الجنوب العربيتقارير

جهل شعبي بخطورة الطاقة البديلة.. «كهرباء العاصمة عدن» استنزاف للمال العام وانعدام الحلول الاستراتيجية، إلى متى ..؟

تقرير لـ سمانيوز/ إعداد : عبدالله قردع

يجهل كثير من الناس مخاطر الطاقة البديلة في ظل رداءة المعدات المستوردة المستخدمة في إدارتها من اسلاك وبطاريات وأجهزة شحن كهربائي للبطاريات (مسرع) وأجهزة تحويل من بطارية إلى كهرباء وجلبات واميال وألواح شمسية ومفاتيح وغيرها من الأدوات الكهربائية المتوفرة في الأسواق، للأسف أغلبها بضائع غير جيدة، وبحسب تقارير نتج عنها العديد من الحوادث المؤسفة من حرائق أو انفجار للبطاريات نتيحة الشحن الزايد عبر المسرع الكهربائي وعبر الألواح الشمسية وكذا تصلب ورداءة الاسلاك الكهربائية بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها وعجز أغلب المواطنين عن شراءها بسبب الحالة الاقتصادية الهشة التي يعانيها أغلب الأسر الجنوبية، فيما اضطرت بعض الأسر إلى بيع بعضاً من مقتنياتها لاقتناء الطاقة البديلة.

شر لابد منه في ظل انقطاع الكهرباء العامة المتكرر:

إن التقنية الحديثة المتمثلة في توليد الكهرباء عبر الطاقة البديلة ممتازة جدا ولكن رداءة الأدوات والمعدات المستخدمة في تشغيلها وإدارتها جعلها كابوساً يؤرق مضاجع الأهالي، كما أنها باتت شر لابد منه في ظل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وترنح الكهرباء العامة في العاصمة عدن وضواحيها خصوصا في فصل الصيف الذي كان هذا العام غير مسبوق، وقال مختصون كان يفترض قيام الدولة اسوةً بالدول الأخرى باحتواء الطاقة البديلة والسيطرة عليها والتحكم في إدارتها بطريقة مركزية تحاشياً لوقوع حوادث فردية مؤسفة، حيث أغلب الأسر يجهلون مخاطرها وطرق التعامل معها وباتت أشبه بقنابل موقوتة تهدد أغلب الأسر الجنوبية كون أغلب محافظات الجنوب ساحلية شديدة الحرارة ويتطلب توفر مراوح شغالة في كل بيت على على مدار الساعة على أقل تقدير، للتقليل من مضاعفات الصيف الساخن على بشرة الأطفال وعلى المصابين بالأمراض المزمنة كالربو والقلب والسكري والضغط وغيرها من الأمراض التي تزداد حدة مضاعفاتها في فصل الصيف.

حلول إسعافية وليس استراتيجية:

وخلال استضافته ببرنامج حديث العاصمة على قناة عدن المستقلة قال المهندس معن مرشد، مدير إدارة الوقود في كهرباء عدن: إن كميات الوقود الواصلة إلينا هي كميات إسعافية ترقيعية وضرب أمثلة على ذلك قائلاً: عشرة الف طن وقود تكفي لعشرة أيام ثم خمسة الف طن وهكذا ندور بنفس الدوامة.
وأضاف: لابد من حلول جذرية ولقد تقدم وزير الكهرباء المهندس مانع بن يمين بدراسة تفصيلية بهذا الخصوص وكانت دراسة جيدة، لافتاً إلى عدم وجود تفاعل واستجابة من جهات عليا بالدولة وإن يد واحدة لاتصفق حد وصفه، مشيراً بأن سعر الطن من مادة الديزل تساوي مليون ومائتين الف دولار بمعنى إن إيرادات العاصمة عدن مع جميع منافذ المناطق المحررة لايساوي قيمة ثلاثة أيام ديزل لكهرباء عدن وهنا يأتي تدخل الحكومة.

وتابع قائلاً : لقد خففت المنح السعودية المقدمة لكهرباء عدن من ديزل ومازوت من الأعباء ونشكر جهود الأشقاء الاخوية التي كان لها الاثر الطيب في النفوس، ولضمان استمرار عمل الكهرباء لابد من توفر خطط استراتيجية وخطط إسعافية حيث جميعها تحقق نفس الهدف، ولكن الحاصل أننا نسير على برنامج الخطط الإسعافية ونفتقر للخطط الاستراتيجية.

إستجابة بطيئة:

وقال المهندس معن تستهلك كهرباء عدن ثلاثة أنواع من الوقود هي: الديزل والمازوت والخام، حيث يولد المازوت 55 ميجا ويولد الديزل 170 ميجا ويولد الخام 85 إلى 90 ميجا وهي المتمثلة في كهرباء الرئيس، مشيرا إلى أن نفاذ الوقود يؤدي إلى الخروج التدريجي لمحطات التوليد، وإلى أن طلب الاحتياج للوقود يرفع إلى جهات الاختصاص عقب نفاذ الكمية وليس قبلها بفترة كافية. ونطالب برفع الاحتياجات قبل النفاذ بأسبوعين على أقل تقدير لتلافي حدوث أي قصور في امداد التيار الكهربائي وقال يستقرق شحن + توصيل الوقود من داخل الإمارات إلى العاصمة عدن تسعة أيام وعلية يتوجب رفع الاحتياجات مسبقا أسبوعين إلى عشرين يوم.

استهلاك الوقود أضعاف الإيرادات:

وتابع المهندس معن قائلا: يوجد لدينا مجلس أعلى للطاقة يتكون من وزراء ومن رئيس الوزراء ولم نلمس أي خطوات إيجابية حتى الآن على الرغم من الجهود الصادقة المبذولة من قبل وزير الكهرباء ولكن لاتوجد استجابة ولا أي التفاته، كما نعاني من تكلفة الطاقة المستاجرة والمشتراة وضرب مثلا قائلاً: لو فرضنا أننا مستأجرين محطة 20 ميجا ب 6 مليون وخمس مائة الف دولار في السنة والديزل السنوي الذي نصرفه على هذه المحطة المستأجرة قيمته 44 مليون دولار.

متسائلاً ومجيباً في نفس الوقت قائلاً: بكم نبيع هذا العشرين ميجا؟ ب 16 مليون دولار فقط وتضيع 36 مليون دولار بل تذهب إدراج الرياح سنويا.

وضع كارثي يضع تساؤلات:

من جهته الناشط المجتمعي واثق الحسني قال إن ما طرحه المهندس معن، شي كارثي ويضع تساؤلات وعلامات استفهام حول سكوت رئيس الوزراء على هذا المبالغ المهدورة وعلى المهزلة الحاصلة داخل كهرباء العاصمة عدن، فالحكومة قادرة ولكنها متهاونة ومتقاعسة عن القيام بدورها تجاه المواطن رغم علمها المسبق قبل حدوث الكارثة ولكنها لاتسعى ولاتبذل أدنى جهد لايجاد أي حلول استباقية.
وقال: ينفق البنك المركزي مليار دولار سنويا على قطاع الكهرباء ولا نرى مردود إيجابي.
وتساءل الناشط الحسني عن سر تغيير كهرباء الرئيس من غازية إلى ديزل قائلاً: كانت تعمل بالغاز وباقل تكلفة وتعطي إنتاج أعلى ولكن هناك لوبي يسعى لافشال كهرباء عدن بتواطئ من رئيس الوزراء حد قوله،ونطالب بتقديم المجلس الأعلى للطاقة للمساءلة القانونية والظهور على الشاشة لإعطاء مبررات للشعب، مشيراً إلى وجود لوبي داخل مؤسسة الكهرباء يقوم بشراء معدات واسلاك وما شابه من الماركات الرديئة للحصول على فائض مادي يذهب إلى جيوب المتنفذين.

من جهته المهندس معن قال: النظام التوربيني للمولدات يشتغل على أكثر من مادة ممكن على الوقود أو على الديزل أو على الغاز أو على المازوت وتقوم الجدوى الاقتصادية على استخدام المادة الأقل تكلفة التي هي مادة الغاز أو المازوت وتضاف لها اكزرلي كماليات من أجل تنتج الطاقة بتكلفة أقل.
وأناشد عبركم المواطن إلى دفع قيمة الفواتير بالإضافة إلى إن العشوائيات باتت تمثل حمل أكبر من الرسميات المقيدة لدى مؤسسة الكهرباء.

ختاما.. تظل أرقام الدولار الفلكية تدور في أروقة الكهرباء العامة وبأسواق الطاقة البديلة ،ويظل المسؤولون يسوقون من تحت المكيفات والاجواء الباردة بضاعة كلام بالمجان لايسمن ولا يغني من جوع ويظل المواطن المطحون يتصبب عرقاً قابع بين سندان الطاقة البديلة ومطرقة الكهرباء العامة إلى أن يفرج الله عنه كربته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى