الجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

الشرعية اليمنية .. رضوخ مهين للحوثي واستعراض للعضلات تجاه شعب الجنوب

سمانيوز / تقرير / عبدالله قردع

أصيب الشارع الجنوبي بصدمة وخيبة أمل من القرارات الأخيرة الذي أصدرها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي القاضية بإنشاء قوات مسلحة جنوبية جديدة تحت مسمى درع الوطن وتعيين القيادي السلفي بشير الصبيحي قائداً عاماً لها، وشكك ناشطون جنوبيون في نوايا ومصداقية الرئيس العليمي تجاه شعب الجنوب، مشيرين إلى أن تلك القرارات فردية مشبوهة غير توافقية غير صائبة تثير سخط الشارع ولاتخدم الحرب التي تقودها القوات المسلحة الجنوبية ضد الإرهاب القاعدي الداعشي الحوثي، وتثير نوعاً من استفزاز الجنوبيين وتنذر بنشوء  صراعات بينية جنوبية وإلى إرباك الوضع في المناطق المحررة بشكل عام وتصب في مجملها في صالح المد الحوثي الفارسي الذي يستمد قوته من سياسة (فرق تسد) واقتناص الثغرات. 

خليط من الجنوبيين واليمنيين السلفيين : 

وبحسب مصادر صحفية مطلعة أشارت إلى أن الألوية العسكرية آنفة الذكر تتكون من أكثر من 8 ألوية عسكرية وتتشكل من خليط من اليمنيين والجنوبيين السلفيين، وبحسب موقع نيوزيمن أشار إلى أن لدى الرئيس العليمي نوايا مبيتة للتفرد بقرار مجلس القيادة الرئاسي. وأنه قد طلب في وقت سابق إعطاءه صلاحيات فردية فيما يخص إصدار القرارات الرئاسية، خلافاً للصيغة الجماعية التي تشكل عليها المجلس بموجب اتفاق نقل السلطة من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.

 ويرى ناشطون أن القرار صدر دون توافق أو علم باقي أعضاء مجلس القيادة الرئاسي ويهدف لاستفزاز الجنوبيين وجسّ نبضهم، فيما يراه آخرون انقلابا على الجنوبيين أشبه بانقلاب عفاش على اتفاقات الوحدة المشؤومة فيما يراه آخرون استمرارا لمسلسل العداوة اليمنية اللا متناهية تجاه الجنوبيين.

 وفي تغريدة له على تويتر

حذر المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي أوسان بن سدة من محاولة الاستفراد بالقرار الرئاسي من قبل رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي وقال بن سدة إن عدتم عدنا،، يسير رشاد العليمي على خطى علي محسن الأحمر، الاستفراد بالقرار وخلط الأوراق لصناعة أزمة قادمة. 

وتساءل جنوبيون هل تبحث الشرعية والتحالف عن نصر وعن سلام بمعزل عن الجنوبيين؟ وهل انقلبت الشرعية بالفعل على الجنوبيين وقدمت تنازلات كارثية لصالح الحوثي بذريعة الحفاظ على الوحدة اليمنية ولحقن دماء اليمنيين؟ ولماذا يتجاهل التحالف العربي والشرعية اليمنية تضحيات الجنوبيين ويتخطاها؟ وما موقف الشرعية والتحالف من القضية الجنوبية وهل باتت عقبة أمام مساعي الحل الشامل؟  وهل استبعاد القيادات الجنوبية من المشهد سيقود إلى تحقيق سلام في المنطقة؟ وما حقيقة المساعي اليمنية الجارية في كلّ من مسقط والرياض وصنعاء؟ وما حقيقة استفراد العليمي بالمجلس الرئاسي؟  وكيف يتم التحاور مع الحوثي عقب ما تم تصنيفه تنظيما إرهابيا ويتم استبعاد الجنوبيين مع أنهم حليف وشريك فاعل على الأرض وقدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن الأمن القومي العربي و لايزالون يتصدون للمدّ الإيراني الفارسي وأذياله اليمنية حتى اللحظة، وهل ظهر الرئيس العليمي على حقيقته العفاشية الماكرة؟ كل هذا وأكثر طرحناه على عدد من نخب الجنوب وخرجنا بالاستطلاع أدناه :

موقف الشرعية عدائي ضد الجنوبيين منذ البداية : 

وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ القدير هشام الجاروني فاتحة استطلاعنا حيث قال :  لا اعتبر موقف الشرعية من الجنوبيين انقلابا لأن الشرعية موقفها من الجنوبيين كان ولازال موقفا عدائيا منذ البداية ويمكن في السنتين الأخيرة كان أشدّ حدة بعد أن شعروا بخطورة الموقف ومدى قرب زوالهم من الجنوب لذلك تحولت أعمالهم العدائية نحو ضرب وإنهاك معيشة أبناء الشعب الجنوبي وأرى موقفهم هذا تحكمه العلاقة بين المحتل وصاحب مشروع الاستقلال وهي بالتأكيد لن تكون علاقة ود وتسامح أو توافق بل علاقة عداوة وهم يتقنون اللعب على تلك العداوة. 

ليس استفراد بقدر ماهو تبادل أدوار : 

ويرى الأستاذ الجاروني أن مايحدث بالمجلس الرئاسي ليس استفراد بقدر ماهو تبادل أدوار، وأما عن تحركات العليمي بالمجلس الرئاسي فهو ليس استفراد بقدر ماهو تبادل أدوار يديره التحالف وفق سياسة تخدم أهدافه أثناء سير المفاوضات كونه يدرك أن هناك أطرافاً لايمكن أن تكون ذات حضور في المرحلة الحالية أقصد هنا مرحلة التفاوض مع الحوثيين لذلك يحاول التحالف أن يغيّب الأطراف التي لها مواقف من ذلك التفاوض ولكن الجنوبيين اليوم صوتهم بات مسموعاً رغم الغياب الواضح لقياداته كون الإرادة الشعبية هي من تحدّد مساحة التحرّك للأطراف الأخرى وخصوصاً فيما يخص خيار الاستقلال لذلك قد نشاهد تبادل للأدوار قريباً ضمن سياسة التحالف في استخدام كل الأوراق للضغط على كل الأطراف، فسياسة كسر عظم سيصمد فيها أصحاب المواقف الثابتة، مواقف الشرعية من السلام المنشود فيها الكثير من الانهزامية بفعل تنامي دور الانتقالي الجنوبي وهي تسعى للاستسلام وليس السلام بعد أن انهارت قواها وتماهت مواقفها مع موقف الحوثيين والتقت مصالحهم قبل مفاوضات الحل النهائي ، فالشرعية اليوم همّها عدم خسارة الجنوب وتعزيز قدرتها على الصمود على حساب الجنوبيين، وقال باستهجان : لقد أفلست تلك الجماعة وهي تفتش عن إمكانية إنعاش لموقفها السياسي والظاهر أنها لاترى ذلك إلا من خلال التوافق مع الحوثيين بعد أن ظلت معرقلة لعملية التحرير طوال أكثر من 6 سنوات مابرحت خلالها من تبة نهم وماحولها، نستطيع أن نقول أن الشرعية تبحث عن حلّ ليس بعيداً عن الجنوبيين بل متجاوزاً لهم ، وأرى أن التحالف يتماهى مع ذلك الموقف ولكنه لايستطيع أن يتجاوز ذلك كونه يحاول أن يتماهى مع القوى اليمنية حتى لايفشل حواره معهم مع الحفاظ على القضية الجنوبية ضمن الحل النهائي ، وهذا الحل نحن من يحدد ملامحه بتلاحمنا بعد أن انكشفت الصورة الحقيقية للعلاقة الخفية بين كل القوى والقبائل اليمنية، شرعية، وحوثيين، ومقاومة، وأحزاب، وتنظيمات وهذا مايجب أن يأخد به الجنوبيون بكل أطيافهم وليتعلموا من أعدائهم كيف يتركون خلافاتهم جانباً، ويرصون ويوحدون صفوفهم ويجعلون مصلحة الوطن هي العليا، كفاية فجور في الاختلاف، فتطرف مواقفنا السياسية ليست ميزة طيبة لنا بل هي انتكاسة قادمة لامحالة، وعلينا أن نتفاءل رغم هذا الكم من الصور السلبية التي تنتشر من حولنا لأن إرادة الشعوب أكبر من أن تكسرها الإشاعات والاخبار المدسوسة، فالانتقالي ومن خلفة شعب الجنوب أكبر من ذلك بكثير. 

الشرعية مستسلمة للحوثي من الوهلة الأولى : 

من جهته الأستاذ عوض محمد باشن محرر في نخبة حضرموت الاخباري قال : الشرعية لم تقاتل الحوثيين ولكن من يقاتل هم الجنوبيون وحدهم والشرعية مستسلمة من بداية سيطرة الحوثيين على صنعاء ولا شك الآن أن دول التحالف تبحث عن سلام في اليمن بسبب أنها لم تلق الحليف الذي تضع ثقتها فيه في الشمال (اليمن) بعكس الجنوب الذي كان حليفاً صادقاً وفياً و قوياً للتحالف العربي، كما أن الشرعية اليمنية تريد الحفاظ على الوحدة اليمنية وسوف تقدم تنازلات أكثر وأكثر لأجل ذلك وفي المقابل فإن بعض دول الإقليم داعمة للوحدة اليمنية ونراها تجتمع بشيوخ قبائل اليمن الشمالي وتهمش قبائل الجنوب وكذلك تدعم الصحافيين الشماليين وتقوم بصرف مستحقاتهم من رواتب وغيرها وللأسف الشديد فإن بعض القبائل التي تدعمها بعض دول الإقليم في الشمال (اليمن) تقاتل إلى جانب الحوثيين،  وهذا يعد غباءً سياسياً، وقال؛ هناك مساعٍ مازالت مستمرة ومتواصلة بين الحوثيين والتحالف عبر وساطة عمانية ولكن هناك اختلافات في بعض المسائل ولم تتضح الصورة حتى الآن، وعلى الرغم من تصنيف الحوثي كتنظيم إرهابي إلا أنه لايكترث ولايزال يتحكّم في شوون الدولة ودائماً القوة هي من تفرض نفسها على الأرض وختم الأستاذ عوض : الجنوبيون ليس لديهم وقت للمفاوضات التى لا تسمن ولا تغني من جوع وبكل تأكيد سيتم قلب الطاولة على الجميع من قبل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي كونه صاحب الحق والحق أقوى من الرجال. 

الشرعية منقسمة إلى شطرين : 

ويرى الشيخ محمد رمزو القيادي بانتقالي العاصمة عدن أن

 الشرعية أصبحت منقسمة إلى شطرين قسم شمالي وهم بقايا عفاش من المؤتمر والإصلاح وبقية الشماليين، وقسم آخر جنوبي أعضاء في الرئاسة وأعضاء في حكومة المناصفة وهذا ماتم في اتفاق مؤتمر الرياض، والقسم الشمالي هدفه تثبيت الوحدة اليمنية الفاشلة، والقسم الجنوبي هدفه واحد استقلال الجنوب واستعادة دولته الجنوبية وبالتالي لن تقود الشرعية الشمالية أبداً إلى سلام لأنها مستفيدة من نهب ثروات الجنوب واحتلاله منذ العام 

1994م

وتسعى لأن يظل الجنوب دائماً تحت سيطرتها إلى مالا نهاية، 

هل تبحث الشرعية والتحالف عن سلام بمعزل عن الجنوبيين؟ الجواب : الشرعية الدحباشية مستفيدة من دعم التحالف لها لأن التحالف يريد تسوية سياسية لليمن ككل ولم يعلن موقفه عن استمرار الوحدة أو فك الارتباط، ولقد وجدت الشرعية اليمنية (الشمالية) فرصة من خلال ضم القيادات الجنوبية إلى عضوية مجلس الرئاسة (اليمني) حيث حصلت على مبرر لتلعب بالأوراق السياسية عبره لبقاء واستمرار الوحدة المشؤومة ولإطالة عمر الأزمة لابتزاز التحالف العربي ولنهب ثروات الجنوب والهيمنة على مواقع صناعة القرار. 

الشرعية اليمنية قوة محتلة للجنوب : 

وتابع الشيخ رمزو : تتجاهل الشرعية اليمنية تضحيات الجنوبيين كونها قوة محتلة فيما يسعى التحالف العربي إلى تهدئة الوضع ولكنه للأسف لم يفصل في الأمور العالقة بين الجنوب والشمال ، وجعلها مذبذبة ما يجعل إحلال الأمن والاستقرار للمنطقة امرا محالا في الوقت الراهن كون الشرعية اليمنية لاتؤمن ولاتعترف بالقضية الجنوبية حتى اللحظة. حيث أن استبعاد القيادات الجنوبية من المشهد لن يقود إلى تحقيق سلام في المنطقة كون الجنوب بات اليوم مفتاح الأمن والأمان للإقليم وللعالم، وأما بخصوص المساعي اليمنية الجارية في كلٍّ من مسقط والرياض وصنعاء لاتزال ضبابية ولم تتمخض عنها أي اتفاقات رسمية لكي نبني عليها، مضيفاً بالقول : أما بالنسبة لحقيقة استفراد العليمي بالمجلس الرئاسي فإننا سنظل في هذا الدوامة تبادل أدوار وحروب استنزاف وتشكيلات مسلحة مستجدة تنهك الجنوب وتستنزف شبابه وثرواته ولن تهدأ الجنوب إلا بفرض أمر واقع يتمخض عنه استعادة الدولة الجنوبية وإدارتها بمعزل عن اليمنيين. 

تماه إخواني حوثي ليس وليد الساعة : 

وكان الأستاذ توفيق دعبان مدير صحيفة« سمانيوز» مسك ختام استطلاعنا حيث قال : بكلمات مختصرة لاشك أن هناك تماه بل وتنسيق خفي بين جناح الإخوان المسلمين في الشرعية وجماعة الحوثي في صنعاء، هذا التماهي ليس وليد اللحظة، بل ظهرت ملامحه في أكثر من موقف، ويتجلى اليوم بشكل واضح من خلال التنازلات التي يروج لها إخوان الشرعية ويسعون لتقديمها للحوثي بحجة التمهيد لتسوية سياسية شاملة، بينما هي في الحقيقة محاولة للالتفاف على التزاماتهم المتفق عليها في مشاورات الرياض، وبنفس الوقت إطفاء وهج القضية الجنوبية ومحاولة جعلها قضية هامشية على طاولة مايسمى (حل الأزمة اليمنية)،  إلا أن هذه المحاولات (والفهلوة) السياسية التي لم تعد تنطلي على الجنوبيين لن يكتب لها النجاح، بعد أن أصبح الجنوب في موقع متقدم وقوي سياسياً وعسكرياً ويتمتع بعلاقات إقليمية ودولية، علاوة على التماسك الداخلي والوعي المجتمعي لدى الشعب الجنوبي تجاه ماتروج له الآلة الإعلامية المعادية بشقيها الحوثي والإخواني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى