الجنوب العربيحوارات

الشارع الجنوبي : المجلس الانتقالي «مشروع تحرري مقنع» حقق إنجازات واكتسح الساحة الجنوبية في فترة وجيزة

سمانيوز / استطلاع

استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي اكتساح الساحة الجنوبية وتسيُّد المشهد بطريقة أخوية فريدة غير مسبوقة رغم ما يعانيه الجنوب وشعبه من إنهاك وانهيار اقتصادي مرعب واستقطاب داخلي وخارجي وتجاذبات وأطماع خارجية شتى.

ولمعرفة كيفية وصول الانتقالي إلى قناعات وقلوب الجنوبيين وكيف وضع الطرفان ثقتهما ببعض؟ وكيف استطاع اكتساح الساحة الجنوبية في فترة وجيزة أجرت صحيفة «سمانيوز» استطلاعاً ميدانياً التقت خلاله عدداً من الجنوبيين وخرجت بالحصيلة التالية :

• وجود الانتقالي الجنوبي في الساحة العامة غيَّر كل المعادلات السياسية :

كانت البداية مع العميد فيصل النجار القيادي بالمجلس الانتقالي في العاصمة عدن الذي قال : لقد أتى الانتقالي الجنوبي من رحم المعاناة الطويلة وكان إشهار المجلس الانتقالي الجنوبي في 11 مايو2017م حدثاً سياسيّاً دوليّاً ومحلياً كونه في البقعة الأكثر سخونة بالعالم والمنطقة ذات الموقع الاستراتيجي الهام أمام التجارة والمصالح العالمية الكبرى، وبوجود الانتقالي الجنوبي بالساحة العامة تغيَّرت كل المعادلات السياسية والعسكرية على الأرض، وكان بمثابة الثمرة الناضجة لكفاح ونضال الحركة الجنوبية السلمية منذ اجتياح الجنوب في 94م ،وأنا أكرر دائماً مقولة مشهورة تقول ( النتائج دائماً تأتي من المقدمات) والمقدمات المدروسة والجميلة هنا لشعبية المجلس الانتقالي قد أتت من آخر مليونية جنوبية في 4مايو 2017م عندما تم تفويض الأخ القائد عيدروس قاسم الزُبيدي لقيادة المرحلة الجنوبية النضالية وتحريك الركود الذي ساد الساحات الجنوبية، وكانت نتائج هذا التفويض أن الاخ القائد الزُبيدي بعد أسبوع فقط أعلن من عدن العاصمة عن إشهار المجلس الانتقالي الجنوبي والذي شمل كل الطيف الجنوبي في تركيبته التنظيمية من هيئة رئاسة المجلس حتى قيادات المجالس المحلية بالمديريات وحاز على شعبية كبيرة بالداخل لأنه استطاع الوصول إلى كل أسرة والتواجد بنجاح بكل مديرية جنوبية ومن ابنائها الذين يتحملون المسؤولية وتلمس هموم المواطن ويعالجون مشاكله ويساعدون في تحسين الحياة الأصعب عليهم من كل المراحل بسبب الأزمة التي منهجتها على شعبنا تلك الشرعية الاحتلالية، وأوقفت عنه كل الخدمات من كهرباء وماء وصحة وتعليم وأمن ليتحمل المجلس الانتقالي دور المحرِّر للأرض من براثن التواجد الاحتلالي الزيدي البغيض .
ويضيف الأستاذ النجار : استطاع الانتقالي أن يرتبط بالشعب بعلاقة تحررية جماهيرية عريضة احرزت النجاح لصمود الانتقالي الجنوبي بالساحة دون منافس . وشهد بذلك العدو قبل الصديق، بالإضافة إلى أن شعبية الانتقالي أتت من صلب المسؤولية التي يتحملها أمام القضية الجنوبية وقطع عهداً على نفسه أمام الشعب أن يناضل بقوة حتى تحقيق الهدف الوطني للجنوب وهو نيل الاستقلال الوطني الثاني للجنوب، وتبنِّي مسؤولية الاهتمام بالقوات المسلحة الجنوبية وقتالها والعناية بأفرادها وبأسر الشهداء منها وبالجرحى والأسر الأكثر فقراً. ويقدم المساعدات وفق إمكانياته المتاحة، ومن أجل النجاح بأقل التكاليف دخل مع التحالف بشراكة نضال مشترك ثم وافق مع المجلس الرئاسي والحكومة كل ذلك ليكون قريباً من مصدر القرار والتحكُّم عن قرب بمصير القرار والثروة ويكون رقيباً قوياً على السلطة الحالية، وهذه أهم مميزات الانتقالي وبهذه الخطوات القيادية بالداخل والخارج حظي الانتقالي بشعبيته الكاسحة ومازالت كل يوم تكبر وقد رأينا نتائج الحوار الوطني الجنوبي الذي أعلن عن انطلاقه الانتقالي الجنوبي كيف عادت أغلب الشخصيات النضالية الجنوبية إلى صف الانتقالي وممن كان لهم موقف معارض للانتقالي وكانت تشكل أكبر المعرقلين لنجاحه، وهذا يدل على أحقية صوابه وقدسية أهدافه ونضاله وحنكة قياداته بمختلف المواقع والمناصب وعلى رأسهم الرئيس القائد عبدروس قاسم الزُبيدي باني المرحلة الجنوبية الجديدة وقائد الكيان الجنوبي السياسي القليل عمره والكبير عمله بما قدمه للقضية الجنوبية وللوطن والشعب خلال عدة سنوات .
والنصر والسلام حليف الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

• جاء الانتقالي من معظم المكونات الجنوبية :

فيما يقول الأستاذ علي الجوهري قيادي بالانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن : يجب أن يعلم الكل أن الانتقالي لم يأت من فراغ، بل جاء من معظم المكونات الجنوبية التي كانت موجودة على الواقع والساحات والتي كان لها الدور الفعلي في الحراك السلمي مع بقية مكونات التحرير والاستقلال أي المؤمنين بالقضية الجنوبية، بالإضافة لبعض المكونات السلفية التي شاركت في تحرير الجنوب من الاحتلال الحوثعفاشي،
وبهذا حصلت على الحاضنة الشعبية الجنوبية والتي فوضتها بالاستمرار بقيادة النضال التحرري للجنوب واستعادة الدوله الجنوبية وبهذه المعطيات اكتسبت الثقة من الشارع الجنوبي.

الانتقالي الجنوبي ليس كياناً سياسياً ناشئاً :

من جهته الناشط والقيادي في الحراك الجنوبي عوض محمد صائل قال : المجلس الانتقالي الجنوبي ليس كيانا سياسيا ناشئا، بل جاء كنتيجة لتراكمات نضالية لشعب الجنوب خاضه في وقت مبكر بعد احتلال الشمال للجنوب في ٩٤م والغدر بالوحدة وتوِّجت هذه النضالات الشعبية بالتصالح والتسامح وتوالت الفعاليات الشعبية السلمية المنظمة منذ ٢٠٠٧ بحركة جمعية المتقاعدين وتعدَّدت الكيانات السياسية التي حاولت قيادة الحراك الشعبي الجنوبي وحاولت أيضا أن تتوحد في كيان سياسي واحد تحت إصرار جماهيري شعبي يطالب بتوحيد القيادة فلم تستطع في ظل تجاذبات سياسية وقمع وترهيب سلطة دولة الاحتلال ليأتي الوقت المناسب لتلبية هذه الرغبة الشعبيه والتفويض المباشر للقائد عيدروس الزُبيدي لقيادة شعب الجنوب وتشكيل المجلس الانتقالي لتمثيله سياسياً وعسكرياً في الداخل والخارج لتحقيق هدفه المنشود في استعادة دولته المستقلة.

ويتابع “أن النجاحات السياسية والعسكرية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت قصير تأتي كنتاج لدعم القاعدة الشعبية والتفافها حول المجلس الانتقالي.
إنه ببساطه يتكئ على حاضنة شعبية صامدة وصابرة ترى فيه أمل الخلاص من براثن احتلال الجهل والفساد والسطو على هوية وتاريخ الجنوب ونهب وسلب مقدراته، كما أن المجلس الانتقالي هو من يلامس هموم شعبه وينطلق بثبات نحو تحقيقها وهكذا فإن الثقة المتبادلة هي التي أسست لكل نجاحات المجلس الانتقالي الجنوبي كما أن من عناصر قوة الانتقالي هي امتلاكه القوة العسكرية الضاربة التي يُحسب لها ألف حساب محلياً وإقليمياً.

• تشكلت قيادة وفروع الانتقالي من رحم ثورة الحراك السلمي ومقاومته الجنوبية :

من جهته الأستاذ مهدي عبد الله مقبل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية المحفد محافظة أبين قال : كان للحراك السلمي الجنوبي الدور الأبرز في ذلك حيث أوجد الأرضية الخصبة وسرعان ما التف الشعب حول الأصوات المنادية باستعادة دولة الجنوب التي لاتزال ذكراها عالقة في الأذهان ومتوارثة عبر الأجيال، أيضا كان لمشروع التصالح والتسامح الجنوبي نصيبا كبيرا، حيث توحَّد شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه وطوى صفحات الماضي، ومرَّ شعب الجنوب بمراحل ثورات سلمية ومسلحة منذ 2007 حتى 2017 م، وكانت بمثابة فترة تهيئة لإعلان عدن التاريخي الذي تمخَّض عنه تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تشكَّل من جميع أطياف الجنوب وسرعان ما التف حوله شعب الجنوب وتم تفويضه بحمل القضية الجنوبية بقيادة اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي، وتشكَّلت قيادة وفروع هذا الكيان من رحم ثورة الحراك السلمي ومقاومته الجنوبية التي كانت في ميادين القتال جبناً إلى جنب مع أفرادها تدير معارك الدفاع والتطهير للوطن الجنوبي امتداداً من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً.

• الانتقالي وشعب الجنوب وجهان لعملة واحدة :

من جهته الناشط عبدالله عبدالرحمن الدافعي قال رغم مايعانية الجنوب من إنهاك اقتصادي وخيم وتجاذبات سياسية وعسكرية وأمنية شتى وتحديات داخلية وخارجية وأطماع واستقطاب سلبي ومشاكل لاتُحصى، إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن يكتسح الساحة الجنوبية، حيث لمع نجمه من قلب الشارع الجنوبي كونه منه وإليه فالمجلس الانتقالي والشعب الجنوبي وجهان لعملة واحدة هي استعادة الدولة الجنوبية. وأضاف الدافعي : لقد كان ولايزال الانتقالي معبّراً عن ما في نفوس الجنوبيين الحافظ لقضيتهم الجنوبية
وكانت قيادته ممثلة باللواء عيدروس الزُبيدي شخصيات صادقة مخلصة واقعية قريبة من الشعب تتحسَّس وتلامس معاناته وتسعى جاهدة لتحقيق طموحاته ولم ولن تحيد عن مشروع استعادة الدولة الجنوبية وكان الوفاء والإخلاص والود والتوأمة متبادلة بين الطرفين فحدث التجاذب الإيجابي الجنوبي وفشلت التجاذبات السلبية الأخرى.

• عمر المجلس الانتقالي منذ تأسيسه قصير قياساً بما حققه من مكاسب عظيمة :

وكان الأستاذ حسن منصر الكازمي القيادي بالانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن خاتمة استطلاعنا حيث قال : ليس من السهل تمدُّد المجلس الانتقالي في إطار المناطق الجنوبية في الوقت الذي لازالت قوى منظومة الاحتلال مسيطرة على القرار ومخترقة جل المؤسسات الحكومية ناهيك عن التجاذبات السياسية الموجودة من خلال تعدُّد الأطراف اللاعبة، لكن لأن المجلس الانتقالي يحمل قضية كل الشعب الجنوبي ولديه مشروع واضح استطاع خلال فترة وجيزة التمدُّد على كل جغرافيا الجنوب وهذا الأمر ليس بالسهل إن لم تكن للمجلس حاضنة قوية وهذا دليل على أن الوعي الجنوبي حاضر ويدرك الناس الحاجة لوجود حامل سياسي للقضية الجنوبية لترى النور، وإذا ما حسبنا عمر المجلس الانتقالي منذ تأسيسه سنجده قصيراً وقياساً بما حققه من مكاسب سياسية وعسكرية، والأهم بأن هيئات المجلس المنتشرة في المحافظات والمديريات والمراكز قادرة على حشد الجماهير وتوظيف قدراتها بما يعزز حضور القضية الجنوبية، ولا شك أن هناك قصوراً لايزال في أداء هيئات المجلس لكن الهيكلة القادمة والتي أعلن عنها الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي والتي ستشمل كل هيئات المجلس وستستوعب كل القدرات والكفاءات الجنوبية وهذه العملية ستمثل محطة مهمة في مسيرة المجلس الانتقالي ومن خلالها سيتم التمكين الجنوبي وهي أيضا ترسيخ للتداول السلمي وتأسيس لبناء المؤسسات الجنوبية الحديثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى