مقالات

نحن الجنوبيون شعب عاطفي

كتب : نايف المدوري

نحن الجنوبيون شعب عاطفي ذهبنا إلى الوحدة مع الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية تحت تأثير الشعارات دون أن نعرف شيئا عن نظام صنعاء السلبيات والإيجابيات، وكأننا ذاهبون إلى الجنة غير مدركين بأننا ذاهبون إلى كنيسة القليس “كعبة أبرهة الأشرم”، وكان الأحرى العمل على تأهيل نظام صنعاء ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وإداريا 30 عاما كحد أدنى حتى يتوحد مع شعب الجنوب .

الإتحاد الأوربي يدرس 36 عاما الإيجابيات والسلبيات التي تلحق الإتحاد منذ أن تقدمت تركيا الانضمام إليه في 14 أبريل 1987م، تلك هي سياسة الشعوب التي ترسمها بالعقل وليس بالعاطفة، ولكن أجزم بأن صانع القرار السياسي في الجنوب العربي كان حينها ممن قدم من ورآء الحدود، ولذلك من غير المعقول أن يتخذ قرارا كهذا .

نحن الحنوبيون شعب عاطفي اليس منا اليوم من يقف على الذكريات ويدافع عنها بكل قوة دون أن يستفيد منها أو من الطرف التي تربطه فيه الذكريات شيئا، فتجد من يدافع عن الوحدة مع نظام صنعاء وهو لم يستفد منها شيئا، فقط لديه ذكريات في دماج، وآخر كونه تخرج من جامعة الايمان، وآخرون ظلوا لسنوات يرقصون طربا على أناشيد وشيلات عفاش ، ومنهم من يتذكر الرحلات الطلابية لحزب الإصلاح مع إنها رحلات داخلية في وطنهم “الجنوب العربي” وباستطاعتهم الذهاب إليها بعد الاستقلال الثاني، ومنهم من لديه ذكريات السكن في تعز وصنعاء وعمران اليمنية وكلها ذكريات لا غير .

نحن الجنوبيون شعب عاطفي، ألم نجد من أبناء جلدتنا ممن يريد البقاء في الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية بعد كل الذي صار فينا من قتل وتشريد جراء الحروب الخمسة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب العربي الأرض والإنسان في عام 76- 78- 79- 94 – 2015م، وكانت حرب 86 هو السبب فيها ومجرد كلمة عن الأقيال والتاريخ ينسى كل الذي صار فيه ليعيد الأشقاء مسلسل القتل من جديد .

نحن الجنوبيون شعب عاطفي لم نشاهد شيئا جميلا بعد عام 1990م سوى الكذب والنصب والاحتيال والرشوة، والمئات ممن يأكلون ويشربون ويتبولون وينامون على الرصيف ثم ينبرى أولئك المعتوهون ليحدثونا عن البقاء في مستنقع الوحل .

تخيلو لو أننا توحدنا مع نظام يحترم نفسه ومواطنيه ، ويحترم شريك الوحدة، واستطاع أن يوفر التنمية والرفاهة والحياة الكريمة لمواطنيه وشعب الجنوب الذي توحد معهم، كيف ستكون ردة فعل الجنوبيين وتعاملهم مع هذا النظام .

نحن الجنوبيون شعب عاطفي، إذا صادقنا أفطرنا في صداقتنا، ولذلك وجب علينا أن نبني علاقاتنا السياسية وفق مصالحنا نحن لا وفق عواطفنا، ألم نعتقد يوما ما أن الإتحاد السوفيتي صديقنا الأوحد بينما السوفيت كانت لديه علاقاته الخاصة مع الجمهورية العربية اليمنية وكل دول الخليج الرسمالية ولو كانت غير معلنة، فهو يبني علاقاته وفق مصالحه وليس وفق مصالحنا، كما هو حاصل اليوم لدى روسيا علاقات مع إيران وسوريا ولديها أيضا علاقات مع أعداء إيران وسوريا فهي تبني علاقاتها وفق مصالحها وليس وفق مصالح الآخرين، واتمنى من القيادة السياسية الجنوبية في وقتنا الحاضر إلا تضع البيض في سلة واحدة، وأن تبني علاقاتها السياسية وفق مصالحنا نحن الشعب وعلى قاعدة المصلحة الوطنية الجمعية وليس على قاعدة العاطفة الشخصية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى