حوارات

نائب رئيس نقابة المعلمين الجنوبيين: انهيار التعليم انهيار للحياة وسنمضي في طريق التصعيد لنيل حقوقنا.

سمانيوز/حوار/ نوال باقطيان

تواصل الحكومة اليمنية تعنتها وهروبها المتواصل من تنفيذ مطالب المعلمين الجنوبيين التي تعتبر حقوقاً مشروعة كفلها الدستور والقانون،

 

وأعلنت النقابة العامة للمعلمين التربويين الجنوبيين اضراباً شاملاً في بيان أصدرته قبل أيام، ويشمل هذا الأضراب جميع مدارس العاصمة الجنوبية عدن وجميع المحافظات الجنوبية الأخرى،

 

ويأتي هذا الإعلان بعد تعنّت الحكومة الشرعية وعدم استجابتها لمطالب المعلمين الحقوقية وانسداد الأفق في توصل اتفاق بين نقابة المعلمين والحكومة يضمن للمعلمين الحصول على حقوقهم المادية والمعنوية ويضمن لهم العيش الكريم.

 

 

وللحديث عن قضية الاضراب ومطالب المعلمين الجنوبيين، ألتقت صحيفة سمانيوز الأستاذ قائد الجعدي نائب رئيس النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين الذي قُدِّمت إليه أسئلة مباشرة تخص موضوع اضراب المدارس في العاصمة عدن، حيث كان سُؤالنا حول التدهور الاقتصادي في الجنوب وهل أتخذ الأضراب بعداََ آخر كإضافة لمطالب أخرى إلى جانب النقاط الست التي تناولها بيان النقابة، والذي باشر الأستاذ قائد الجعدي بالإيجابة قائلاً:

 

من خلال مشاهدتك اليومية للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والتي تعصف بالمواطن وبسببها يعيش حالة من الحزن والألم، التي انعكست تداعياته على المجتمع الجنوبي، فقد شعرتُ بالإساءة عندما وصلني خبر يتحدث عن زوج وزوجته اللذان اقدما على الإنتحار، بعد إيداع أطفالهم الستة لدى جدتهم، ومن ثم العودة إلى منزلهم في كريتر، هذا وإن دل على شيء دل على انهيار اقتصادي حالة دون العيش بحياة كريمة، فالموظفين لاتكفيهم مرتباتهم لتلبية احتياجاتهم المعيشية لأطفالهم، فأنا متأكد أن الشارع سيخرج ليطالب بحقوقه.

 

 

نحن كنقابة لم تعد مطالبنا في إطار الست النقاط المتعارف عليها، لأننا وجدنا إن العلاوات والزيادات التي طالبنا بها بالماضي ماهي إلا فتات، والآن نحن نطالب بإعادة هيكلة الأجور إلى جانب تسوية أوضاع موظفي 2011م المظلومين المنكوبين والتي يصل راتبهم إلى حدود 53 ألف ريال فقط، فكيف بمعلم راتبه يصل إلى 53 ألف الذي لا يفي متطلبات أسرته المعيشية. لذلك المطالبة بإعادة هيكلة الأجور يُعد أعلى سقف للمعلم، لأنه سيحفظ العيش الكريم للمعلم.

 

 

 

وعن البيان الصادر عن النقابة حول إعلان الاضراب وحول تساؤلات البعض هل شمل محافظات الجنوب أو العاصمة عدن، أوضح الأستاذ قائد الجعدي بالقول:

 

لقد أصدرت النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين بيان، وهذا البيان واضح فعملية الأضراب شملت جميع المحافظات الجنوبية دون إستثناء، ونحن نولي معلمي العاصمة عدن اهتمام بالغ لاستثنائية ظروفهم المعيشية، فمثلاً أنا أملك منزل وبقرة ودجاج وأرض زراعية تلبي احتياجاتي الغذائية، كما أملك حمار لنقل الماء وطاقة شمسية توفر لي الكهرباء، أما المواطن في في العاصمة عدن يعاني من نقص الخدمات الأساسية بالإضافة إلى صعوبة سبل الحياة والاحتياجات الغذائية.

 

 

 

وعن الطرق الأخرى البديلة عن الأضراب لإيصال أصوات وقضية المعلمين ونيل مستحقاتهم المالية والمعنوية، يجيب الأستاذ قائد الجعدي بالقول:

 

لقد طرقنا جميع الأبواب مع جميع الوزراء ممن تداولوا منصب وزير التربية والتعليم ووزارة المالية والخدمة المدنية ورئيس الوزراء، واستنفذنا جميع الطرق والأساليب، واستنفذنا طاقاتنا مع الجهات المسؤولة، لكن للأسف الشديد لاحياة لمن تنادي، ووزير التربية والتعليم الجديد الأخ طارق العكبري في حكومة المناصفة، أعلن بدء عام دراسي جديد ماذا قدّم هذا الوزير ؟ وهل وفّر الكتاب المدرسي ؟ وهل تحدّث عن رداءة التعليم في الجنوب نتيجة الظروف الاقتصادية الذي يمر بها المعلم؟.

 

هل تعلمي إن أحد الآباء قام بشراء ثلاثة دفاتر بقيمة 1500 ريال وأعطى لأبنه دفتر واحد وأعطى لابنته دفترين وقسّم هذا الدفتر إلى أقسام، وعندما سأله أحد معلميه عن سبب تقسيم دفتر واحد لثمانية أقسام، رد عليه الطالب ليس لدي نقود لشراء باقي الدفاتر، كما رأى أحد المعلمين طالب يرتدي بنطلون ممزق في المدرسة وظن المعلم إن الطالب يرتدي هذا البنطال لاتباعه الموضة وعندما سأل المعلم التلميذ عن سبب ارتدائه هذا البنطال رد عليه هذا بنطالي في الصباح والمساء ولا أملك غيره، وفي هذه المناسبة أتوجه بالشكر لمدير مكتب التربية والتعليم في مديرية الشيخ عثمان لتفهّم ظروف الطلاب الاقتصادية والسماح لهم بالحضور إلى المدرسة بأي ملابس.

 

 

فكيف لطالب أن يستوعب الدرس ويستقبل المعلومة وهو جائع ؟ وكيف سيؤدي عمله كمعلم وهو لم يستطيع تلبية احتياجات أطفاله؟  فالمواطنين محرومين من أبسط أساليب العيش نتيجة الغلاء الفاحش للمواد الغذائية.

 

 

وعن العام الماضي حين قامت وزارة التربية والتعليم بتلبية جزء يسير من المطالب الخاصة بالعلاوات التي أعطت الكشوفات لوزارة المالية وعن ماهية العمل بعد هذه الخطوة، يجيب الأستاذ قائد الجعدي بالقول:

 

عكست وزارة التربية والتعليم الكشوفات الخاصة بالعلاوات خلال عام 2015م وخلال الحرب الحوثية على العاصمة عدن عام 2015م حين تصرفوا بهذه المبالغ وعندما التقينا معهم للمطالبة بهذه المستحقات في عام 2018م زعموا أنهم انفقوا هذه المبالغ خلال الحرب ، هؤلاء كذابين

 

نائب رئيس الوزراء الدكتور سالم الخنبشي كان متفاعل مع مطالبنا والتقينا مع وزيرالمالية وتم مناقشة مطالبنا مع أكثر من جهة مسؤولة ، لكن أتضح بان ليست لديهم أي مصداقية ، فالمصداقية أن تمنح الحكومة للمعلم حقوقه.

 

المثل يقول إن أردت السيطرة على مجتمع أعمل على تجهيله، وهؤلاء لايريدون تعليم.

 

 

فعندما كنتم طلاب في الماضي هل كنتم تعرفون شيئاً عن البراشيم ؟ أما الآن طالب في الصف السادس يعتمد على البراشيم في امتحاناته. وهذا يدل على إنهيار العملية التعليمية، لأن إنهيار التعليم يعني

 

إنهيار للحياة.

 

 

 

وعن بارقة الأمل بعد الأضراب لهذا العام ومدى تجاوب وزارة التربية والتعليم مع مطالب المعلمين الجنوبيين يقول قائد الجعدي:

 

وزير التربية والتعليم الأخ طارق العكبري فرّ هارباً إلى سيئون في حضرموت، حتى ختم الوزارة لديه وجميع طاقمه معه، وكأن الأمر لايعنيه وليس له وجود ، لقد هرب طارق إلى سيئون، حيث إن مقره في مدينة الشعب، ذهبت إلى وزارة التربية والتعليم في مدينة الشعب وهي خاوية على عروشها، أهذا وزير لايعلم ولايفقه شيء بالعملية التعليمية.

 

 

وخلال الأضراب وصلت أحاديث من بعض الناس إن  هناك فجوة حدتث بين نقابة المعلمين وبين المعلمين في تنفيذ الأضراب، يجيب الأستاذ قائد الجعدي بالقول:

 

 

يقولون مايريدون، وللتوضيح لم نرفع العصيان ومازال مستمر في بيان اطلاقنا للأضراب، وهذا الأضراب تعزيز للبيان الأول، وإن خذلونا بعض المعلمين فهذا يعود لهم، ونحن كنقابة عامة للمعلمين مخولين للاضطلاع بمهامنا وذلك بالدود والدفاع عن المعلمين من خلال إصدار بيان والذي يبرز أهمية هيكلة كمطلب أساسي وتسوية أوضاع موظفي 2011م، وإذا كان المعلم يرفض الأضراب هذا شيء عائد له، لكنني مستعد للدفاع عن حقوقه وليس لي الحق على إجبار المعلمين على الأضراب،

 

ومن مهامنا كنقابة عامة للمعلمين إصدار بيان يتلائم مع احتياجات وتطلعات المعلم ومطالبه.

 

 

 

وحول استمرار الحكومة في التعنت واصرارها على عدم التجاوب مع مطالب المعلمين وعن مصير العملية التعليمية، والسبل التصعيدية يقول الجعدي:

 

هذا الموضوع قيد التدارس نحن بالنسبة لنا لايوجد  لدينا طريق آخر سوى التصعيد، وسنمضي بطريق التصعيد حتى نيل مطالبنا، وقد يصل التصعيد إلى حد إسقاط وزارة التربية والتعليم والمطالبة بإقصاء وزير التربية والتعليم كحد أقصى لنا.

 

وإن شاءالله سنعمل على إسقاط وزير التربية والتعليم وإيجاد بديل عنه من الموظفين في الوزارة ممن يقدّر التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى