تقارير

مليشيا الحوثي تكرس ثقافة النهب لإستقبال ذكرى المولد النبوي بإختلاس 300 مليون ريال من أموال شعب اليمن.

سمانيوز/ تقرير محمد مرشد عقابي

كثفت مليشيا الحوثي في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها من جهودها الرأمية لإستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف وذلك بمضاعفة وتنويع أشكال الإبتزاز وأعمال الجباية القسرية على المتاجر ورجال المال والمواطنين.

وفرضت المليشيا بحسب مصادر محلية طقوس احتفالية جديدة وغير مألوفة لتعظيم وتمجيد الجماعة وزعيمها “عبد الملك الحوثي” تحت مزاعم أن الأخير هو وسلالته يمتد نسبهم إلى بيت النبوة ومن بين المصطفين والأخيار من سائر المجتمع البشري حالياً.

وذكرت مصادر في صنعاء المحتلة والواقعة تحت قبضة المليشيا الإيرانية إن حملة الجماعة للجباية والإتاوات القسرية تمكنت خلال أسبوع فقط من جمع 300 مليون ريال “نصف مليون دولار” للإنفاق على الإحتفالات التي يقيمها قادتها وتمويل مجهودها الحربي تحت غطاء ما يسمى بالإحتفال بالمناسبة الدينية.

وسعت الجماعة الحوثية منذ إنقلابها على الشرعية لطمس وتغيير عادات اليمنيين الذي ظلوا على مدى قرون يحتفون بهذه المناسبة عبر إقامة مجالس الذكر في المساجد ودور العبادة في أجواء روحانية بعيدة عن السياسة، وعكفت على استيراد الطقوس والشعائر الإيرانية الدخيلة على ثقافة المجتمع اليمني وتمعن بتكريس وغرس مفاهيمها في أوساط المجتمع بالتزامن مع تحويل هذه المناسبات الدينية إلى مواسم لجباية واختلاس الأموال وحشد المجندين إلى جبهات القتال.

وروى سكان محليون في صنعاء لوسائل الإعلام بان عناصر مليشيا الحوثي فرضوا على ملاك الشركات والمؤسسات والمدارس والمشافي والمطاعم والبنوك تعليق الشعارات التي تمجد الجماعة وتزيين الشوارع أمام المحال والمنازل بقطع القماش والأضواء الخضراء، لأفتين الى ان الجماعة وزعت أوامر على الشركات والمتاجر والبنوك والمشافي ومحال الصرافة والمدارس الخاصة والمؤسسات الحكومية والحدائق العامة تضمنت توجيهات صارمة تطالبهم بالإلتزام بتنفيذها، مهددة بمعاقبة المتخلفين عن تنفيذها وتغريمهم مبالغ مالية كبيرة.

وصبغت مليشيا الحوثي معظم جدران وحوائط العاصمة اليمنية “صنعاء” ومؤسسات الدولة العامة والخاصة باللون الأخضر، فيما ظهر زعيمها “عبد الملك بدر الدين الحوثي” في خطبة عصماء متقمصاً دور الزاهد العابد والحريص على الأمة وعلى تعاليمها وقيمها الدينية، حاثاً على أهمية الإحتفال والإحتشاد في مناطق سيطرة الجماعة وإقامة الشعائر التي لم يعهدها اليمنيون في السابق.

وكشف العديد من المواطنين والتجار المعاملة السيئة واساليب البلطجة والنهب والسطو والإختلاس التي يتعرضون لها من قبل عناصر المليشيا الموالية لإيران، مشيرين الى ان تلك الممارسات التعسفية تسببت في تكبدهم خسائر مالية كبيرة نتجت عن الإتاوات المتواصلة وغير المبررة التي يفرضونها عليهم، ومن بينها الضرائب والزكاة والمجهود الحربي ورسوم دعم الإحتفال بالمولد النبوي هذا العادة والبدعة المستحدثة، مؤكدين بان آلة القمع والإرهاب الحوثية وصلت إلى حد إجبار ملاك السيارات والمركبات والدراجات النارية بالعنف وقوة السلاح على طلائها باللونين الأخضر والأبيض، في وقت يعاني فيه معظم ابناء الشعب بل ملايين السكان من شدة الفقر والمرض والجوع.

وافصحوا عن قيام الجماعة في إطار استغلالها لهذه المناسبة والتربح من خلالها بتشغيل عدد كبير من أتباعها في تزيين سيارات المواطنين ودراجاتهم إذ تصل تكلفة تزيين السيارة الواحدة بالطلاء الأخضر والأبيض ما يعادل عشرة دولارات، ويشكوا سائقوا السيارات والمركبات من ضغوط يتعرضون لها بشكل يومي ومستمر في نقاط تفتيش حوثية منتشرة في شوارع “صنعاء” مع انتقاد عناصر الجماعة لأي شخص لايقوم بطلاء سيارته باللون الأخضر.

وعقد قادة جماعة الحوثي مطلع شهر أكتوبر الحالي في العاصمة اليمنية “صنعاء” اجتماعاً لبحث ما أطلقوا عليه الإستعدادات والترتيبات للإحتفال بالمولد النبوي، وكشفت مصادر مقربة من الجماعة في صنعاء عن تشكيل الحوثيين عقب اجتماعهم ذلك لجاناً مركزية وإشرافية وفرعية على مستوى العاصمة والمحافظات والمديريات والمكاتب للإعداد والتحضير لهذه الفعالية إلى جانب تشكيل لجان ما يسمى “التحصيل المالي” ومهمتها جمع الإتاوات من المواطنين.

ووفقاً لتقارير إعلامية فقد رصد الحوثيين للإحتفاء بهذه المناسبة هذا العام ميزانية مالية تقدر بنحو 55 مليار ريال خصصتها لإقامة نحو 10 آلاف نشاط احتفالي في المدن والمديريات والقرى والعزل والمؤسسات العامة والخاصة التي ترزح تحت سلطتها، وتتضمن تلك الأنشطة التي تجيرها الجماعة للحشد وتطييف المجتمع اليمني فعاليات جماهيرية ومحاضرات وندوات وأمسيات ومهرجانات ولقاءات وورش عمل وغيرها.

ولفتت التقارير إلى أن اجتماع الحوثيين أقر تنظيم أكثر من 600 فعالية متنوعة تستهدف “النساء والفتيات” علاوة على استهداف الأطفال من طلبة المدارس وغيرهم عبر نحو 400 فعالية تحثهم على اعتناق الأفكار الحوثية السلالية والطائفية ومن ثم تحشيدهم للمشاركة في جبهات القتال.

وفرضت المليشيات المدعومة إيرانياً خلال الأيام القليلة الماضية إتاوات باهظة على السكان والشركات والمتاجر المختلفة تحت مسمى “الضرائب ودعم المجهود الحربي واحتفالية المولد النبوي”، كما نفذت هذه الجماعة قبل نحو أسبوع نزولاً ميدانياً طال العشرات من الأسواق والمحال التجارية وباعة الأرصفة في مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية للمطالبة بدفع جبايات مالية جديدة، وبحسب مصادر محلية فأن المليشيا فرضت ايضاً عبر حملتها تلك على كل محل تجاري في المناطق المستهدفة ضمن أمانة العاصمة دفع مبالغ مالية تبدأ من 5 آلاف ريال وتنتهي بـ 50 ألف ريال حسب حجم تجارته.

واقتاد مسلحوا الحوثي خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحملة العشرات من الباعة والتجار الى زنازين الإعتقال على خلفية رفضهم الإنصياع لأوامر الجماعة وعدم قدرتهم على توفير المبالغ التي فرضتها عليهم وألزمتهم بدفعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى