من يتلقفه ويزين له هذه الظواهر ويجره إلى عالمها، فيا أيتها الأم راقبي سلوكيات أبنائك، إن حدتث أي تغييرات طارئة لابد أن تقدمي النصح وتقفي على أسباب تعاطيه، وأن توضح ذلك لديك وقبل كل شي لابد من مواجهته بمعرفتك بتعاطيه.

وأبحثي عن الأسباب الدافعة لذلك ففي عام 2013 م أثناء مروري بالشارع وجدت طالب ثانوية يتعاطى حشيش وعندما جلست معه تبين أن السبب والده وذلك بدفعه للعمل وأيجاد مصاريف له، وبذلك أصبح هذا الطالب متعاطي للحشيش ومروج له.

 

فيا أيها الشاب أنت خط الدفاع الأول والأخير لنفسك أن جنبت نفسك ويلات الأدمان جنبت المجتمع أجمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى