الجنوب العربيحوارات

نساء خلقن فرصا جديدة للعمل في المجتمع من مشاريع خاصة

سمانيوز-شقائق / استطلاع / دنيا حسين فرحان

ما إن انتهت الحرب ظلت آثارها هاجسا يؤرق الجميع، وفقدان عدد كبير من الشباب والرجال في جبهات القتال جعل المرأة تخرج لميدان العمل والبحث عن لقمة العيش الصعبة بعد أن ذهب من يعيلها سواء كان زوجا أو ابن.

ظروف البلاد والغلاء الفاحش في كل شيء جعل معظم الفتيات يستفدن من مهاراتهن وإمكانياتهن في خلق فرص عمل حتى وإن كانت بسيطة لهن ولمساعدة أسرهن في توفير دخل في ظل البطالة المنتشرة في المجتمع.

مالكات المشاريع الصغيرة بالعاصمة عدن فتيات ونساء شكلن نموذجا للمرأة التي تتحدى كل الظروف فمنهن المطلقات والأرامل ومن ليس لدى زوجها دخل ثابت أو فقدت من يعيلها أو تخرجت ولم تجد وظيفة للعمل وإبراز الذات بمشاريع اتخذوها مصدر دخلهم ويعرضونها بين الحين والآخر في بازارات لترويج بضاعتهن لمن يأتي للزيارة والمشاهدة.

ولمعرفة تفاصيل أكثر حول اتحاد مالكات المشاريع وتفاصيل المشروع ومن هي الجهة التي وفرت لهن فرصة الظهور والعرض؟ كان لنا لقاء بمجموعة من الفتيات والنساء اللواتي تحدثن في سياق الاستطلاع التالي :

نشوى العمودي ( مصممة اكسسوارات) :

لدي موهبة التصميم منذ الصغر وعندما كبرت روّجت لبضاعتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس والواتس) وأذهب لصنعاء تحديدا باب اليمن لأخذ المجوهرات الجديدة والمميزة وأصمم منها أساور وأطقم وحلق وخواتم أبيعها، بعد أن سمعت باتحاد مالكات المشاريع الصغيرة التحقت به وخلال 4 أشهر حققت والحمد لله نجاحا كبيرا لأنه وفّر لنا فرصة عرض كل ما نملكه من بضائع في البازار إضافة لكسب زبائن جدد والتوسع في المشروع.

مروى علي عبده ( أدوات تجميل) :

جميل جدا ما يقوم به اتحاد مالكات المشاريع من تجميع التاجرات ومن لديها مشروع بسيط في مكان واحد لتقوم كل واحدة بعرض ما لديها وبيعه والكسب، أنا بدأت من الصفر بمشروع صغير وتعاملي مع تجار من السعودية والأهل والآن الحمد لله تدريجيا نجحت وآتي للبازار التي يرتب له اتحاد مالكات المشاريع لي ولكل الفتيات صحيح أنها مخاطرة كبيرة لأن التجارة ربح وخسارة لكن نستفيد في أغلب الأحيان وبهذا نساعد أنفسنا لأن لدينا بيت وأولاد بحاجة لدخل في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي نعيشها لكننا سنستمر والله الموفق.

منية ماجد مصطفى (مون استايل) :

اتحاد مالكات المشاريع الصغيرة هو فرصة كل فتاة لديها مشروع تريد البدء فيه فهم يوفرون لنا مكانا لعرض بضائعنا والترخيص ونحن نأتي للعرض والبيع، مشروعي عبارة عن مجموعة من البضائع منها منتجات تجميل – ملابس – أحدية – مانيكير، أيضا أقوم بالنقش وهي هوايتي منذ الصغر أيضا أسوق لغيري من التجار أو التاجرات أروج لبضائعهم، ونشكر الدكتورة كلثوم رئيسة الاتحاد على إتاحة الفرصة لنا كفتيات لم نجد وظائف بعد تخرجنا، أنا خريجة محاسبة في كلية العلوم الإدارية لم أجد عملا فقمت بهذا المشروع وذلك لتوفير القوت اليومي لنا ولأسرنا.

أم عمر (طبخات من المنزل) :

أقوم بعمل طبخات في المنزل وأبيعها، وبعد سماعي باتحاد مالكات المشاريع عن طريق إحدى صديقاتي سارعت بالالتحاق به ومن خلال البازار الذي يقام نأتي ونعرض بضائعنا ونلقى قبولا من الناس بل التهافت للشراء ، أجد صعوبة كوني ربة منزل ولدي مسؤولية في البيت وأولاد لكن بناتي يساعدوني بإعداد الطبخات وعملية تغليفها وأقوم ببيعها في البازار فعلا مشروع رائع ودخله جيد والحمد لله.

ياسمين شرف حميد (بضائع منوعة) :

مشروعي بدأ من البيت آتي ببضائع وأبيعها ومع الوقت وعندما كبر أولادي تمكنت من فتح محل وحالياً أعمل فيه أنا وبناتي إضافة لإعطاء مجموعة من البضائع لفتيات من المحل يبيعونها ويستفدن من نسبة في السعر وبعدها يتاجرن لحالهن بعد أن أعطيهم دروسا من خبرتي في التجارة وتمكن جميعهن من النجاح والانطلاق من لا شيء.

إن ما يقوم به اتحاد مالكات المشاريع من دعم لسيدات الأعمال للظهور أمر ممتاز لأنهن بحاجة لذلك، واتمنى أن يستمر نجاحهن حتى تحظى أكثر النساء بهذه الفرصة.

د . كلثوم محمد ناصر رئيس اتحاد مالكات المشاريع الصغيرة :

الاتحاد أسس من أجل دعم من لديها أي مشروع تريد أن تروّج له نحن نوفر المكان ونقوم بإجراءات التراخيص حتى يكون كل شيء بشكل قانوني ونقوم بالتنسيق حتى تتمكن الفتيات والنساء من عرض البضائع في مكان أشبه بالسوق إضافة لعمل احتفال من فقرات متنوعة وتكريم للعديد من الشخصيات التي ساعدتنا في المشروع والترحيب بالضيوف ، فقد أقمنا بازارات في حديقة فن ستي بمديرية صيرة وكان الإقبال من الناس كبيرا ، وعبروا عن سعادتهم، إضافة لشرائهم مختلف الأشياء والاستمتاع بالحفل ومازلنا في طور البحث عن سبل أخرى للدعم ومنها توفير مكان ثابت لمالكات المشاريع لترويج كل ما يملكونه أو يعملونه بأنفسهن ونتمنى من مختلف الجهات التعاون معنا وتوفير كافة التسهيلات لتنفيذ الفكرة في أقرب وقت.

وتبقى النساء دائما صانعات للأمل والتحدي رغم كل الظروف إلا أنهن تمكنن من خلق فرص جديدة للعمل والتألق والنجاح وتمكن من وضع بصمتهن في كل مشروع امتلكنه حتى لو كان بسيطا في انتظار الالتفات لهن من الجهات المعنية ويبقى الدعم لمواصلة مشوار العطاء والعمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى