قضايا عامة

المراهق وكيفية فهمه ومواجهته!!.

سمانيوز/إعداد/نوال باقطيان

من الواضح لدينا جميعا أن المراهقة مرحلة من مراحل عديدة يمرُّ بها الإنسان ومادامت مرحلة ،فهي إذاً مؤقتة وشيء مهم جداً أن ننظر إليها هذه النظرة ، لأن ذلك يزوِّدنا بالأمل والترقُّب لما هو أفضل فالمراهقون يشكون في معظم الأحيان من سوء فهم الكبار لهم ، وكثيراً مايعبِّرون عن الشعور بالظلم وعدم نيلهم لحقوقهم ، والآباء والأمهات يشكون من الرعونات التي تظهر من أبنائهم المراهقين ومن الأذى الذي يسببونه لسمعة العائلة.

 

الكبار إذاً يشكون والصغار أيضا يشكون ، والحل واحد ، وهو يكمن في أفضل معرفة ممكنة لمرحلة المراهقة والتغييرات التي تطرأ على شخصية المراهق.

 

 

هذا يعني أن الكبار والصغار في أمس الحاجة إلى التثقيف والاطِّلاع على ماخطته أقلام علماء النفس والتربية حول المراهقة.

 

 

•ملامح المراهقة :

 

 

المراهقون : فروق فردية

 

 

المراهق عضو في أسرة وفي مجتمع ومن هنا فإن تجليات مرحلة المراهقة ومفرزاتها ومقتضياتها في سلوكيات المراهقين لن تكون واحدة ، فحين يظفر المراهق بأسرة ممتازة وأصدقاء جيدين نتوقع له مروراً سلساً بهذه المرحلة.

 

 

٢_لماذا كانت مرحلة المراهقة صعبة ؟

 

 

المراهقة مرحلة انتقالية ومن شأن المراحل الانتقالية الاضطراب والغموض ، وقد أشارت  عدد من الدراسات التي أُجريتْ على المراهقين إلى شيئين مهمين :

 

 

الأول : هو أن الغدد في أجسام المراهقين تعزِّز مقادير عالية من الهرمونات ، تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة وشديدة وهذه التفاعلات تتبدى في شكل غضب وإثارة وحِدَّة طبع عند الذكور ،وفي شكل غضب واكتئاب عند الإناث.

 

 

الثاني _ هو أن المخ عند المراهق يستمر في النمو ، وقد ظهر أن المنطقة المسؤولة عن العاطفة تبلغ مرحلة النضج أكثر من المنطقة المسؤولة عن التفكير العقلاني.

 

 

٣_ ارتباك المراهق :

 

 

فهو يجد نفسه وقد أصبح على نحو مفاجئ في عِداد البالغين ، فطموحاته وطاقاته غير محدودة ،لكنه عاجز عن تحديد ما يريده.

 

 

٤_ مثالية المراهقين

 

 

لدى المراهقين كثير من النقاء والبراءه تتجسد في النظرة المثالية للحياة لذا لا نبالغ إذا قلنا إن جزءاً كبيراً من مشاكسات المراهقين مع اهاليهم وأساتذتهم ، يعود إلى مالديهم من مثالية زائدة.

 

 

٥_ المراهق هو المراهق :

 

 

لدى معظم الناس شعور قوي بأن مراهقين  زمانهم هم الأسوأ ، أما مراهقو الأجيال السابقة فإنهم الأكثر هدوءاً

 

لكن في الحقيقة إن الأسباب التي تجعل تصرفات المراهقين غريبة وموضع استنكار ،هي نفسُها في كل زمان ومكان.

 

 

٦_ الرغبة في الاستقلال :

 

 

جعل الله عزَّ وجل المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والرُشْد ، ولهذا فإن أحد مفاتيح فهم شخصية المراهق تتمثل في إدراك الأنشطة والمواقف التي يحاول المراهق من خلالها أن يتبث لنفسه ولمن حوله بأنه جدير بالاحترام.

 

 

٧_ البحث عن مجموعة ينتمي إليها :

 

 

يشعر المراهق بأنه ينتمي إلى جيل مختلف عن جيل أبويه ، لذا فإنه يشعر  حين يلتقي بأصدقائه يجالس من يفهمه حق الفهم.

 

 

كلما يحاول باستمرار اصطناع المناسبات للقاء بعضهم بعضا ، كما يقومون لمناصرة بعضهم بعضا ،كما يجري المراهقون الكثير من المكالمات الطويلة فيما بينهم ، كما يوجد بين المراهقين إعجاب متبادل ،ويبدي المراهق استعداداً قوياً للتضحية من أجل أصدقائه.

 

 

٨_ صراعات في داخل المراهق :

 

 

بما أن المراهقة هي مرحلة انتقالية بين الطفولة والرُشد ،فإنها تتم عبر سلسلة من الصراعات والأخطاء والتجارب المريرة.

 

 

•علاقة الأبوين بالمراهق :

 

 

دلَّت دراسة حديثة أُجريت على أثنى عشر ألف مراهق أن الأكثر أهمية وتأثيراً في رفاهية المراهقين وفي إحساسهم بالسعادة ،هو جودة علاقتهم بأبنائهم بغض النظر عن نوعية الأسرة التي ينتمون إليها.

 

 

كما أظهرت بعض البحوث أن المراهقين الذين يتمتعون بعلاقات قوية بابائهم يقلُّ احتمال تورطِهم في مشكلات خطيرة، ويمكن تقوية علاقة الأبوين بالمراهق من خلال :

 

 

1_علاقة صعبة

 

يجب أن نعترف أن إقامة علاقة جيدة ومستمرة بين الآباء والمراهقين ليست بالشيء السهل ، فالحقيقة أن الجميع يعاني ،حتى التربويين والأطباء النفسيين ،لذا علينا أن نكون مستعدين في بعض الأحيان لسماع مالم نكن نتوقع سماعه.

 

 

2_ توفير وقت للمشاركة :

 

 

لدى كل واحد منا من المشاغل والهموم مايمكن أن يستغرق وقته، كثير من الآباء والأمهات فوجئوا بوقوع أولادهم في أخطاء فاحشة ،والسبب أنهم كانوا لا يعرفون أن المراهق إذا احتاج إلى أبيه ، ولم يجده ،فإنه سيعثر على شخص آخر ، وهذا الآخر قد يكون السبب في انحرافه.

 

 

3_ الاحترام المتبادل :

 

 

نحن الكبار بحكم وعينا واستشعارنا للمسؤولية مطالبون بأن نؤسس لعلاقة الاحترام داخل أسرنا ، ومنع سلوكنا المحترم يتعلم الصغار كيف يحترمون أنفسهم وكيف يحترموننا.

 

 

4_ التخلي عن السيطرة :

 

 

لابد أن ينظر كلٌّ من الأبوين لابنهم المراهق على أنه على أبواب الرجولة ،فلا يحمل كلام المراهق محمل الجد ، على أن يتعامل مع ابنه على أنه موثوق ولايدقق في تصرفاته الا عند وجود ريبة.

 

 

– تُترك له مساحة واسعة للاختيار

 

-يراعي مشاعره ، ويحرص على حفظ كرامته

 

-يفوض إليه إدارة بعض شؤون الأسرة.

 

 

-يستمع إلى نقده لأسرته باهتمام.

 

 

5_ لا للضغوط

 

 

كثيرا مايكون القلب وليس العقل ،هو الطريق إلى تغيير قناعات المراهق ،لذا استخدام الضغط الادبي أو المادي على المراهق ينبغي أن يكون في أضيق الحدود ولا نلجأ إلى العقاب إلا في نهاية المطاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى