الجنوب العربيقضايا عامة

بعد غياب طويل مزارعون لـ (سمانيوز) تكاليف المحاصيل الأخرى كان سبب في عودة السمسم.

سمانيوز/تحقيق/خلدون البرحي

تميز الموسم الزراعي في محافظة لحج هذا العام بعودة محصول السمسم(الجلجل) بعد سنوات طويلة من توجه المزراعين إلى زراعة محاصيل أخرى، يأتي في مقدمتها محصول الطماطم رغم تكاليفه الباهضة ومروده البسيط، سمانيوز تابعت جهود زراعة السمسم عبر هذا التحقيق وخرجت بالحصيلة التالية.

عشرات الأفدنة في مديرية تبن بمحافظة لحج اكتست تربتها بأشجار السمسم، بعد سنوات كانت تقتصر فيها الزراعة على اصناف معينة من المحاصيل، إلا أن ظروف الواقع الاقتصادية دفعت المزراعين إلى العودة مجدداً لزراعة السمسم، طلباً للمردود المالي المتوافق مع المجهود البسيط.

 

•مراحل زراعة السمسم:

 

تبدأ زراعة محصول السمسم بثلاث مراحل رئيسية للوصول إلى عملية الحصاد، ويقول المزارع علي بن علي صالح: إن أولى تلك الخطوات تنطلق من ري الأرض بالمياه والانتظار حتى تتشبع التربة بالماء، ثم تليها خطوتين متزامنة من خلال حرث الأرض ونفش حبات السمسم في التربة.

•تحديات يواجهها المزارع:

 

وأضاف علي، بعد تلك الخطوات ينتظر المزارع فترة تقترب من 90 إلى 100 يوم من نمو النباتات ونضج المحصول مشيراً إلى أن أثناء تلك الفترة تواجه المزارع تحديات كثيرة تبرز بالآفات التي يمكن أن تصيب النباتات، ومن تلك الآفات ما يعرف عند المزارعون بالعسّال، وهو عبارة عن حشرة تعيش على تلك النباتات وتقتات عليها ما يؤدي إلى خروج مادة شبيهة بالعسل، تسيل على طول النبتة حتى الأرض.

•موعد الزراعة للسمسم:

تتقيد زراعة محصول السمسم بأشهر معينة لنجاح المحصول وتجنب تغيرات المُناخ وتاثيراته على جودته إيجاباً أو سلبا. وهنا يقول المزارع أحمد بن أحمد فتيني: إن زراعة محصول السمسم تقع بين  15 سبتمبر و15 ديسمبر منذ زراعته وحتى حصاده.

موضحاً إن المزارع يقوم بعملية الرعاية لنباتات السمسم عبر علاجها ببعض المبيدات للقضاء على مرض العسال وحمايتها من بعض اللصوص، كما يقوم بالمتابعة المستمرة لها حتى لا ينتهي فترة بقائها على الأرض وخروج مدتها الزمنية وتلف المحصول وعدم الاستفادة منه.

•خطوات الحصاد:

بعد انتهاء مدة بقاء النباتات على الأرض يقوم المزارع بحصاد نباتات السمسم ووضعها على الأرض لمدة يومين، ثم يقوم بتجميعها وحزمها مع بعض وتشكيلها بهيئة خيام أو اهرامات صغيرة تعرف عند المزارعين (بالشونة) وجمعها (شون) ويتنظرها حتى تجف (تيبس).

ويقول المزارع صائل الرجاعي بعد جفاف النبتات بشكل تام تبدأ عملية حصاد المحصول، حيث نقوم باحضار طربال ودفع الشون عليه، ويعمل مزارعان على خبط النبتات الجافة بالعصي حتى تسقط حبات المحصول على الطربال وهم يرددون الزواجل، وتتواصل العملية، بعد ذلك تجري عملية تنقيته من الشواب، ومن ثم تجري عملية نخله بمنخل مصنوع من المعدن لفرز حبات السمسم عن الشواب الصغيرة، تجمع حبوب السمسم في جواني (أكياس) ويتم الاحتفاظ بها في مخازن استعداداً لبيعها.

•السمسم في السوق:

عند الانتهاء من جميع مراحل زراعة وحصاد السمسم، يقوم المزارعين بأخذ محصولهم والتوجه به إلى السوق لبيعه على المحلات التجارية أو المعاصر، وتصل أسعار الفراسلة منه إلى مبلغ 40 الف ريال تزيد أو تنقص بحسب وفرة المحصول في السوق من عدمها، وفي المعاصر تبدأ عملية عصره لاستخراج مادة الزيت أو مايعرف بلهجة أهل لحج ( السليط الحالي) ويباع على المواطنين بحسب طلبهم للكميات المرادة .

•استخدامات السليط:

استخدمات زيت الجلجل تخضع لرغبة المواطن في محافظة لحج ومزاجه في تناوله.

ويقول محمد سالم أمبيله أحد مواطني المحافظة،

في لحج يحبذ أهلها سليط الجلجل أن يكون على وجباتهم، وتزيد استخدماته في وجبات العشاء والفطور (الصبوح)، حيث تتم عملية إضافته على الفاصوليا (الفول). وبعضهم يفضل صبَّه أو سكبه على الخبز (الخمير) ويسمى خمير مخصر وتناوله مع الشاي الأحمر أو الحليب كلا حسب رغبته ومزاجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى