حوارات

مساعد: المرأة الجنوبية هُمشت بعد الوحدة ، ونحن نسعى لاستعادة قانون الأسرة الجنوبي.

شقائق/حاورتها/نوال باقطيان

أمرأة معجونة بحب الوطن حيث ترعرعت في كنف عائلة ذات رصيد نضالي وبطولي ، ملهمة للعديد من فتيات قريتها  زُبيد اللواتي اقتدن بها وطالبن بحقهن بالتعليم ، قبس من نور بددت ظلام الجهل فهي تربوية قديرة امضت عقدين ونيف من سنوات عمرها في الاسهام في مجال التعليم ، وجه من الوجوه الصاعدة في مجال النشاط الاجتماعي ، أنها الاستاذة ياسمين مساعد نائب رئيس دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ، التي التقيت بها في مكتبها في الأمانة العامة ، واحببنا أن نعرفها للقارئ من خلال هذا الحوار التي تحدتث عن هموم المرأة الجنوبية وآمالها والتحديات والصعوبات التي تعتري مسارها.

وكان بداية الحوار بالأخت

التي عرفّت ياسمين مساعد نائب رئيس دائرة المرأة والطفل في الامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عن نفسها قائلة:

ياسمين مساعد زوجة وأم لإبن  ثالث سنة كلية الهندسة وأبنة ثالث ثانوي ، تربوية خضت غمار العمل  التربوي لعقدين ونيف من الزمن ، أتمنى خلال سنواتي هذه أن تركت بصمة في الاسهام في بناء الأجيال الجنوبية وأن تكون لي لمسة قبس من النور استطاع أن يبدد ظلام الجهل ولو الشي البسيط

حصلت  على العديد من الشهادات التقديرية على مستوى مديرية خور مكسر على جهودي في مجال التربية والتعليم أثناء عملي كمعلمة في مدرسة الفقيد هاشم عبدالله ، كما شاركت في العديد من الدورات التأهيلية، فيما يخص اكتساب القدرات والمهارات التدريسية إلى جانب دورات تدريبية وتأهيلية في مجالات بناء السلام المجتمعي.

وفيما يخص المسيرة البطولية استفاضت الأخت مساعد في قولها: انتمي لعائلة لها رصيد نضالي لاجدادي واعمامي ووالدي أبان الاحتلال البريطاني للجنوب وهم أحد مؤسسي للجبهة القومية في الضالع انذاك ، لقد ترعرعت في كنف أسرة قلوبها تمتلئ بحب الوطن والشعور الجارف بالانتماء للهوية الجنوبية  ، ونظراً لهذا الإرث النضالي لعائلتي خاض شقيقي أيضاً غمار المقاومة والذوذ عن الجنوب خلال  الحرب الحوثية على الجنوب عام 2015م واستشهد بأحد المعارك وهو مازال في السنة الثانية من دراسته الجامعية.

 

أما عن مسيرتها النضالية في مجال التعليم تضيف الأخت مساعد، كان لوالدي الفضل الكبير لاكمالي الدراسة فقد ولدت في قرية زبيد في محافظة الضالع وقد كان التعليم حكراً على الذكور نظراً لبعد المدرسة والعادات والتقاليد، لكن والدي كان رجل واعي وكثير القراءة وإيماناً منه بحق الفتاة بالتعليم كان يتحمل مشقة ذهابه وإيابه من القرية إلى المدينة لتوصيلي إلى المدرسة ، الأمر الذي شجع فتيات القرية على مطالبة أولياء أمورهن بحق التعليم

وعندما أثرت ثورة في اوساط الفتيات بمعية والدي طيب ثراه. اقترح والدي على أولياء أمور الفتيات متابعة الجهات المختصة لتوفير المواصلات المناسبة لإيصال الفتيات للمدرسة وارجاعهن إلى منازلهن ، وافق الآباء واستطاع والدي توفير مواصلات لنا من الجهات المختصة، لأن الحكومة في ظل الجمهورية الديموقراطية الشعبية اتاحت الفرصة لتعليم الفتيات وكانت تشجع الفتيات لنيل حقوقهم في التعليم، إضافة إلى جانب تشجيع والدي على الدراسة، وكان يحرص على شراء المجلات الخاصة بالأطفال والكتب العلمية وقصص الأنبياء وغيرها من الكتب وهذا مانمى لدي حب الاطلاع والثقافة.

 

وعن إنشاء ونشاط دائرة المرأة والطفل قالت الأخت مساعد، تأسست دائرة المرأة والطفل في 3 مارس 2018 م لتكوّن آلية وطنية يتم استخدامها لتنفيذ البرامج العملية والإجراءت من أجل تحقيق تنمية مستدامة للمرأة والطفل الجنوبي في جميع المجالات وفق للامكانيات المتاحة،

وقد نفذت دائرة المرأة والطفل منذ تأسيسها حتى يومنا هذا العديد من الأنشطة سواء كانت ورش عمل أم ندوات وحلقات نقاشية وجلسات بؤرية، كما قدمت الدعم للعديد  من منظمات المجتمع المدني التي تعنى بشؤون المرأة والطفل ، كما قامت الدائرة بالنزول الميداني في زيارة لبعض الرموز النسوية التي كان لها رصيد نضالي أثناء الاستعمار البريطاني للجنوب وأثناء الحراك الجنوبي في 2007 وأثناء حرب 2015م وإلى يومنا هذا ، استطاعت دائرة المرأة والطفل إن تكوّن قاعدة مشرفة للمرأة الجنوبية وظهر ذلك من خلال الالتفاف النسوي حول المجلس الانتقالي الجنوبي في كثير من الفعاليات التي نظمتها دائرة المرأة والطفل ، وكان آخر نشاط نفذتها الدائرة كان بعنوان ( التحديات والصعوبات التي واجهت المرأة الجنوبية في استعادة دورها الريادي في مؤسسات الدولة) وهذه الورشة حصلت على إصداء كبيرة لأنها وقفت على الصعوبات التي أدت إلى تراجع المرأة الجنوبية بعد أن كانت الرائدة على مستوى الجزيرة العربية.

وشرحت الأخت مساعد، وقد قدمت هذه الورشة إلى القيادة السياسية لتوفر لهم خارطة طريق لاستعادة دور المرأة الجنوبية في كل نواحي الحياة ، فالمرأة شريكة الرجل ولايعتدل الميزان ولاتوجد  نهضة لأي مجتمع مالم يعطي المجتمع المرأة حقها في التمثيل السياسي والاقتصادي وفي غيرها من مجالات ، اليوم العالم ينظر إلى نجاح أي دولة بما تمنح هذه الدولة من فاعلية وتمكين للمرأة في شتى المجالات.

وعن الصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة الجنوبية كشفت الأخت مساعد، تعرضت المرأة الجنوبية للكثير من التهميش من الحكومة اليمنية بعد الوحدة فكان لها نصيب الأسد من التهميش والإقصاء ونرى ذلك من خلال سياسات المحتل اليمني الذي قضى على وجود المرأة الجنوبية المتواجد في مؤسسات الدولة والقوى العاملة في المصانع وذلك من خلال قيامها بالخصخصة من أجل السيطرة على أصول هذه المصانع كما حرمت المرأة الجنوبية من التدريب والتأهيل منذ عام 1990م والتي أصبحت حكراً على نساء الشمال

تراجعت المرأة الجنوبية إلى عشرات السنين بعد أن كانت رائدة على مستوى الجزيرة العربية ليس فقط أثناء الاحتلال البريطاني، أيضاً أثناء خمسينيات القرن فهناك نساء سطعن في سماء الجزيرة العربية والوطن العربي، وأيضاً هناك قرعن مجال العمل السياسي والعسكري.

والان إذا نظرنا إلى ماتعانيه المرأة الجنوبية كانت ومازالت تعاني الأمرين من خلال ماتعرض له الجنوب من حربين ظالمتين الأولى عام 2015م والأخرى الحرب الحوثية عام 2015م ، هاتين الحربين أوجدت واقع مؤلم من الناحية الاقتصادية ، فالعديد من النساء فقدن المعيل مماخلف وضع مزري للعائلات أفرزت العديد من المظاهر السلبية في الجنوب كحرمان الفتيات من التعليم وهذا له تبعات كثيرة ، إلى جانب فقدان بعض النساء لوظائفهن بسبب تدمير الحرب لهذه المؤسسات ، بالإضافة إلى تشريد العائلات فأصبحن العديد من العائلات لايجدون المأوئ.

وبسبب هذه الظروف تعرضت النساء للاستغلال  سواء كان استغلال نفسي أم جنسي ، كما اتجهن بعض الفتيات إلى ممارسة الرذيلة،

وأيضاً الطفل الجنوبي نظراً لظروف الحرب تعرض للنزوح وإلى فقدان المعيل بالتالي انتشرت ظاهرتي أطفال الشوارع التي باتت ظاهرة ملفتة ومخزية وظاهرة عمالة الأطفال.

وهناك أيضاً ممن تسربوا من المدارس وكل هذه الظواهر والتحديات خلفها الحرب على الجنوب.

 

وأشارت الأخت مساعد، لدينا المقدرة والاستطاعة بالتغلب على الكثير من التحديات والصعوبات، لكننا إلى الآن لا  نمتلك مقدرات دولة ، فكل مقدرات الجنوب وترواثه مازالت مصادرة ولايمتلك الجنوب الحق التصرف فيما يمتلك من خيرات وثروات ليعكس على تحسين معيشة المجتمع الجنوبي .

ونوّهت الأخت مساعد،  نحن في دائرة المرأة والطفل نسعى جاهدين إن  توفرت لنا المقومات لاستعادة قانون الأسرة الذي صدر في عام 1979 م الذي أعطى المرأة الكثير من الحقوق أولها حرية المرأة في الموافقة على الزواج بالإضافة إلى تحديد سن زواج الفتاة ، كما أعطى حق البقاء في منزل الزوجية في حال الطلاق . فنحن نناضل في سبيل استعادة هذا القانون الذي يكفل للمرأة الجنوبية حقوقها.

واختتمت الأخت مساعد في الحوار، أود توجية كلمة أخيرة للقيادة السياسية بظرورة توجيه الإهتمام الأكبر للمرأة الجنوبية من خلال رعايتها وتنميتها في كل المجالات . وهذا القرار لن يأتي إلى بأتخاذ قرار سياسي يعطي للمرأة حق التمثيل السياسي وحق صنع القرار بنسبة 30 % كمرحلة أولى ، والوصول إلى حق المشاركة بنسبة 50% في المجلس الانتقالي أو في الدولة القادمة.

كما وجهت الأخت مساعد رسالة للمرأة الجنوبية قائلة: نحن على اعتاب استعادة دولة الجنوب ، الحقوق لن تعطى وإنما تنتزع.

نصيحتي لكل أمرأة أن تتحلى بالشجاعة وأن تعمل هلى تنمية ذاتها وقدراتها من أجل أن تستطيع انتزاع حقوقها المشروعة ، الوطن لن يبنى سوى بسواعد النساء والرجال معاً،  انتِ لست فقط نصف المجتمع ، أنتِ تنجبين نصف المجتمع وتبني النصف الآخر،

لكل أمرأة جنوبية كوني واثقة من قدراتك واثقة فيما تستطيعين انتزاعه وتحققيه لتستعيدي الجوانب المشرقة للمرأة الجنوبية وما حققته قبل عام 1990م.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى