اقتصادالجنوب العربيحوارات

«الوديعة السعودية» تفاؤل مصحوب بحذر وتخوف أكبر بسبب إدارة الفاسدين

سمانيوز / استطلاع / عبد الله قردع

وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية مع البنك المركزي اليمني أول أمس الثلاثاء الموافق ال21 من فبراير 2023م تم بموجبها إيداع مبلغ مليار دولار إلى حساب البنك المركزي بالعاصمة عدن، وبحسب مصادر إعلامية سيتم تسليم الوديعة عبر صندوق النقد العربي وفق جدول معين مزمّن.
وقال اقتصاديون : إن إدخال مبلغ الوديعة حيز التنفيذ سوف يساهم فى إيقاف تدهور قيمة الريال اليمني الذي سينعكس إيجاباً على خفض الأسعار بشكل عام وتحسين الحالة المعيشية للمواطن خصوصاً في الجنوب في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيات الحوثي على جميع الموانئ الجنوبية بمحافظتي شبوة وحضرموت ما أدى إلى توفق تصدير النفط الخام وحرمان البلد من النقد الأجنبي الأمر الذي أوشك أن يؤدي إلى حدوث كارثة اقتصادية كبرى.
وقال محافظ البنك المركزي أ. أحمد غالب بأن توقيع اتفاقية الوديعة، يأتي تأكيداً من المملكة على وقوفها الدائم مع اليمن حكومة وشعباً، ومساعدتها للنهوض بواجباتها في سبيل استعادة أمن واستقرار اليمن، كما ستمكن الحكومة من تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية بالتعاون مع صندوق النقد العربي إلى جانب تعزيز جهود بناء احتياطيات لدى البنك المركزي اليمني لتمكينه من تعزيز الاستقرار الاقتصادي.
ولمعرفة ردود فعل الشارع أجرت صحيفة «سمانيوز» استطلاعاً ميدانياً التقت خلاله عدداً من المواطنين والمختصين التمسنا منهم نوعاً من التفاؤل المصحوب بالحذر والتحذير من استيلاء الفاسدين في الحكومة على الوديعة، كما تقدم عدد كبير منهم بالشكر والعرفان للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد واليكم التفاصيل :

لن تجدي نفعاً في ظل سرطان الفساد الذي ينخر جسم الحكومة اليمنية :

كانت البداية مع مدير اقتصادية انتقالي العاصمة عدن الأستاذ علي الجوهري الذي قال في البدء نشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية وأقول بصراحة إن
الكل يدرك أن هذه الوديعة وكأنها ماء الحياة (بلهجتنا الدارجة) ولكن في حقيقة الأمر هي مجرد علاج مريض نفسي وليس طبي، وكلنا يدرك أن مثل هذه الجرعات من المسكّنات المؤقتة قد جربناها من السابق ولم تُجد نفعاً نتيجة سرطان الفساد الذي ينخر جسم الحكومة اليمنية فالكل بانتظار حصته منها ولن يصل الشعب غير الفتات، وأما انعكاساتها فهي آنية جداً جداً، وليس علاجاً جذرياً يزيل أسباب معاناة الشعب من فقر مدقع وهذا الأسلوب قد جرّبناه واليوم الشارع يقولها بالفم المليان حذاري من هوامير الفساد المتربصين للوديعة فهم سوف يسرقونها من البنك المركزي مثل سابقاتها كوننا نعاني من تركة فساد ثقيلة أنهكت البلد واعتقد أن الوضع أشبه (بزريبة داخلها خرفان وذئاب).

هل ستفي حكومة معين عبد الملك بكل الوعود التي تعهدت بها :

من جهته الناشط السياسي الأخ علي محمد العميسي الكازمي قال : نشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية ولكن هل ستفي حكومة معين عبد الملك بكل الوعود التي تعهدت بها وهل سيلمس المواطن تحسناً في المعيشة وفي الخدمات والرواتب أم ستكون مثل سابقاتها من الودائع التي تم نهبها وتوريدها الى حسابات خاصة ولا حسيب ولا رقيب فيما شعب الجنوب يظل غارقاً في المعاناة وذهبت أحلامه، في تحسين الوضع المعيشي أدراج الرياح وأردف قائلا ً: إن تكديس العملة المطبوعة دون توفير غطاء يجعل من المستحيل الحفاظ على استقرار الأسواق المحلية من ثبات الأسعار وغيره ولنفترض أن هناك آلية عمل قادمة لانتشال الوضع الكارثي لمعيشة المواطن في الجنوب ولكن هل تجريب المجرّب في الخراب يجعل العقل غير مخرّب؟

المطلوب رقابة على الجهات المخوّلة في التصرُّف بالوديعة :

من جهته المواطن علوي صالح (مالك بقالة) قال : نستبشر خيراً ونشكر حكومة وشعب المملكة العربية السعودية ونتمنى من الأشقاء في السعودية وضع رقابة مشددة على الجهات المخولة بالتصرف في الوديعة كون الفساد لازال منتشراً وتقتصر الودائع البنكية على نفقات بعض رموز الفساد في الداخل والخارج وعلى دراسة وإقامة مشاريع غير مجدية وغير نافعة ليس لأجل المشاريع وليس لأجل المواطن وإنما لأجل الكسب من ورائها من المناقصات وملحقاتها، وقال عليهم أن يتقوا الله في هذا الشعب المسكين ويتوقفوا عن ممارسة الفساد بكافة أشكاله كون الفساد أساس كل الأزمات ولن تحدث انفراجة في ظل الفساد، ونتمنى أن يلمس المواطن تحسناً في معيشته فالوضع مزرٍ لايطاق ولايحتمل المزيد من الضغوط.

نطالب بمنع وصول الوديعة لأيدي الفاسدين :

من جهته المواطن صالح المردعي قال أشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد ونطالبهم عبر منبركم وضع رقابة مشددة على الوديعة لمنع وصولها لأيدي الفاسدين وأتمنى أن تكون سبباً في انفراج الأزمة الاقتصادية وتحسن المستوى المعيشي للناس.

آخر مسمار في نعش الاقتصاد اليمني :

من جهته الأستاذ حيدرة عبد الله قال أعتقد أن هذه الوديعة آخر مسمار في نعش الاقتصاد اليمني فالمشكلة كبيرة وبحاجة إلى حلول بحجمها لابد من حلول تفضي إلى فك ارتباط الدولتين وكل طرف كفيل ببناء اقتصاده وبلده أنا لا أرى سوى إضافة وقت وإطالة أمد الأزمة وجرنا إلى حروب وأزمات طويلة الأمد.

لانريد وديعة نريد استعادة وطن نريد عملتنا الدينار الجنوبي :

من جهته قال المواطن هادي عوض نحن نبحث عن وطن لانريد وديعة نريد وطناً نريد استعادة دولتنا الجنوبية ولانريد صدقات من أحد نريد عملتنا الدينار الجنوبي ، ونحن سنتكفل ببناء اقتصادنا ودولتنا، نحن نريد حلاً جذرياً لمشاكلنا مع الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية لا ولن تنفع الحلول الترقيعية والحُقن المهدئة وختم بالقول : ما الفائدة من وضع وديعة في بنك تديرة حكومة سرق فاسدة، بالكاد تتوزع نثريات على معين مخبازة وحاشيته.

لا أتوقع حدوث انفراجة في ظل الفساد :

وكان المواطن نقيب اليافعي خاتمة استطلاعنا حيث قال : لاتزال الأسعار مرتفعة ولا اتوقع حدوث انفراجة في ظل الفساد والتلاعب بالعملة لقد تحولت العملة المحلية إلى مجرد سلعة يتلاعب بها أصحاب محلات الصرافة والتجار ما افقدها قيمتها واحترامها ولن تتحسن الأوضاع عبر الحلول الترقيعية المؤقته في ظل تركة الفساد الممسك بمفاصل الدولة، ولكن نطالب بوضع رقابة صارمة على الجهات المخولة بالتصرف بالوديعة كون المال السائب يعلم السرقة ووضع البلد سائب، والجماعة لايحتاجون تعليم قدهم عباقرة.
في الختام تجدر الإشارة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي التزم الصمت ولم يصدر عنه أي تعليق رسمي بشأن الوديعة حتى اللحظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى