تقارير

الانتقالي ولقاء الخمسة الكبار .. ماذا بعد؟ 

سمانيوز/تقرير/خاص

تنبع أهمية جلسة المباحثات التي عقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، يوم الإثنين في الرياض،من كون اللقاء هو الأول بهذا المستوى الرفيع للمجلس مع الخماسية الدولية الكبرى داخل مجلس الأمن.

 

فضلاً عن أن اللقاء يضم “أقطاب” دولية متعددة تختلف وتتفق رؤاها للأزمة “اليمنية” وجذورها وحلولها النهائية التي قد تفضي لها أي عملية سلام. لكنها تشترك في ضرورة الحوار وإشراك جميع الأطراف من ذوي المصلحة في أي مفاوضات سياسية ترعاها الأمم المتحدة.

 

القاسم المشترك لكل الاجتماعات المنعقدة في الرياض كان إجراء مباحثات حول القضية الجنوبية، وهو أمرٌ شديد الأهمية فيما يخص حضور المجلس الانتقالي في مراحل العملية السياسية خلال الفترة المقبلة، بما يعني أنّ الجنوب جزءٌ رئيس من الحل السياسي الشامل.

 

كما أن طرح قضية الجنوب في كل الفعاليات والاجتماعات والمباحثات التي يعقدها الرئيس الزُبيدي، يجدّد الثقة لدى الشعب الجنوبي بأنّ قيادته السياسية تظل ملتزمة بتحقيق حلم استعادة الدولة، وهذا يُفنِّد حملات التشويه الشيطانية التي تشنها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب والتي تقوم على ترويج أكاذيب ضد القيادة الجنوبية تقوم على الزعم بتخليها عن تحقيق مطلب الشعب.

 

وخلال الأيام القليلة الماضية، عقد الرئيس الزبُيدي سلسلة من اللقاءات المهمة، بينها اجتماعه مع تيموثي لندركينج المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى اليمن، والسيدة كاثي ويستلي القائم بأعمال السفير الأمريكي، نهاية الأسبوع الماضي، حيث شدّد الرئيس الزُبيدي خلال المباحثات، على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية المتردية في محافظات الجنوب من خلال إعادة هيكلة المؤسسات الاقتصادية بما في ذلك البنك المركزي والمجلس الاقتصادي الأعلى والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة واصلاح السياسات المالية والنقدية.

 

كل اللقاءات التي عقدها الرئيس الزُبيدي تضمنت التأكيد على ضرورة إنجاح اتفاق الرياض، كسبيل سياسي مهم وفاعل وناجز لكل الخطوات التالية التي تضمن تحقيق الاستقرار وضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

 

كما أنّ مباحثات الرئيس الزُبيدي تتزامن مع تطور عسكري مهم، وهو حجم الانتصارات التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية في مواجهة المليشيات الحوثية في مناطق الساحل الغربي، وذلك بعد سنوات من حالة جمود عسكرية أتاحت للحوثيين التمدد على الأرض.

 

ودفعت الاستراتيجية الحكيمة التي اتبعها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية، الكثير من دول العالم إلى الاستماع لرؤيته سواء فيما يخص مكافحة الإرهاب الذي يتفاقم خطره في المنطقة بشكل كبير، إلى جانب حرص المجلس دائماً على مواجهة أي أزمات أو خلافات عبر الحوار وفتح الطريق أمام السلام والاستقرار.

 

ولاشك أن الانتصارات التي يحققها الجنوب لن تأتي دون تخطيط أو تدريب أو عوامل مساعدة تقود لتحقيق تلك النجاحات بل أن هناك أسباب عديدة تجعل أبناء الجنوب البواسل أكثر قدرة على حصد الانتصارات والنجاحات؛ على رأسها، التنظيم السياسي الذي يمتاز به المجلس الانتقالي الجنوبي والذي يوفر كافة أشكال الدعم المعنوي قبل المادي للقوات الجنوبية، وإدراك أبناء الجنوب أن هناك ظهير سياسي سيحافظ على النجاحات التي يحققوها على الأرض وهو ما حدث بالفعل بعد أن أضحى الجنوب حاضراً بقوة في معادلة الحل السياسي وأضحى العالم أكثر إنصاتا لصوت استعادة الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى