تقارير

تحالفات في زمن الانكسار..الإخوان والحوثيون والاستثمار الرخيص حول مقتل السنباني.

سمانيوز/تقرير/مريم محمد الداحمة

كعادتهم هبّ أبناء الجنوب بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والقبلية لإدانة واقعة قتل المواطن عبدالملك أنور أحمد السنباني أثناء مروره في نقطة عسكرية تابعة لقطاع طور الباحة بمحافظة لحج، معتبرين أن الجريمة – بغض النظر عن خلفياتها ومسبباتها – مدانة جملة وتفصيلا.
الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية – وجه وعلى الفور بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات ما تعرض له المواطن عبدالملك السنباني أثناء مروره في نقطة عسكرية تابعة لقطاع طور الباحة بمحافظة لحج.
وتضمنت توجيهات الرئيس الزبيدي أيضاً بتوقيف أفراد النقطة المعنية وإحالتهم إلى المساءلة أمام الجهات المختصة في النيابة العسكرية.
بدورها أدانت القوات المسلحة الجنوبية بأشد العبارات ما تعرض له المواطن السنباني، وأكدت رفضها لأي إجراءات خارج القانون، وحمايتها حقوق المدنيين وفق القانون، مشددة على أن القوات الجنوبية وجدت لحماية وتأمين محافظات الجنوب، والمقيمين فيها، والعابرين من خلال مناطقها، ولن تسمح بأي ممارسات خارج القانون.

أبناء الجنوب يرفضون الإساءة إلى الصبيحة
على مدى اليومين الماضيين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات المنشورات والبيانات الصادرة من ناشطين جنوبيين وكيانات سياسية وقبلية واجتماعية المنددة بحريمة قتل المواطن السنباني، مطالبين بكشف تفاصيل الجريمة وتقديم من ارتكبوها للمحاكمة.
في المقابل أكد أبناء الجنوب رفضهم القاطع والمطلق بتوجيه أي إساءات لمنطقة الصبيحة وقبائلها على خلفية الجريمة المدانة، معتبرين ما حصل لا يمثل أبناء الصبيحة كافة الذين يرفضون القتل وإزهاق أرواح الأبرياء.
وقال الصحفي سليم العماري: “أي واحد وأي طرف وأي جهة وأي حزب يريد يشفي غليله أو يستثمر قضية ‎عبدالملك السنباني أو يريد منها تصفية حسابات فإنه مشارك في قتله مع تلك العصابات”.
وأكد “أن العدو لنا جمعيا هم أفراد محددون ممن قام بتصفية الشاب بالنقطة العسكرية، وعدا ذلك مرفوض تماماً”.
واعتبر أن أي تصفيات حزبية سياسية ما هي إلا دفن للقضية، وطالب بمحاكمة عاجلة لأفراد النقطة فقط لكي ينالوا جزاءهم الرادع.
الدكتور الأكاديمي بدر العرابي قال: “إن الإقدام على قتل شخص جريمة جنائية بكل المعايير، ولا يوجد مجتمع يخلو من جرائم كهذه؛ لكن محاولة تجييرها واستخدامها كأداة لضرب الخصوم السياسيين وتحويلها لخبر رائج للتشويه بالخصم السياسي – يشير إلى وجود انحطاط أخلاقي وأيديولوجي لدى المستخدم السياسي، وكأن المستخدم السياسي لها ضد السياسي الآخر كأنه يشعر بالسعادة والغبطة التي غمرته، بعد توفر الجريمة (الأداة السياسية) كي يضرب بها خصمه؛ دون أي وازع إنساني وشعور بالألم والحزن والحسرة على المجني عليه كإنسان، فقط كأن المستخدم السياسي حصل على ماسة أو قطعة من الذهب أو قنبلة تساعده على التشويه بخصومه السياسيين”.

الإخوان والحوثي يتاجرون بحادثة السنباني
المتمردون الحوثيون لم يكونوا ببعيد عن الجريمة واستثمارها لأغراض سياسية وبسقف مطالب جديد.
واستبعد الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، ورئيس وفدهم المفاوض، “أي فرصة” لاستئناف الحوار مع الحكومة اليمنية المعترف بها، في ظل استمرار ما أسماه “الحصار” المفروض على المنافذ.
وحمّل عبدالسلام في تعليقه على جريمة مقتل الشاب اليمني عبدالملك السنباني، في محافظة لحج، تحالف الحكومة المعترف بها المسؤولية عن ذلك.
من جانبه استنكر الكاتب الصحفي ياسر اليافعي، المحاولات المستمرة لجماعة الإخوان الإرهابية في استغلال الأحداث والمتاجرة بها لتحقيق مكاسبهم السياسية.
وأوضح في تغريدة على حسابه في “تويتر”: “نشطاء الإخوان يسعون إلى طمس جريمة اغتيال عبدالملك السنباني من خلال استغلالها سياسيا مثل ما ضيعوا البلاد كلها بسبب انتهازيتهم”.
وتساءل: “إلى متى يستمرون بالمتاجرة بكل شيء؟ ما يكفيهم هذا التوحش الذي أصاب الناس وعطل الحياة وحولها إلى سلسلة من الحرائق والانتهاكات؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى