آراء جنوبية

لا يمكن ان نضع العربة قبل الحصان !

نبيل عبدالله

نبيل عبدالله

كاتب وناشط جنوبي
لا يمكن ان يكون هناك جيش وأمن نظامي دون حل سياسي ينهي الاستقطاب والصراع والعداء ليتجه الفرقاء نحو المضمار الحضاري للتنافس فيما بينهم وادارة خلافاتهم .
في ضل واقعنا اليوم من الطبيعي ان نرى اطراف تسعى لانشاء قوة مؤيده لها وفي سبيل ايجاد حلفاء فالسياسيين لا يهمهم ان كان حليف قبلي او مناطقي .
هناك تشكيلات عسكريه لن يدوم بقائها كل ما نتمناه في الوقت والظرف القائم هو ان تعمل كل تلك التشكيلات على ضبط النفس والحد من الاحتقان ومنع اي تجاوزات .
كل ما تم رصده من تجاوزات او جرائم لا تُعد شيء امام ما سنصل له ان تحول الصراع والاحتقان السياسي الى صراع عسكري مفتوح .
التشكيلات العسكرية القائمة نعم تشكلت على اعتماد مناطقي لكن لا وجود لقضايا مناطقية او صراع واحتقان مناطقي دفع لإيجاد تلك التشكيلات فالمشكلة سياسية بكل تفاصيلها
ما نراه من تحركات واحتقان في الجنوب بين القوى الامنية والعسكرية النظاميه وغير النظامية هي في الاساس تحركات سياسية بعيداً عن المناطقية وهذا الواقع رغم كارثيته الا انه يدعوا لبعض التفائل بالتوصل لحل سياسي لا تعيقه التعقيدات المناطقية .
اذا عدنا للصراع الذي اندلع في الماضي لوجدنا اسبابه سياسية بدأ باختلاف توجهات ومشاريع بين رفاق الحزب الواحد وتطور الى اصطفاف مناطقي ووصل الى جحيم احرق الجميع .
تجاوزنا الماضي ونجحنا في ذلك وحتى الساسة المشتركين في الكارثه عبروا عن ندمهم وأسفهم واعترفوا باخطائهم .
نقول لساسة اليوم لا تتسببوا بجحيم اخر لهذا الشعب المكلوم فلا يفيد الندم بعد فوات الاوان والعاقل من اعتبر واحتسب النتائج قبل ان يجنيها !
ولكل الجنوبيين نقول لكل واحد مننا قناعته ورأيه ومهما كان رأيكم وقناعتكم يجب ان تكونوا حريصين على وطنكم وشعبكم وبعيداً عن الاختلاف يجب ان نطالب جميعاً بجلوس الفرقاء السياسيين في الجنوب على طاولة واحده ليديروا خلافهم بحرص ومسؤوليه ويصنعوا حل يجمع الجميع على كلمة سواء .
الحديث عن توحيد الجيش والأمن وتشكيل قوة نظامية وطنيه بعيداً عن الولاء السياسي والانتماء المناطقي هو حديث عبثي ويجب ان نتحدث عن اساس المشكلة وحلها فلا يمكن ان نضع العربة قبل الحصان !
 
اللهم وحد كلمتنا واحقن دمائنا واهدي قادتنا واصلح امرنا وانتقم من كل من يكيد لنا ويعبث بأمننا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى