تقارير

في زمن العجائب .. حماة الوطن بلا راتب .

سمانيوز / تقرير / خاص

شكلت مرتبات منتسبي الجيش والأمن المتأخرة بمحافظات الجنوب، هاجساً كبيرا، وأرّقت الكثيرين من منتسبي هذين القطاعين الهامين الذين يفترض أن يكونا أكثر القطاعات الحكومية انتظاماً في صرف المرتبات الشهرية كأقل تقدير.
وهاهم منتسبو الجيش ومنذ أشهر خلال العام الجاري دون مرتبات شهرية، بالإضافة إلى مرتبات متأخرة خلال الأعوام الماضية، ينتظرون كل يوم بشغف خبراً يحدد موعد صرف مرتباتهم التي ينتظروها بفارغ الصبر، كونها مصدر الدخل الوحيد لشريحة كبيرة منهم.
ويعاني منتسبو الأجهزة الأمنية والعسكرية في الجنوب من انقطاع متواصل لمرتباتهم منذ سنوات، وسط تأكيدات على فساد مستشري في شرعية هادي المقيمة في المنفى والتي تصادر رواتب العسكريين وتحولها إلى حساب زمرة من المتنفذين والفاسدين الموزعين بين الرياض واسطنبول والقاهرة.
ويرى الكثيرون إن الشرعية الإخوانية تسعى وبكل الطرق، إلى تكبيل هذين القطاعين عبر قراراتها المشبوهة بوقف صرف رواتب العسكريين الجنوبيين، وانتظرت أن يكون لتلك القرارات أصداء على مستوى تقدم المليشيات الحوثية أو على مستوى تمدد عناصرها الإرهابية، لكنها واجهت بصلابة عسكرية أحبطت مخططاتها.
لا تتوقف ماتسمى بالشرعية عن تقديم الوعود الزائفة بصرف الرواتب لكنها في كل مرة لا تفي بتعهداتها، وتحاول بشكل مستمر أن تكسب مزيداً من الوقت أملاً في تحقيق أي تغير في موازين القوى على الأرض في الجنوب، وتسعى لتحقيق هدفين أساسيين، الأول يرتبط بشل قدرات أبناء الجنوب العسكرية على الأرض، والثاني يرتبط بالاستفادة من تلك الأموال في تمويل العمليات الإرهابية التي يجري تنفيذها بين الحين والآخر.
لم تثني جريمة الشرعية القوات المسلحة الجنوبية من الحفاظ على جبهات الضالع التي حققت فيها انتصارات متتالية على العناصر المدعومة من إيران طيلة السنوات الماضية، كما أنها استمرت في تحصين محافظة لحج التي تتعرض بين الحين والآخر لهجمات حوثية، ومن قبل حافظت القوات المسلحة الجنوبية على صمود جبهات أبين في مواجهة مليشيات الشرعية التي حاولت التهرب من اتفاق الرياض عبر تصعيد عسكري استمر لأكثر من عام.
يمكن القول بأن سلاح قطع الرواتب لن يأتي بثماره لأن هناك أبطال أوفياء لقضيتهم الجنوبية مستعدين لدفع الغالي والنفيس للدفاع عن أراضيهم، كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يتواني عن رعاية هؤلاء الأبطال، بل ويمارس ضغوطات قوية على الشرعية الإخوانية لإرغامها على صرف الرواتب، إلى جانب أن البطولات التي يحققها أبناء الجنوب تكون أكبر داعم معنوي لهم، وهو ما يساعدهم على الصمود في وجه التصعيد الإرهابي الشمالي.
أحبطت القوات المسلحة الجنوبية، الأسبوع الماضي عدواناً لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في جبهة الحد يافع بمحافظة لحج، وكبدت المليشيا الإرهابية خسائر كبيرة بصفوف مسلحيها، خلال مواجهات بالأسلحة الثقيلة، وكشفت مصادر ميدانية عن فشل المليشيات الحوثية الإرهابية في إعادة التموضع واستحداث مواقع جديدة بالشريط الحدودي.
كما تصدت القوات المسلحة الجنوبية لتحركات عدائية من مسلحي مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، تجاه قطاع الشريجة في جبهة كرش على حدود محافظة لحج، وواجهت العناصر المدعومة من إيران خلال محاولتها التقدم إلى مواقع القوات الجنوبية، مقاومة عنيفة، رغم استخدامها مختلف الأسلحة الهجومية.
استعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، التطورات الميدانية في جبهات كرش، والضالع، وطور الباحة، والساحل الغربي، وثمنت خلال اجتماعها، التضحيات البطولية للقوات المسلحة الجنوبية على امتداد الجبهات، مطالبة الحكومة بصرف مرتبات أفراد الجيش والأمن الجنوبيين، التزاماً بوعودها المتكررة.
وعبرت هيئة رئاسة المجلس عن رفضها استفزازات مليشيات الشرعية الإخوانية في بلحاف، ونشرها نقاط في الخط الساحلي، وأشادت بالتحركات الشعبية والجماهيرية في مديريات رضوم، ونصاب، والطلح، والصعيد، ونصاب، ومناطق هدى، وبيحان، ورضوم والروضة، وخورة، مؤكدة أنها تعبر عن الإرادة الحرة، الرافضة لسياسات الاحتلال اليمني، لنهب موارد المحافظة بقوة السلاح.
وأعربت عن تقديرها حراك أبناء الجاليات الجنوبية في الخارج، بالعواصم الأوروبية والمدن الكبرى دعماً لمطالب شعب الجنوب في التحرير والاستقلال، وآخرها في برمنجهام ببريطانيا ومدينة نيويورك الأمريكية وستوكهولم السويدية.
ورحبت بزيارة المبعوث الأممي لليمن، هانز جروندبرج، العاصمة عدن، في جولة جديدة من المشاورات لإطلاق عملية سلام شاملة، مشيرةً إلى دعمها جهوده وتمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي لشعب الجنوب في المفاوضات الأممية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى