باعوم: الفساد «بذرة خبيثة» زرعها الاحتلال اليمني في الجنوب، «سنجتثها»
سمانيوز / حوار / مرفت عبدالواسع
لا يخفى على أحد ما تعنيه كلمة فساد والذي أصبح يتخذ أشكالاً عديدة ومدى خطر تداعياته على مختلف الصعد، ومن هنا وفي مواجهة تلك الظاهرة تبذل العديد من الجهود كأنشطة تعارض الفساد وتمنعه ولابد من الإشارة هنا إلى أن جهود مكافحة الفساد تختلف من حيث النطاق والاستراتيجية.
وفي حديث حصري وشفاف أجرته صحيفة «سمانيوز» مع الأستاذ /فادي باعوم عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، تطرق فيها إلى التحركات الأخيرة لتنظيم الصفوف في مواجهة ظاهرة الفساد وتعزيز الشفافية.
في البداية أستاذ فادي .. الفساد له انعكاساته في المجتمع، ما مدى تأثير ذلك الفساد على المجتمع وهل نستطيع أن نقول إن الفساد قد أصبح له حجم وكتلة وينبغى علينا هنا أن نعد العدة لمواجهته ؟
يجيب الأستاذ فادي باعوم قائلا :
نحن نعاني من تركة منذ ثلاثين سنة من أيام حكم المحتل اليمني وهذه تركته
ممكن نقول أن المجتمع الجنوبي بحاجة إلى إعادة تأهيل وإصلاح ، فقبل الوحدة كنا عندما نرى فاسداً نشمئز منه ونظرات الآخرين سيئة تجاهه إلا أننا أصبحنا عندما يأتي هذا الفاسد أو اللص نعطيه صدر المجلس يعني أصبح هناك اختلاف في الفهم والقيم وأشياء كثيرة
نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل كل شيء ولو أن الأمر ذلك صعب لأن الفساد أصبح متجدرا ، وأصبح له علو وأصبح المجتمع لا يحاربه.
أستاذ فادي هناك لقاءات عدة جمعتكم وهيئة مكافحة الفساد وهيئة الرقابة والمحاسبة في العاصمة عدن .. ما الذي تمخض عن تلك اللقاءات ؟
وجدنا بالفعل استماعا جيدا من قبل هيئة مكافحة الفساد وتكلمنا معهم مطولاً وفهمنا منهم الوضع وهم جادون في عملهم ، ولكن يصطدمون بعدة عراقيل جدا مهمة مثل الغطاء الأمني، حيث لا يوجد لهم والجانب المادي شبه معدوم ومطلوب منهم في ذات الوقت مقارعة الفساد والفاسدين
نحن مهمتنا الآن توفير الدعم الكافي للرقابة وللمكافحة ونطالبهم بالقيام بدورهم وإذا لم نعطيهم مايسد رمقهم فكيف نطالبهم بأشياء هم غير قادرين أن يقوموا بها حاليا وخاصة أن الجانب الأمني شبه معدوم كما ذكرنا
وقد تعرض منه أشخاص للقتل وهم الذين كشفوا عن ملفات الفساد، إذاً هم بحاجة إلى غطاء أمني ، ونحن سوف نوفره لهم، لأن لديهم خاصة المكافحة وصلاحيات واسعة ، ولكن شبه مجمدة نظرا لعدم توافر الإمكانيات اللازمة أو الظروف الملائمة لعملهم،
نحن مهمتنا الآن توفير ذلك.
أستاذ فادي هل هناك لقاءات قادمة يمكن أن تصب في مكافحة الفساد؟
بالتأكيد سوف يكون لنا لقاء مع الرئيس عيدروس الزُبيدي الذي هو على اطلاع دائم وهو الداعم الأساسي لجهود مكافحة الفساد وبعدها إن شاء الله سيكون للتحالف المزمع إشهاره الدور المجتمعي والإعلامي والقانوني، ونتمنى بإذن الله أن يحمل قضايا ذات طابع جيد ، وتمس حياة الناس بدرجة أساسية، وسوف يكون لنا عمل كبير والكل حتى الآن ومنهم الناس العادية ملتفة حول هذه الفكرة وبأنه من الضرورة مكافحة الفساد.
أستاذ فادي بالعودة إلى اللقاءات التي تمت هل سنشهد صورة من صور التعاون قريبا مع الجهات التي تم اللقاء بها واقصد هنا مكافحة الفساد والرقابة ؟
قد يكون بيننا شراكة وبالذات بين التحالف المزمع إشهاره وهيئة مكافحة الفساد والرقابة والمحاسبة أيضاً بما يخدم القضية التي نعمل عليها الآن وهي مكافحة الفساد.
أستاذ فادي بما أنك عضو في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي هل يمكن اطلاع المواطنين حول الجهود المستقبلية للمجلس في مكافحة هذه الظاهرة؟
إن أكبر اطمئنان للمواطن إن هئية الرئاسة للمجلس الانتقالي الجنوبي هي بالفعل من تقوم بهذا العمل وهذه رسالة واضحة بأننا جادون في العمل وإن أعلى مستويات المجلس الانتقالي هي المبادرة لهذه الخطوة وهذا اعتقد بذاته رسالة واضحة.
أستاذ فادي باعتقادك أين يكمن دور المجتمع في مكافحة الفساد؟
المجتمع يلعب دوراً كبيرا ، وبالتالي مهمتنا الآن التوجه نحو المجتمع ليكون بالفعل داعما أساسيا ورئيسا لعملية مكافحة الفساد،
مهمتنا الآن أن نقوم بحملة واسعة نوصل من خلالها بعض المعلومات ونطلب من المجتمع وقفة جادة،
كما ترين أصبحنا عالة على دول رغم أن الذي نمتلكه يكفينا وزيادة ، لكن الفساد لم يترك شيئا لنا ،
الدخل العام للدولة يصل منها 20% أما 80% يذهب في جيب الفساد جهارا نهارا نحن وصلنا إلى مرحلة صعبة.
أستاذ فادي هل يمكن للشراكة أن تسهم في مكافحة الفساد خاصة أنكم مقدمين على تأسيس شراكة ومنظمات المجتمع المدني في هذا الإطار؟
دور تلك المنظمات مهم جدا وهي ضمن النخبة والصفوة ودورهم الطبيعي والحقيقي الآن في مكافحة الفساد ، وإلا ما السبب لوجودهم فهذه مهمتهم الأساسية، ويجب أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه،
مهمة أي منظمة هي خدمة المجتمع وأول خدمة للمجتمع مكافحة الفساد.
نحن منذ حوالي شهر بدأنا في مشروع إشهار تحالف بدأنا بنشاط إعلامي والترتيبات مستمرة وأصبحنا نتلقى طلبات بالانضمام لنا.
عن مبدأ الشفافية ماهي الآليات التي يمكن اتباعها في هذا الإطار؟
وفي الإجابة على السؤال أشار الأستاذ فادي باعوم عضو هئية الرئاسة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى أن هناك قانونا رقم (2) لسنة 6 بشأن الذمة المالية ، وهذا القانون سوف يعزز بالفعل مبدأ الشفافية في أعلى مراكز الدولة
حيث ينص هذا القانون بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر من يخالف دون عذر مشروع عن تقديم الإقرار الخاص بالذمة المالية ، ووفقا لاحترام هذا القانون، وفي حالة التكرار تكون العقوبة بالفصل من الوظيفة العامة وبما لا يخالف القوانين النافذة، وحسب علمي حتى الآن أنه لاتوجد حكومة إلا يجب خلال 60 يوما أن تقدم براءة الذمة المالية وإلى حد الآن الحكومة لها سنتان ولم يقدم أحد براءة لذمة المالية، وهذا بحد ذاته شيء مخيف، ونحن نطالب بالشفافية واذن من الشفافية يجب أن تقدم الحكومة من أعلى موظف إلى أدنى موظف الذمة المالية، ويجب أن نحترم هذا القانون حيث أنه بموجب هذا القانون سوف يحاسب المتخلف إلا إذا كانت الحكومة لا تحترم القانون وهذا شيء آخر.
في ختام حوارنا أستاذ ما الذي يجب علينا القيام به حتى نصل الى مرحلة متقدمة في مكافحة الفساد ؟
نحن بحاجة إلى وقفة مجتمعية جادة ونحن أيضاً بحاجة إلى وقفة من كافة الناس الشرفاء معنا في هذا المشروع ونحتاج إلى إصرار وجهد مضاعف ونحتاج عزيمة لا تلين ، وكذا المجلس الانتقالي الجنوبي سوف يقدم ماعنده مالياً وسياسياً وأمنياً لكي نصل إلى اقتلاع هذا الفساد.