الجنوب العربيحوارات

المتقاعدون ووعود زيادة مرتباتهم .. معاناة منى تنتهي؟

سمانيوز / استطلاع / حنان فضل

انهكتنا الظروف والحياة القاسية أصبح الفأس يضرب الرأس وكأنه الزمان الذي عاد بقسوته،حياة تتلاعبها السياسة لتزيد العناء على هذه الشريحة التي تنتظر راتبها بين شهر وآخر، ولكنه لا يفي بالغرض بل يرهق العقل من التفكير عند استلام الفتات بالنسبة للوضع الصعب،وتأتي الوعود الوهمية لتخنق أصحابها في بحيرة الأوهام ليكون مصيرهم الانتظار والحسرة على ما مضى،ينتظرون دولتهم حقهم وحياتهم بل ينتظرون الإنصاف والعدل فمن المنقذ لهذه الشريحة المظلومة.

• ظلم ورفض :

يقول اللواء محمد علي هادي ناصر، قائد لواء متقاعد قسراً :
بالنسبة لرأيي فإن هذا ظلم مابعده ظلم رغم صدور أحكام قضائية بتسوية رواتبنا ومستحقاتنا ولكن الحكومات المتعاقبة ترفض تنفيذ قرارات القضاء.

ويضيف العميد صالح عثمان فاضل : واجب على الدولة أن توفي بالتزاماتها أمام هؤلاء الذين قدموا عصارة عمرهم لخدمة هذا الوطن وتعمل بالبدائل والمتاح لديهم تؤخذ تجارب بعض دول الأشقاء مثلاً الأردن أسسوا شركة خاصة تديرها رحلات متخصصة يعود ربحها للمتقاعدين وتمتلك أصولا ولها رأسمال وأرباح ضخمة.

فيما يتحدث ناصر عبدالرب البكري : رواتب المتقاعدين مشكلة كبيرة أن تؤخذ حقوقهم ومالهم غير هذا الراتب الحقير الله يكون في عونهم ولازم من فرض إدارة ذاتية بعد طرد الحوثيين من مواقع مهمة في الجنوب مثل الوادي وسيئون وهذا قريب بإذن الله تعالى.

وسيلة ضغط على أبناء الجنوب :

وأما الأستاذ أحمد مقيبل يقول :
إن الظلم الممارَس على الجنوب أكبر من فتات الرواتب ،فالمرتبات جعلوها وسيلة للضغط على أبناء الجنوب والتضييق على معيشتهم، فالناظر إلى كيفية التعامل في الرواتب يجد الإجحاف بحق الجنوبيين، فالقوات المرابطة بمأرب والجوف والساحل الغربي تستلم شهرياً بالريال السعودي، بينما الجبهات المشتعلة بالحرب في محافظات الجنوب تستلم راتبا ستين ألف ريال يمني بالأربعة أشهر رغم هذا كله فالشعب الجنوبي الصابر يواجه عدواناً خارجياً وداخلياً وإقليمياً.

بينما يرى عبدالله البكري : أنه يجب اجتثاث الفاسدين وأن يتحرّك الشارع الجنوبي ويطرد مخلفات الوحدة المشؤومة،ليس فقط أحوال المتقاعدين بل كل أهالي الجنوب يعيشون المعاناة.

• التقاعُد مرحلة صعبة :

ومن جانبه يقول ناصر محمد شيخ السعيدي،قائد قطاع دثينة : من أصعب المراحل وأكثرها تأثيراً على نفسية ومعنويات الإنسان، هي لحظة بلوغ الإنسان مرحلة التقاعد، مرحلة يشعر فيها المحال على المعاش بتراجع قدرته على العطاء والإنتاج، كما قرر تحسسه بالانتقال من الإنسان المنتج إلى العاجز أو العالة بدل المعيل، خصوصاً إن كان الراتب الذي يحصل عليه المتقاعد هزيلاً وعاجزاً عن سدِّ الحاجيات الضرورية لأفراد الأسرة،فالمتقاعدون العسكريون أو المدنيون في أرقام يقدَّر عدد المتقاعدين من الوظيفة العمومية بالآلاف في السنوات الماضية وهو في تزايد مستمر سنة بعد سنة،وكلنا على علم أن راتب المتقاعد لايتجاوز ثلاثين ألف ريال تتقاضاه أسر المتقاعدين من الوظيفة العمومية أجوراً، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى احترام الحد الأدنى للأجور، واحترام مقتضيات مدونة الشغل.، «أغلبنا متقاعدون، وهكذا نعيش حياة التقاعد، عملنا عشرات السنين والآن جاء دور أبنائنا، نقضي جزءاً من الوقت مع العائلة والأصدقاء، ثم نلتقي هنا لنكسر روتين اليوم بالمنزل»، أما آخر فيلفت الانتباه إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه المتقاعدون، ويقول المحظوظين منا من لهم أبناء يشتغلون ويوفرون لهم لقمة العيش، أما راتب المعاش فلن يضمن لنا توفير لقمة العيش وتسديد مصاريف الكهرباء والماء، نعم صحيح نلجأ إلى البحث عن عمل آخر مباشرة بعد إحالتنا للتقاعد، لكن في أحسن الأحوال لن نستطيع العمل أكثر من أربع سنوات إلى ست سنوات».
ويواصل حديثه : الفرد عندما يُحال للتقاعد، يشعر بوجود وقت فراغ، منهم من يُحسِن استغلاله إن كانت ظروفه المالية تسمح له بذلك، ومنهم من يلجأ إلى الهروب من روتين الوظيفة، الذي اعتاد عليه سنوات مضت، فيقسّم وقته بما يناسبه ويناسب اهتماماته، أما الصنف الآخر الذي لا دخل له سوى راتب المعيشة الهزيل جداً، فتجده يبحث عن عمل يضمن له قوت العمل بالرغم من التقدُّم في السن والمرض والعياء، وعليه فإننا نناشد المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي النظر بعين الاعتبار تسخير كل الجهود لحل هذه الأزمة التى تعاني منها هذه الشريحة من المجتمع الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن وقدموا أروع التضحيات فإنهم الشريحة الأضعف والأقل دخلاً، ونشكر كل من تكلم وناشد لإنصاف المتقاعدين ولنا أمل في كلٍّ من المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي في إنصاف المتقاعدين، ونسأل الله أن يعينهم على الأوضاع المعيشية الصعبة والله الموفق.

• الموت أهوَن من الذل :

ويناشد السيد محمد سُمَّن،نائب رئيس حزب رابطة الجنوب العربي فرع العاصمة عدن، نائب مدير إدارة الشهداء والجرحى مديرية الشيخ عثمان :
نناشد فخامة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أن يضع قضية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين في أهم مهامه وأن يتخذ القرار السريع في تسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين الجنوبيين الذين عانوا من الإقصاء والتهميش من نظام الاحتلال اليمني، ولا ننسى أن هؤلاء المتقاعدين العسكريين أنهم هم من فجر الثورة (الحراك الجنوبي)حين خرجوا يطالبون بحقوقهم من نظام الاحتلال اليمني وحينها لم يسمع لصراخهم عفاش وواصلوا النضال ورصُّوا الصفوف وأعلنوا الثورة الحراك الجنوبي في 7/7/2007م، وعندما أعلنت الثورة وانطلقت شرارتها فحينها لم يطالب المتقاعدون العسكريون الجنوبيون بحقوقهم فقط، فقد ارتفع سقف مطالب الأبطال المناضلين المتقاعدين العسكريين وقالوا بأعلى صوت نحن نريد وطناً وتاريخاً وهويه نريد استعادة الجنوب العربي وهويته وتاريخه ولن نتوقف حتى تحقيق هذا الهدف.

ويتابع متألماً: اليوم نتألم ونحن نرى المتقاعد العسكري الجنوبي منتظر الموت لأنه يرى أن الموت أهون من ما يعانيه المتقاعد الذي ينظر لاطفاله وهم لا يريدون غير لقمة عيش كريمة، ولقد وصل حال المتقاعدين العسكريين الجنوبيين إلى أقصى درجة الذل والهوان إلى أقصى حد.

•الخذلان والحرمان:

فيما يتحدث العقيد هندسة طيران محسن علي حمودبالقول:
لم نخذلكم يوماً فلا تخذلونا،
كلمة نحب أن نُذكر بها قيادتنا الرشيدة بأن معظمكم كان ولا يزال ينتمي إلى القوات المسلحة الجنوبية وإن معظمكم قد أصابه ما أصابنا من الهون والإذلال من قوم فرعون اليمن ، أي أن رجال القوات المسلحة الجنوبية أصابهم الأذى في عهد عفاش فرعون اليمن الذي تفرعن على شعب الجنوب بعد العام ١٩٩٤م، ولأننا من اصلاب رجال لن ولم يقبلوا العيش بغير الكرامة والحرية التي توارثناها عنهم فلم نقبل ذلك الإذلال وقلنها كلمة حطمنا بها عروش الطامعين والغزاة، فسقط فرعون وأتباعه من السحرة ، وبفضل الله استبشرنا خيراً بقيادتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي ولكن لم نجد من يُنصفنا ويبعد عنا الأذى وكل ما تحصلنا عليه كمية هائلة من مخزون الوعود الذي لايُنفذ ولا تَنفذ وعوده وظلينا في الحرمان من جميع مستحقاتنا، ولهذا نقول لقيادتنا في المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس يكفينا من الوعود الوهمية، ونقولها لقد أُوذينا من قبل ومن بعد ماجئتنا، ولكننا نقول عسى الله أن يهلك عدونا ويرشد قيادتنا الرشيدة إلى الالتفات لزملائهم أبطال القوات المسلحة الجنوبية ويكفيهم ما أصابهم من المآسي والويلات التي تحملوها ولم ينكسروا، ولكن تقوت عزيمتهم وبهم تقوت عزيمتكم وساندوكم ولم يخذلوكم فلا تخذلوهم .

فيما أكد العقيد ماهر علي سالم البان وهو أركان كتيبة الصيانة المركزية سو 22:
شريحة المتقاعدين العسكريين هم أكثر شريحة تعاني من ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والاستهلاكية، حيث أن هذه الشريحة مظلومة والراتب الذي تستلمه لايكفي لإعالة أسرهم وإذا كان راتب العسكري العقيد الذي لازال محسوب أنه غير متقاعد مثلا 180ألف ريال يمني بما يعادل تقريبا 600 ريال سعودي لايكفيه لمواكبة الارتفاع الجنوني للأسعار فما بال المتقاعدين، حيث أن راتب العقيد عندما اعتمد بهذا المبلغ كان حينها يساوي 3200ريال سعودي فشوفوا الفرق الكبير بين ماكان وبين ما أصبح ، طبعا هذا يسبب كارثة معيشية وحياتية له ولأسرته والمفروض على الجهات الحكومية أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الفارق الكبير وتعمل على زيادة الراتب للعسكريين الذين مازالوا في الخدمة والذين قد تقاعدوا وافنوا حياتهم في خدمة الوطن.
ويشير بإن الزيادة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية تجاوزت الـ400% والرواتب مازالت مثل ماهي فكيف يمكن للعسكري العيش في حياة رغيدة وكريمة في ضل هذا الغلاء الفاحش، مؤكدا بأن للعسكريين أسر وأولاد وبحاجة إلى غذاء ودراسة وعلاج وكثير من المتطلبات الضرورية ولايستطيع توفيرها لأسرته، والبعض لايملك سكن خاص به ومستأجر بيت بالشي الفلاني، وعلى الدولة الإسراع بإنقاذ هذه الشريحة المظلومة وتوفير لها الحياة الكريمة نظير ما قدموا ومايزالوا يقدموا إلى الآن من خدمات لهذا الوطن الغالي.

•المعالجة وإعادة النظر:

وعبر العميد الركن محضار محمد السعدي مدير الدائرة السياسية مجلس المقاومة الجنوبية،نائب رئيس الهيئة العسكرية عدن:
شي مخجل ألا يتم المعالجة وإعادة النظر في هذه الرواتب الهزيلة والمخجلة ورفع هذا التعسف والظلم الذي طال اخواننا العسكربين والأمنيين في رواتبهم التقاعدية، وتم ذلك نتيجة القيادات السابقة ليست حريصة على كرامة وعزة قواتها المسلحة والأمن إلا من باب المزايدة الخطابية وأرادوا عنوة اضعاف الرواتب لكل متقاعد وكل عسكري وموظف وخلقوا خلل في جهاز الدولة ونظامه، وحتى يستشري الفساد والعبث وحتى لا يكون للشرفاء مجال للاعتزاز بذاته وكبريائه ويضل يعتز بشرف ومكانة وظيفته.

ويواصل حديثه: مع الأسف هؤلاء المسؤولين جعلوا وظيفة الدولة ومزاياها مكسب ومغنم لهم كمسؤولين (َعصابات منظمة) من المهد إلى اللحد لهم واولادهم وأقربائهم وقبيلتهم، أما بقية الموظفين الشرفاء لا تعنيهم احتياجاتهم في توفير رواتب تلبي احتياجهم وتجعلهم كرام في وطنهم وأعزاء، لا سيما في سنين أواخر حياتهم وخدمتهم في المؤسسات الوطنية الطويلة.

وأمام كل ذلك ننادي كل الجهات المسؤولة والحكومة والرئاسة والوزراء المختصين إعادة النظر واجعلو خواتيم رجال خدموا الوطن عزيزة وكريمة ونحن نطالب ونآزر لمثل هذه المطالب الإنسانية والأخلاقية قبل أن تكون حقوقية عادلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى