تقارير

إغتيال حسن زيد !! (رسالة إيران للداخل والخارج) .

سمانيوز/ تقريرـمحمد الثريا

عملية إغتيال القيادي بالجماعة الحوثية الوزير حسن زيد أعادت للاذهان شبح الصراع الخفي بين جناحي الحمائم والصقور بداخل أروقة الجماعة والذي عادة ما ينشط قبيل اي منعطف سياسي تواجهه تلك الجماعة .

وهي أي عملية إغتيال زيد من حيث الدافع والنتيجة لاتختلف عن عملية إغتيال القيادي صالح الصماد والتي سرب لاحقا ان أحداثياتها جاءت عن طريق قيادات حوثية رفيعة لكنها دائما وكالعادة كانت عمليات تصفية المتهم فيها التحالف بينما المستفيد يظل جناح الصقور بداخل جماعة الحوثيين.

هنالك معطيان مهمان برزا مؤخرا ولايمكن فصلهما عن حادثة إغتيال واجهة الجناح المعتدل بالجماعة الحوثية القيادي حسن زيد وهما :
ـ المبادرة الأممية الاخيرة.
ـ وصول السفير الإيراني صنعاء بشكل مفاجئ وغريب .

بلا شك أن تنامي الحديث عن قبول أطراف الصراع مبدئيا بمبادرة جريفيث الاخيرة ( الاعلان المشترك ) بما فيهم الحوثيين قد أصبح مثار قلق داخل وخارج الجماعة الحوثية وبخاصة حينما تضع مجرد مسألة تدواله فقط العديد من التساؤلات حول طبيعة وحجم التنازلات التي قد تقدمها الجماعة لقاء شرعنتها دوليا، وكذا مصير الكثير من القيادات الحوثية التي ستغادر هيلمان السلطة والنفوذ قرابين لمذبح التسويات الجديدة .

جميعنا يعلم ان الحركة الحوثية ليست إلا ذراع إيران باليمن وهي تمثل إحدى أدوات الضغط المهمة لدى حكام طهران والمشروع الفارسي بالمنطقة وهذا الامر لوحده كفيل بإدراك حقيقة انه ما من تسوية او مبادرة قد ينخرط فيها الحوثيون بغير موافقة ورضا نظام الملالي .
بمعنى ان أي تسوية لاتتوافق مع حسابات إيران ولن ينال الادارة الإيرانية منها اي مكاسب سياسية لصالح حماية نظامها وتوسعة مشروعها فهي قطعا ستبقى بحكم الموقوف والممنوع .

وليس بعيدا عن ذلك إرسال طهران سفيرها حاملا صفة فوق العادة ومطلق الصلاحيات الى صنعاء في خطوة تؤكد مدى هيمنة النفوذ الإيراني على قرار الجماعة والرغبة الشديدة في مقايضة نجاح التسوية السياسية باليمن مع ملفات وإستحقاقات أخرى تطلبها طهران بالمنطقة.

وعليه فإن اي محاولة جرئية من بعض القيادات الحوثية المعتدلة قد تؤدي الى شق صف الجماعة من خلال العمل والترويج لمصلحة انهاء الحرب دون الرجوع للحليف الايراني سيكون مصيرها الوئد المبكر .

قدوم السفير الايراني الى صنعاء يؤكد ان طهران بصدد الأشراف المباشر على أداء الجماعة وان ثمة هنالك ما أثار حفيظة الايرانيين حتى يلجأوا الى هذه الخطوة المتأخرة وبخاصة أنها أتت عقب مرور ستة أعوام على الحرب باليمن .

ـ إن محاولة عزل إيران عن اي صفقات قد تتم خلال سير قطار المفاوضات وعقد التسويات بشأن الصراع في اليمن فضلا عن إبداء اي محاولات زعزعة او تمرد على رغبات وتوجهات إيران وبخاصة اذا كانت قادمة من داخل قوام الجماعة الحوثية نفسها يبدو ان ذلك بالتأكيد أمر غير قابل للمزاح في نظر إيران ولن يثني طهران عن تنفيذ عمليات موجعة وقاسية كتصفية قيادات بحجم الوزير حسن زيد والمداني وإعتبار ذلك رسالة قوية منها موجهة للداخل والخارج مفادها تأكيد حجم الحضور الإيراني ومدى السطوة التي يتمتع بها الإيرنيون بداخل الملف اليمني .

محمد الثريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى