الجنوب العربيحوارات

فتيات الإنترنت والواتساب هل يصرن زوجات وأمهات صالحات في المستقبل؟ 

سمانيوز-شقائق / استطلاع

في ظلِّ الضجيج والثورة الإلكترونية والإنترنت وعالم الاتصالات والتواصل الإلكتروني اللامحدود العابر للحدود باتت الفتاة سواءً في الجنوب أو غيره من الدول الغنية أو الفقيرة (فتاة عصرية)، حيث التقنية متوفرة ومكدَّسة على حد سواء ما جعل الفتاة أكثر ارتباطاً وتواصلا بها وعبرها وصار الواتساب والجروبات والإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة الشغل الشاغل للكثير منهن وبات مستقبلهن أكثر ضبابية، حيث الفتاة تحديداً العزباء تمر بمرحلة تهيئة حسّاسة معقدة ألا  وهي مرحلة ماقبل الزوج، حيث تتشكّل ماهية الفتاة وما هي أكثر اهتماماتها وماهي رغباتها وما الأمور المتوقّعة التي تنتظرها وتؤثر في مستقبلها وفي حياتها ما بعد الزواج، وكيف سيكون تعاملها مع الزوج ومع تربية الأولاد وهل لديها القدرة على تشكيل وبناء أسرة سعيدة متماسكة، بمعنى آخر أنها كانت فتاة عصرية مرتبطة بالعالم من حولها عبر الواتس والنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأمور العصرية التي استحوذت على عقلها وتفكيرها، بل وأدمنت عليها وانشغل بعضهن بها عن الأمور المنزلية كالطباخة والنظافة وغسل الملابس. وغيرها من مهارات البيوت، فهل تصبح أم وزوجة صالحة، كون فتيات اليوم هن أمهات المستقبل، وكما قال الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق. فياترى كيف هو إعداد فتيات اليوم وكيف يصبحن أمهات للمستقبل؟ وماذا ينتظرهن؟

 وعلى ضوء ذلك أجرت «صحيفة» شقائق استطلاعاً التقت خلاله عدداً من الأمهات والمعلمات والفتيات وخرجت بالحصيلة الآتية : 

الإنترنت وسيلة وليست غاية وربنا خلق لنا السمع والبصر : 

كانت البداية مع المعلمة أم شوقي حيث قالت : أعتقد أن الإنترنت وملحقاته من وسائل التواصل والاتصال بكافة أشكاله هي وسيلة وليست غاية وربنا جعل لنا سمعا وبصرا، وجعل لدينا القدرة على التحكُّم في مشاعرنا وفي كل مانمتلك من وسائل من حولنا فأصبحت الأشياء ملكاً لنا ولم نكن نحن ملكاً لها، لذا من هو المؤهل والقادر على التحكُّم بالثاني طبعاً الإنسان، لذا فإنه من غير المنطقي أن تتحكم الوسيلة أو الأداة بالإنسان العاقل السّوي. وأضافت بالقول : فتيات اليوم هُنَّ أمهات المستقبل وهن القادرات على السيطرة والتحكُّم بالأدوات والوسائل وتسخيرها لصالحهن بطريقة عقلانية وفي الحدود المشروعة دون مبالغة في الاستخدام العبثي الغير ضروري أو تفريط في الواجبات المقدسة المرتبطة بصلب حياتهن الزوجية المستقبلية، لذا فالعملية أشبه بمسألة حسابية رياضية تعطينا فرضيات ومعطيات في نهاية المطاف، وكما يقولون عقلك في رأسك تعرف خلاصك، وأتمنى نرى بناتنا زوجات وأمهات صالحات في المستقبل كون الأمور بأيديهن وهُن من يحدِّد ماهية مستقبلهن ونحن لن نقصِّر من جانب النصيحة والدعم النفسي والتربية الحسنة. 

• الإنترنت ورطة كبيرة لأمهات المستقبل : 

فيما تحدثت الفتاة روان بالقول : أعتقد أن الإنترنت وملحقاته من عالم الاتصال والتواصل بشتى أنواعه ورطة كبيرة لأمهات المستقبل خصوصاً اللاتي ليس لديهن دراية مسبقة كافية بمخاطره ومطباته ومقالبه، كون هذه الخدمة أو التقنية أو الوسيلة تعد سلاحاً خطيراً ذو حدين وفي متناول الجميع فهي إما أن تكون لك أو تكون عليك بحسب استخدامك لها، إذا ما استخدمتها الفتاة للاغراض الضرورية سواء في البيت أو العمل وجعلتها عاملاً من عوامل نجاحها وأغلقت جميع الأبواب السلبية والتزمت السلوك السليم نقدر هنا نتنبأ لتلك الفتاة بمستقبل ناجح رائع، واعتقد أن العكس صحيح، ويارب تأتي الأمور على خير ولايحدث مكروه لأحد. 

• قصص مرعبة دامية أغلقت ابواب المستقبل : 

من جهتها الأخت أم أسامة قالت : لهذه الوسيلة قصص وتجارب مرعب بعضها دامية للأسف زلزلت كثيراً من البيوت والأسر وأغلقت آفاق المستقبل تماماً في وجوه بعض الفتيات، بل أن بعض الفتيات فقدن حياتهن بالكامل بسبب الاستخدام السلبي والتطفُّل والإفراط في البحث والغوص في بحار التواصل والإنترنت العميقة سواءً من قبل الفتاة نفسها أو عبر السرق قراصنة وذئاب الاتصالات والإنترنت المجرمين الذين لايتورعون عن انتهاك حرمات الناس، ومع هذا اتوقع أن تتأقلم الفتيات العاقلات الرزينات ويصبحن أمهات وزوجات صالحات في المستقبل، واتمنى أن تتمكن جميع الفتيات بالنفاذ بجلودهن من مستنقع النت السلبي أو تخطِّي السلبيات والنجاح والقدرة على التماشي بعقلانية والحذر مع الوضع الجديد المعاصر كونه يسير تصاعدياً وفي حالات كثيرة يصبح إجبارياً، كما أتمنى أن يتفهَّم الأزواج ويتماشون مع المرحلة كونهم أيضا جزء منها ولابد ما يصيبهم شيء من سلبها وإيجابها.  

• فتيات العالم الإلكتروني بالإمكان أن يُصبحن زوجات وأمهات صالحات : 

من جهتها أم لؤي قالت : باستطاعت فتيات العالم الإلكتروني الواتس.. الخ، اليوم أن يصبحن زوجات وأمهات صالحات في المستقبل، لماذا لا؟  ما المانع؟  واعتقد أن التربية الأسرية في المنزل من قبل أرباب الأسر والامهات يلعب دوراً كبيراً في تحديد ماهية الفتاة وليس من المنطقي أن نلقي باللوم على وسائل الاتصال والنت والعالم الإلكتروني كونه مجرد جماد ونحن من نستخدمه ونتحكَّم فيه ونحن من نذهب إليه وننفق المال لاقتنائه وصحيح أن هناك ذئابا يصطادون بوسط هذا البحر الإلكتروني ولكن لدينا عوامل الوقاية والتصدِّي له أو الابتعاد عنه على أقل تقدير، واعتقد أن الذي يسير في الطريق السّوي سوف يعيش في مأمن من المخاطر.

• المرء على دين خليله : 

فيما تحدثت الأخت أم نوال (ربة بيت) بالقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). من يخالل النت ويبحِر فيه بلا بصر ولا بصيرة فعليه أن يتحمّل العواقب، كما أن النت ومواقع التواصل الاجتماعي تعجُّ بالأشرار والقليل من الصالحين ومادام الإنسان يعي ذلك فعليه توخِّي الحيطة والحذر، ومستقبل الفتيات محفوف بالمخاطر وأتوقع حدوث حالات طلاق كثيرة مستقبلاً بسبب الإدمان على النت ومواقع التواصل والواتس ومايرافقها من إهمال وتقاعس عن الكثير من الشؤون المنزلية والأُسرية المتبادلة من الطرفين الزوج والزوجة كون الأزواج لن يكونوا في مأمن، بالإضافة إلى بعض حالات الهرولة صوب الرذيلة. 

• الإنترنت والواتساب ومواقع التواصل شرٌّ لابد منه : 

وكانت المعلمة أم سهام خاتمة استطلاعنا حيث قالت : أعتقد أن النت والواتس ومواقع التواصل وغيرها من بحور وعوالم الاتصال والتواصل الإلكتروني الداخلي والعابر للحدود شر لابد منه في الوقت الراهن وبات أحد العوامل التي تتحكَّم في ماهية الفتاة وماهية مستقبلها وهل بالإمكان أن تصبح زوجة وأمَّاً صالحة في المستقبل من عدمه، وأمامنا مسارات عدة فإذا ما منعنا الفتاة من امتلاك هاتف فإنها سوف تُصاب بعقدة نفسية كون كل من حولها من الصديقات يُبحِرن في العالم المذكور، ولكن إذا سمحنا فيجب أن نسمح في إطار الحد المعقول دون تفريط أو مغالاة، واعتقد أن الوسطية والاعتدال في التعامل وفي التربية والمراقبة الأسرية وفي الالتزام بكل مقتضيات ديننا الإسلامي الحنيف من واجبات ومباحات وفرائض يتوجَّب القيام بها ومحرمات نمتنع عن فعلها أو الاقتراب منها، فإذا ما بقينا عند هذه الحدود وتم تحديد سقف وحدود لانتعداها نستطيع إيصال فتياتنا إلى بر الأمان وإلى آفاق أكثر سكينة وطمأنينة وبإذن الله نضمن حصولنا على زوجات وأمهات صالحات في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى