مقالات

وطني الجنوب يحقُّ لنا انتزاعك لا طلبك من أحد

 كتب : عوض الجبواني 

وطني الجنوب العربي لا تستطيع شعوب العالم العربية والإسلامية والأجنبية التي تسكن قاراته الست أن تنكر وجودك ووجود شعبك العظيم وهويته الأصيلة المتجذّرة في أعماق التاريخ العربي وحضاراته العريقة.

وكيف لها أن تنكر وأنت الجنوب العربي ذات الموقع الجغرافي والاستراتيجي الهام الذي يتوسّط قارات العالم الثلاث آسيا أفريقيا أوروبا ويتحكّم بأهم ممرٍّ ملاحي دولي في العالم وهو باب المندب ،وأنت من تمتلك أطول شريط ساحلي في العالم على بحر العرب، كيف لها أن تنكر وأنت حلقة الوصل التي تربط العالم ببعض وأنت طريق التجارة العالمي قديماً وحديثاً. 

لقد كنت محطَّ أطماع دول العالم الاستعمارية الكبرى بسبب تلك الأهمية التي تمتلكها والتاريخ قد دوّن كلّ المحاولات الاستعمارية التي أفشلها شعبك العظيم في حينها والتي نجحت في احتلالك واستمرت قرناً وثلاثة عقود من الزمن انتهت في الأخير بانتصارك على أكبر امبراطورية في العالم وهي امبراطورية بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس ونيل استقلالك في ال30 من نوفمبر من العام 67م وإعلانك جمهورية الجنوب العربي المستقلة وهي تسميتك الحقيقية قبل أن يزيّفوها الساسة والقادة المزيفون ويضيفون إليها اليمننة التي لا تمتُّ إليك بأي صلة.

وطني الجنوب أنت أشهر من نار على علم أنت دولة عضو فاعل ونشط في الأمم المتحدة في جامعة الدول العربية بدول عدم الانحياز في جميع المنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة في كلّ المجالات، أنت من تصدّر دول العالم من حيث القضاء على الأمية والقضاء على جميع الأمراض والأوبئة وبالذات أمراض الطفولة. 

أنت من كان جيشك في صدارة الجيوش ويضرب بك المثَل في الأمن والاستقرار وانعدام الفساد والاكتفاء الذاتي لشعبك أنت الذي خرج شعبك في فترة من الفترات يطالب بتخفيض الراتب.

وطني الجنوب لقد كنت خير صديق لدول العالم الكبرى ولشعوبها وكنت لدول الجزيرة العربية والخليج حصنا حصينا ودرعا أمينا يمنع عنها أي مخاطر تمسّها برياً وجوياً وبحرياً ولاتقدر أن تنكر ذلك تلك الدول.

وطني الجنوب ليس ذنبك ولا ذنب شعبك أن يلقوا بك كل حكّامك وقاداتك التاريخيين إلى التهلُكة في تصرّف غير مدروس منهم حين زجوك في أكبر وأسوأ أكذوبة اسمها الوحدة مع أكبر وأسوأ عصابة في تاريخ البشرية وهي عصابة الهضبة الزيدية اليمنية ونظامها الذي لم يكن نظام دولة بل كان خليطاً من السرق واللصوص والقتلة والمجرمين أصحاب العقول الجاهله المتخلّفة بقيادة زعيمهم الهالك عفاش لاسامحه دنيا ولا دين.

ولكن اطمئن ياوطني الغالي شعبك يناضل ويضحي ويكافح ويبذل الغالي والنفيس لتعود لنا كما كنت، لقد أقسم احرارك غليظ القسم بأنك لن تظلّ جزءً من اليمن ولا تابعا له ولا معه ولن ترتبط باسمه بأي حال من الأحوال، وأنك ستعود بكامل سيادتك وأراضيك ستعود وطناً لكل الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب.

ولابد أن تعلّم أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا ومجلس أمنها الدولي الكاذب والمخادع الذي يكيل بمكاييل متعدّدة في قضايا الشعوب، كما يجب أن يعلم الأشقاء العرب وأولهم المملكة العربية السعودية بأنك يا جنوبنا الغالي وطن لشعب عربي مسلم معروف تاريخه مسطّر في أنصع الصفحات، هزم الغُزاة البرتغاليين والأتراك وبريطانيا العظمى وإخراجها من عدن صاغرة مذلولة مهزومة معترفة بالجنوب واستقلاله ودولته، ولاشك أيضاً أن دول الجوار العربي قد عرفت في مرحلة سابقة من هم الجنوبيون.

ولهذا فإننا شعب الجنوب نقول للدول الكبرى في العالم والتي تتحكّم فيه كما تشاء. 

لاتستطيعوا أن تجعلوا الجنوب وشعبه سلعة رخيصة أو صفقات تقايضون بها اليمن وعصاباته الحوثية والإخوانية والعفاشية لا تستطيعون أن تلغوا إرادة شعب عظيم أو مصادرة حلمه ومشروعه في الحرية ونيل حقوقه المشروعة التي شرعتها له القوانين السماوية والمواثيق الدولية. 

ولتعلموا كل العلم أن هُويات الشعوب وأوطانها المغتصبة لا تعود بالطلب والاستجداء ولكنها تُنتزع انتزاعاً وشعب الجنوب حين قرر انتزاع وطنه وهويته استطاع أن يحقق في سبيل ذلك الشي الكثير ولكن هناك من يقف اليوم في طريقه ممّن يفرضون عليه الحصار وسياسة التجويع والتركيع ويعاملونه معاملة الغريب في وطنه رغم كلّ ماقدمه من عون ومساعدة في نصرة المشروع العربي والعالم ضد المدّ الإيراني وإرهابه. 

شعب الجنوب لن يقف مكتوف الأيدي ولن ينتظر طويلاً فإما واعطوه حقه في السيادة على وطنه وأرضه وفق القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة وإلا اتركوه ينتزع حقه بنفسه واتركوا سياسة الازدواجية التي تمارسوها ضد الشعوب، 

فلتطمئن ياوطني سينتزعك أبناؤك انتزاعاً فلا استجداء بعد اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى