مقالات

الوطن بين فساد الحكومة المنظم والإنهيار الإقتصادي المتواصل .!

م. مصطفى الصياء

كاتب جنوبي
لازالت وتيرة انهيار أسعار الصرف وارتفاع أسعار المواد الغذائية متسارعة حتى بعد صدور القرارات التي افضت اليها اللجنه المكلفة بوضع الحلول العاجلة لمعالجة الانهيار الاقتصادي وتدهور سعر الصرف .
حيث وصل سعر صرف الدولار اليوم الخميس 13/9/2018
إلى( 610 ريال سعر البيع ) ، و ( 602 ريال سعر الشراء ) مع توقف أسعار البيع باستثناء المبالغ البسيطة في المناطق المحررة .
 
أما عن اسعار السلع وبالاخص ألسلع الاساسية الخمس المعلن عنها في قرار مجلس الوزراء رقم (75) للعام الجاري 2018 بخصوص حصر ألإستيراد وهي:(الدقيق – السكر – الأرز- الزيوت النباتية – حليب الأطفال ) وهي السلع الاساسية الأكثر استهلاكا هي أيضا توآصل ارتفاعها ، والتي وصلت نسبة الارتفاعات فيها خلال الأشهر الفائتة إلى50% ، ولم تتوقف عند هذا الحد من الارتفاع ، حيث تعتزم معظم الشركات الكبرى في البلد رفع نسبه الزيادة بحدود 25% خلال الاسبوع القادم ، مع ان هناك بعض الشركات قد اعتمدتها ، لتصل نسبة الزيادة في اسعار هذة السلع المحددة في القرار إلى 75 % .
أما بالنسبة لأسعار السلع الأخرى الغير مذكورة في القرار فان نسبة الزيادة قد وصلت إلى أكثر من 150% ولا زالت الارتفاعات متواصلة  .
 
ولهذا فإن كل المؤشرات السابقة تدل على أن الوضع الاقتصادي بات يهرول بتسارع مضطرد نحو الانهيار التام ، وهو ما تطرقت إلية في كتابات سابقه بعنوان “قرارات اللجنه الاقتصادية هل ترتقي إلى مستوى الأزمة الراهنة” ! والتي تكلمت فيها عن القرارات الترقيعية التي اتخذتها اللجنة الاقتصادية برئاسة مستشار هادي حافظ معياد ومدى هشاشة هذة القرارات ونسبة فعاليتها على احتواء الانهيار المتواصل والتي كانت خلاصتها انها قرارات هشة لا ترتقي إلى مستوى الازمه ، وما تشهدة البلاد كل يوم من ارتفاع متزايد بأسعار السلع وأسعار الصرف الا دليلا واضحا على هشاشة تلك القرارات الهزيلة والبائسة التي تم اتخاذها ،! حيث وانها لم تضع أي حلول حقيقية للإنهيار الاقتصادي والمعيشي المتواصل ، والتي أيضا لم يوضع لها أي اعتبار لدى المضاربين بالعملة وتجار العملات في ( السوق السوداء)  وذلك لمعرفتهم أن مثل هذة القرارات لن تطالهم بحكم قرابتهم وارتباطاتهم الوثيقة بمراكز صناعة القرار في رئاسة الدولة وثقتهم ان حكومة الفساد لن تسعى لاتخاذ أي قرار سيعمل على الحد من ارتباطها بمراكز النفوذ والفساد في البلد والتي لا تهتم بالوطن ولا تبالي بمصلحة الشعب .
 
ولهذا فإنة من الطبيعي ان تعمل حكومة الفساد على إفشال أي قرار من شأنه ان يجعلها الخاسر الأول .
 
مع أن حكومة الفساد كما جاء على لسان رئيسها الفاسد بن دغر في أحد اجتماعاتة في منتصف اغسطس المنصرم من العام الحالي 2018  ( تدرك حجم الاحتقان في الشارع ولدى الفئات الاكثر فقراً في المجتمع، وخاصة الموظفين العاملين في قطاع التربية والصحة والنظافة والأشغال العامة والزراعة والأسماك والقطاعات الحكومية الأخرى ، وان لهذا الاحتقان أسباب حقيقة وموضوعية، وإن بؤس الناس قد تضاعف بفعل انهيار سعر الريال من جديد ) حد قولة والتي تناولته الكثير من وسائل الإعلام بالنص كماهو  …
 
ولذلك وبعد أن أدركت حكومة الفساد حجم الاحتقان  بدأت العمل جاهدة بكل إمكاناتها لتاجيج الوضع وإيصال المجتمع إلى حالة من الغليان والسخط التام خاصة لدى محدودي الدخل ، وهي ساعية بذلك لايجاد حاضنة (فوضى خلاقة )  تستطيع من خلالها تبرير فشلها وعدم رغبتها في إيجاد الحلول التي ستجعلها أول الخاسرين ،  وتستطيع أيضا من خلالها إلغاء اللوم تارة على الانتقالي وتارة على التحالف.
وهو ما حصل بالفعل من قبل الحكومة الفاسدة ، التي حاولت تحريك الشارع ببعض التصرفات والشعارات الفردية المناوئة للتحالف من بعض المندسين في بعض الإحتجاجات في حضرموت وعدن المطالبة بوضع حد للانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار ،.
والتي روجت لهذا الشعارات كانت وسائل اعلام كلا من (الشرعية الإصلاح والحوثي) محاولة بذلك إقناع الشارع الجنوبي أن من يقف وراء الانهيار الاقتصادي هو التحالف وما تلك الشعارات الا دليلا واضحا على دنائة حكومة الفساد وارطباتها الوثيق بمنضومة الفساد ومراكز النفوذ شمالا وجنوبا .
 
ولكن شعب الجنوب يعلم ان حكومة بن دغر الفاسدة هي السبب الحقيقي وصاحبة اليد الطولى في الانهيار الاقتصادي ،
ولذلك افشل هذة الشعارات لأنه يعلم يقينا انة لولا المساعدات والتضحيات الكبيرة التي قدمها الاخوة في التحالف لكنا اليوم تحت رحمة المليشيات وهذا مالا ينكرة عاقل .
 
واما حكومة الفساد فهي بهذا قدمت تعبيرا واضحا عن إنهيار الوازع الأخلاقي والوطني والديني لديها.
 
أخيرا
إلى الرئيس هادي
 
اولا : إن صبر أبناء الجنوب قيادة وشعبا قد نفذ وهذا ما أصبحنا نلتمسة كل يوم على كافة الأصعدة والمستويات ، فلا تنتضر ثورة شعبية لاقتلاع حكومة الفساد لتعود أنت بعدها الى كرسي الرئاسة كما حصل في السابق (2015) فثورة الشعب هذه المرة ستبدأ بك حتما .
 
ثانيا : نتمنى منك أن تقف هذة المرة الى صف الوطن وتعمل على اقالة حكومة الفساد والتي تقف حاليا حجر عثرة في طريق اي معالجة اقتصادية جادة ، بل وتسعى جاهدة للعمل على زيادة انهيار الريال مقابل العملات الاخرى واثقال المواطن باعباء اقتصادية ومعيشه كبيرة حتى لا يلتفت إلى فسادها مطبقة بذلك المثل الشعبي القائل ( إتغدى فيه قبل يتعشى فيك ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى