فيما يطمح الجنوبيون في حكم أرضهم المحررة .. الشماليين لايأبهون لتحرير الشمال ويطمحون في حكم الجنوب..!
سمانيوز / تقرير
قدّم الجنوبيون قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل تحرير أرضهم من الغزو الحوثي عفاشي، وبالفعل نجحوا في استعادتها ليلة ال27 من رمضان من العام 2015م، وفي العام 2017م أجمع الجنوبيون على تفويض المجلس الانتقالي الجنوبي لحمل القضية الجنوبية ومواصلة المشوار حتى استعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وكان الأحرى بالأشقاء الشماليين الحذو حذو إخوانهم الجنوبيين ، تشمير السواعد والتحرك صوب تحرير أرضهم من قبضة مليشيات الحوثي الإيرانية، ولكن حدث العكس نراهم يبذلون قصارى جهدهم لاحتلال الجنوب لتحريره من أهله،
بدلاً من السعي لإزاحة الحوثي، نراهم يسعون لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي عن أرضه، وفي ذات الوقت يبحثون عن من يحرر أرضهم من قبضة الحوثي ويهيئون أنفسهم لحكم الشمال والجنوب مستغلين وثيقة الوحدة اليمنية البائدة والتسويات السياسية (المتأرجحة).
إقحام الجنوب في حرب “لتحرير” الشمال (من أهلها) :
قال الناشط عبدالله سعيد القروة في منشور إعلامي :
لا أحد يعلم ما يدور في مباحثات الرياض لكن هذا التكتم الشديد يدل على خطورة ما يتم بحثه ، وقد يقحم الجنوب في حرب “لتحرير” الشمال (من أهله).
وأضاف : هكذا نقرأ المشهد، الشمال محتل من مليشيات من أهل صنعاء وصعدة وحجة وعمران وذمار وتعز والجوف! وفريق منهم محسوب على (الشرعية) ويترزقون الله في فنادق خمس نجوم في دول العالم .. ويبحثون عن من (يحرر) صنعاء ثم يعيدهم حكاما ليس على الشمال فقط بل على الجنوب أيضًا.
وتابع قائلاً : مباحثات الرياض لا نقول لا تعنينا بل تعنينا لأننا لن نقبل أن تكون أجسادنا ممرا لشرعية الفنادق لتعيد التحكم فينا من صنعاء.
القوات الشمالية في مأرب والساحل الغربي وسيئون تستطيع (تحرير) الشمال والعودة إلى مناطقهم إذا أخلصوا النية. لديهم إمكانيات ودعم يكفيهم لطرد الحوثيين من المحافظات الشمالية، لكنهم لا يريدون ذلك.
اتفقنا أن للجنوب قضية وستحل عند انتهاء الحرب :
في منشور مطول خطه الدكتور عبد الناصر الوالي وزير الخدمة المدنية والتأمينات على صفحته بموقع فيس بوك اخترنا فقرات منه قال في بعضها :
اتفقنا أن للجنوب قضية وستحل عند انتهاء الحرب سلمياً عن طريق المفاوضات أو ديمقراطياً عن طريق الاستفتاء.
وتابع قائلاً : لم نتفق على تقسيم عدن والجنوب مناصفة مع الشمال في الوظائف والمقدرات ، وإنما اتفقنا أن نسخر المتاح من المقدرات لصالح المشروع المشترك للتصدي للتمدد الإيراني بما لا يمس بمصالح شعب وأرض الجنوب. ولا بأس موقتاً أن تتناصف المؤسسات السيادية (مجلس قيادة، حكومة، مجلس نواب، مجلس شورى، مجلس قضاء ).
لا أستطيع أن أفهم ما الذي يزعج وزيرا أو قائدا إذا ما تعين كادر جنوبي في مؤسسة محلية جنوبية أو إذا شغلت مؤسسة محلية جنوبية. كانت جنوبية وفاعلة قبل الوحدة ثم طمست هويتها أو أغلقت بعد الوحدة لغرض السيطرة والاحتواء وهي تشكل بالنسبة للجنوبيين عنوان هوية ومعيار كرامة وعزة بعد أن صبروا كثيرا على تهميشهم وإقصائهم ومحاولة محو هويتهم وتاريخهم.
وتساءل د/ الوالي قائلاً : هل اخرجنا أحد من هذه المؤسسات؟ هل طردنا أو أقصينا أو همشنا أحد؟. هل أصلاً كانت تعمل ونحن عرقلنا عملها أم على العكس كانت مغلقة وأعيد تنشيطها ؟ في الوقت الذي لا نتدخل نحن في تعيين أي كادر شمالي مدني أو عسكري في أعلى المناصب في الدولة ويعملون في الجنوب بكل يسر وأريحية.
إن أهم اسباب انتفاضة الجنوبيين ثم خروجهم للحرب عن بكرة أبيهم هي سياسات التهميش والإقصاء لكوادر الجنوب والاستحواذ على أرض الجنوب ومؤسسات الجنوب ومقدرات الجنوب. وهذا أمر لن يتكرر ولن نسمح له أن يتكرر باي ثمن كان.
وحدة العام ٩٠م انتهت وتجاوزها الواقع والزمن والتاريخ :
وتابع الدكتور الوالي حديثه قائلاً : جنوب مزدهر قوي بمؤسسات فاعلة ونشيطة وبكادر جنوبي وطني يديرها هو من سيقرر شكل الدولة التي سيبنيها. وعلى من يريد من شعب الجنوب أن يبقى معه شريكا في أي شكل من أشكال الشراكة أن يقدم لشعب الجنوب ما يقنعه بفوائد هذه الشراكة وأن يترك الخيار لشعب الجنوب ليقرر. أن من يعتقد أن بقاء شعب الجنوب محروما من الخدمات وبدون مؤسسات لا مدنية ولا أمنية ولا عسكرية ولا كادر جنوبي يدير هذه المؤسسات هي وسيلته لإخضاع شعب الجنوب مرة أخرى فهو واهم وقد جانب الصواب ولن ينجح. وأن وحدة عام ٩٠م بين الشمال والجنوب قد انتهت وتجاوزها الواقع والزمن والتاريخ. ونحن نمد أيدينا إلى تعاون وشراكة حقيقية من منطلق وطني وقومي يراعي مصالح الجميع وبصدق وإخلاص ومن يعتقد أن هذا أمرا مفروضا علينا أو ليس لنا فيه خيار أو عن ضعف ، فعليه مراجعة حساباته. لم ينجح هذا الأمر في السابق ولن ينجح الآن ولن ينجح بإذن الله في المستقبل.
وختم الوالي منشوره قائلاً : اقبلوا بالشراكة مع جنوب قوي حر ، ففيه مصلحة للجميع وخذوا من تجارب التاريخ عبرة.
من جهته اقترح الدبلوماسي والسفير السابق، الدكتور غازي الفيصل، في مقابلة له على قناة الحرة استكشاف خيار الذهاب نحو يمنين كبديل لحل المشكلة.
وطالب ببناء دولتين مدنيتين ديمقراطيتين، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، كحل مستدام للأزمة اليمنية.
ختامًا ..
سقف طموح الجنوبيين لا يتجاوز استعادة دولتهم ماقبل العام 1990م وهو طموح منطقي ومشروع وسوف يترتب عليه نتائج إيجابية وهو حقن للدماء وعلاقات حسن الجوار.
فيما طموح الشماليين مبني على الأطماع والسرقة والضم والإلحاق وسوف يترتب عليه نتائج سلبية كارثية واستمرارا لمسلسل إراقة الدماء.