مديرو إرشادية الانتقالي : توحيد الخطاب الديني أحد أهم مبادئ قضية شعب الجنوب وعلينا إزالة الشبهات التي طالتها
سمانيوز / استطلاع / نوال باقطيان
يعد الخطاب الديني من أكثر الوسائل التي تؤثر في الناس وفي المجتمع لما لها من قدسية ودور في مخاطبة الوعي الجمعي، وبالتالي إحداث الأثر المطلوب في تقويم السلوكيات البشرية وتعزيز التوابث والمسلمات الدينية والوطنية وتعزيز القيم والتوابث.
ومع مرور الجنوب بظروف استثنائية عصيبة تكثّف إدارة الفكر والإرشاد في المجلس الانتقالي جهودها في توحيد وترشيد الخطاب الديني لمواءمته لظروف المرحلة ،حيث تكمن أهمية توحيد الخطاب الديني في الجنوب في الإسهام في تعميق اللحمة الوطنية وتوحيد الآفاق والرؤى ، ورأب الفجوة بين الجنوبيين من خلال التعريف بالقضية الجنوبية ومشروعية المطالبة بالاستقلال في ظل الهجمات المستعرة ضد الجنوب وتطلعات شعبه.
صحيفة «سمانيوز» التقت كوكبة من الشيوخ والدعاة في إدارات الفكر والإرشاد في دوائر المجلس الانتقالي الجنوبي لتسليط الضوء على أهمية توحيد الخطاب الديني لمؤآزرة القضية الجنوبية في سياق الاستطلاع التالي :
يقول الشيخ محمد رمزو مدير إدارة الفكر والإرشاد في المجلس الانتقالي في عاصمة الجنوب عدن : الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحبه ، أما بعد فلابد من توحيد وترشيد الخطاب في مساجد الجنوب لأهميته في التالي :
١- إننا نعيش في الجنوب تحت احتلال يمني خبيث يستخدم الورقة الدينية لتبرير احتلاله للجنوب والتدمير باسم الدين وتشويه ديننا الحنيف القائم على رد العدوان ورفع الظلم على كل مظلوم، وبحكم أن بعض أئمة المساجد والخطباء تأثروا بسيطرة أفكار حزب الإصلاح التكفيري وتكفيره لشعب الجنوب في عام ١٩٩٤م إبان فترة الوحدة الفاشلة ،ولهذا وجب علينا توحيد خطابنا الديني لرد شبهات وأباطيل الاحتلال اليمني.
٢- أهمية توحيد الخطاب الديني لرد الشبهات في مساجد الجنوب لمنع التشدد الديني والذي غالبا مايؤدي إلى المغالاة والفسق والتضليل والتكلم عن أحكام الدين بغير علم ولا فقه صحيح ، حيث أننا في الجنوب على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وأما الآن فيوجد ألف مذهب ورأي مما قد يؤدي إلى كارثة لنشر الأفكار المتطرفة.
٣_ تأتي أهمية توحيد الخطاب الديني في الجنوب لمساندة قيادتنا الجنوبية ومساندة قواتنا المسلحة الجنوبية للدفاع وحماية أرضنا الجنوبية وانتزاع الاستقلال وفك الارتباط واستعادة دولتنا الجنوبية للعيش بحرية وكرامة ، وضمان مستقبل الأجيال الجنوبية القادمة ويعتبر هذا واجبا دينيا ووطنياً مقدسا فحب الوطن من الإيمان.
وأشار رمزو إلى أن توحيد الخطاب الديني يتمثل من خلال العديد من الأمور منها :
أولاً : يأتي دور الأوقاف ، وذلك من خلال قلع الأئمة المتشددين والذين كان لهم صلة بحزب الإصلاح التكفيري ،فالأوقاف للأسف الشديد لم تقم بدورها الإرشادي للدفاع عن القضية الجنوبية وحمايتها.
ثانيا : عقد اللقاءات والدورات لائمة المساجد وخطباء مساجد الجنوب لتبيين الأدلة الشرعية ،والاستقلال والتخلص من الاحتلال اليمني ،ووجوب استعادة الدولة الجنوبية.
ثالثاً : إنشاء معهد ديني وسطي ووطني جنوبي ،لتخريج الدعاة الوسطيين والوطنيين ،الحريصين على حب الوطن والذوذ عنه من أي عدوان ، واعتناق الوسطية القائمة على السماحة والرقي وبناء الوطن الجنوبي ،والتعاون والمحبة ومساعدة الآخرين وحب الوطن.
وضع استراتيجية :
ويرى الدكتور علي عبدالله بحر نائب رئيس دائرة الفكر والإرشاد بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي :
يعتبر الخطاب الديني الموجه للنصوص الدينية ، وهذه مهمة المؤسسات التربوية بمختلف مسمياتها ،لأن الخطاب الديني مؤثر في المجتمع بل ليس هناك خطاب أكثر منه تأثيرا في نفوس الناس ،ويمكن للخطاب الديني أن يؤدي دورا كبيرا في نهوض المجتمعات ،وإنجاز التنمية في الأوطان. ويتطلب توحيد وتوجيه الخطاب الديني وفقا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى اتخاذ مبدأ الوسطية والاعتدال منهجا عاما ، وذلك انعكاسا لما جبل عليه أبناء الجنوب ،من قيم الاعتدال والوسطية وتجسيد لهذه القيم الإسلامية يتطلب وضع استراتيجية وطنية جنوبية تنبع من الخلفية الراسخة ،كما تنبع من الإدراك الوطني لوجود محاولات لاستهداف الهوية الوطنية الجنوبية ،وتكريس نهج التطرف وزعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتنة بين أوساط المجتمع الجنوبي.
مضيفا بالقول : ويمكن توحيد الخطاب الديني وتوظيفه من أجل القضية الجنوبية من خلال الآتي :
تأهيل الأئمة والخطباء والدعاة والمرشدين بدورات ذات صلة ، وتمكينها من طرح مايخدم التلاحم الوطني الجنوبي، ويتطلب وضع الخطط والبرامج للوقاية من مخاطر التطرف والإرهاب من خلال ضبط الخطاب الديني في المؤسسات الرسمية والمنابر الدينية والإعلامية ، ومناهج التعليم على مختلف الأصعدة وكافة المستويات وتأسيس مراكز تخصصه ومبادرات إلكترونية لتصحيح الأفكار المغلوطة من خلال استهداف الشباب الذين هم عماد المجتمع.
نصرة المظلوم :
بينما يرى الأخ عبداللاه المشرقي مدير عام إدارة الفكر والإرشاد في المجلس الانتقالي في محافظة أبين :
بسم الله وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
موضوع توحيد الخطاب الديني لصالح القضية الجنوبية أمر في غاية الأهمية ونسأل الله أن يتحقق على أرض الواقع
أن للمساجد والمنابر ورجال الدين القائمين عليها ، دور كبير ومهم لايستهان به في نصرة الشعوب وقضاياها أو خذلانها والسكوت عنها، حيث أن أهمية توحيد الخطاب الديني في المساجد لنصرة شعب الجنوب ،وقضيته العادلة ،يكمن في أهمية الدور الذي تقدمه المساجد وتلعبه المنابر ورجال الدين القائمين عليها ، وتأثير تلك الخطابات على الناس ومايترتب على ذلك من أثر إيجابي أو سلبي ،في حياة الناس وواقعهم وأن ماتقتضيه الضرورة اليوم ويفرضه الواقع الأليم والمر الذي يمر به شعبنا الجنوبي العظيم ،وقضيته الوطنية العادلة وإيماننا به ،ومايمليه علينا واجبنا الوطني والإعلامي وما أمرنا به ديننا الحنيف من نصرة المظلوم، منوها إلى ماسلف فإن المرحلة تقتضي العمل على توحيد الخطاب الديني في نصرة شعبنا المظلوم والمكلوم وقضيته العادلة، فالمرحلة التي يمر بها شعبنا الجنوبي اليوم وقضيته العادلة لا تقبل القسمة على اثنين ،وتفرض علينا مساندته ونصرته والوقوف معه جنبا إلى جنب ،وفي خندق واحد حتى يتحقق النصر المبين بإذن الله وتنتصر إرادة الشعب وما النصر إلا من عند الله.
فالواجب على رجال المساجد والمنابر ، وأن يتحملوا المسؤولية الوطنية والأخلاقية في الوقت الحالي
وأن يسخروا جهودهم في مساندة شعبهم وقضيتهم العادلة بكل أمانة وإخلاص.
وعن كيفية توحيد الخطاب الديني لخدمة القضية الجنوبية أجاب الأخ المشرقي : هذا الأمر يحتاج إلى خطوات جريئة ، وصادقة ،وبحسب ما أراه بخصوص هذا الأمر هو مايلي :
إيجاد كيان ديني جنوبي موحد وسطي ومعدل يتولى الإشراف المباشر على المساجد ، ويعمل على توحيد الخطاب الديني بحسب ماتقتضيه الضرورة والمصلحة العامة.
تأهيل الخطباء والمرشدين من أبناء الجنوب بإقامة دورات لهم ،تعرفهم بأهمية دور المنابر والخطاب الديني في واقع الناس وحياتهم وتعرفهم بواجبهم الوطني والأخلاقي في نصرة شعبهم وقضيته.
جني الثمار :
ويرى الأخ عبد الحميد عمر سكران مدير إدارة الفكر والإرشاد بالهيئة المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي بوادي وصحراء حضرموت :
للخطاب الديني أهمية قصوى لخدمة قضيتنا الجنوبية لإسهامها بتعريف الناس بالقضية الجنوبية وعدالتها ، فالخطاب الديني في المساجد نستطيع التعريف بقضيتنا لشريحة واسعة من الناس ممايساعد بشكل كبير في خدمة القضية الجنوبية، أضف إلى ذلك بأن الخطاب الديني من داخل المساجد من قبل الدعاة سيكون له قبول من قبل الحضور ومن دون شك سنجني ثماره.
وعن كيفية توحيد الخطاب الديني لصالح القضية الجنوبية أجاب الأخ عبد الحميد : أرى أن على إدارات الفكر والإرشاد في المديريات أن تلعب دورا محوريا في هذا الاتجاه، عبر دعوتها ، للدعاة وأئمة المساجد وتعريفهم بالقضية عن قرب وإقناعهم على توحيد خطابهم الديني بما يخدم القضية الجنوبية، ورغم أن هذه الخطوة ستواجه بعض الصعوبات في وقتنا الحاضر وخاصة في وادي حضرموت ،كون أغلبية المساجد تتبع جهات معادية لقضيتنا الجنوبية مثل الإصلاح والإخوان، ،فبالتالي نحن بحاجة للعمل الجاد لكسب تأييد هذه المساجد وتعريفهم بالقضية وإقناعهم بها.
كسب التأييد :
ويرى الأخ أحمد عمر بامعبد مدير إدارة الفكر والإرشاد في المجلس الانتقالي في محافظة شبوة عضو الهيئة التنفيذية في المحافظة يتجسد أهمية الخطاب الديني في مخاطبة الوعي عند العامة ومن ثم إحداث الأثر المطلوب في تقويم السلوكيات السلبية وغرس وتعزيز السلوكيات والقيم والأخلاق الحميدة، فتوحيد الخطاب الديني لصالح القضية الجنوبية سيحدث أثرا طيبا وسيكرس لتعريف الناس بالقضية الجنوبية وكسب تأييدهم والتعاطف معها ، في ظل الحملة الشرسة التي يتعرض لها الجنوب.
ويوضح بامعبد طرق توحيد الخطاب الديني بقوله توحيد الخطاب الديني يتمثل في :
السيطرة على المساجد من جهات الاختصاص وهي الأوقاف، توفير المعاهد والمدارس لتحفيظ القرآن
، ليصبح لدينا كادر ينتهج الوسطية بعيدا عن الغلو والتطرف والإرهاب.
توفير الإمكانيات وخاصة المالية التي تعتبر نواة العمل ،لتحقيق توحيد الخطاب الديني.
ومن خلال ماسبق يصبح لدينا خطيب متعلم ومتميز ،يوصل الرسالة بتسهيل الطرق ،في انتقاء المواضيع المهمة التي تعايش الواقع وتحاكي معاناة الناس، والمعايشة الزمانية والمكانية للأحداث وربطها بواقع الحكم الشرعي ثم السلف الأمة.
إيصال فكرة الخلاف وعدم الاختلاف ،كما هو في مذاهب الشرع وهذا ، يتطلب دورات علمية وتوعوية للخطيب والداعية.
مغالطات وشبهات :
ويرى الأخ ممدوح مبروك كلشات مدير إدارة الفكر والإرشاد في المجلس الانتقالي في محافظة المهرة – المدير الإداري للمؤسسة العامة للكهرباء في منطقة المهرة
توحيد الخطاب الديني في المساجد لصالح القضية الجنوبية له أهمية كبيرة للقضية الجنوبية ، من خلال شرح وإزالة المغالطات التي يدعيها أبناء العربية اليمنية ،لأن الوحدة بين اليمن والجنوب مكتسب عربي وقومي وإسلامي ،وأن أي صوت يدعو للانفصال وفك الارتباط هو صوت يدعو لتشتيت وتفريق المسلمين.
ويوضح كلشات إمكانية توحيد الخطاب الديني في المساجد بما يخدم القضية الجنوبية من خلال التنسيق بين إدارة الأوقاف ،ودوائر الفكر والإرشاد في محافظة المهرة ،من خلال إقامة دورات تدريبية لخطباء المساجد تمكنهم من محاربة الشبهات ،والإيضاح للناس الانتهاكات والحروب وحملات التكفير التي طالت الشعب الجنوبي التي مارسها حكام الشمال ضد شعب الجنوب في صيف عام ١٩٩٤م إلى يومنا هذا.