واشنطن تعرض إدارة “ممر زنجزور” لحل أزمة أرمينيا وأذربيجان

سمانيوز/وكالات
أكد السفير الأمريكي لدى تركيا، توم باراك، أمس الاثنين 14 يوليو 2025، أن واشنطن قدمت عرضًا رسميًا لتولي إدارة “ممر زنجزور” المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، في محاولة لحلحلة الجمود الذي يعرقل مفاوضات السلام بين البلدين، بحسب صحيفة “ازير نيوز”.
ويمثل الممر البالغ طوله 32 كيلومترًا أحد أبرز نقاط الخلاف، إذ ترفض أرمينيا الاعتراف به كممر دولي أو استخدام تسميته الحالية، معتبرةً ذلك تهديدًا لسيادتها على إقليم سيونيك الجنوبي.
النزاع لعقد كامل
في المقابل، تصر أذربيجان على أن بقاء الممر تحت السيطرة الأرمينية الكاملة غير مقبول، نظرًا لمخاوفها بشأن الأمن وضمان الوصول المستدام إلى إقليم ناخيتشيفان الأذربيجاني المنفصل جغرافيًا.
قال السفير باراك: “إنهم يتجادلون حول 32 كيلومترًا من الطريق، لكن الأمر ليس تافهًا. لقد استمر النزاع لعقد كامل بسبب هذا الممر”. وأضاف: “لذا، تتدخل أمريكا وتقول: أعطونا الـ32 كيلومترًا لمدة مئة عام كعقد إيجار، وسنقوم بإدارته لصالح الجميع”.
وتُعد التصريحات أول تأكيد رسمي على أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترحت تولي شركة أمريكية خاصة ومحايدة إدارة الممر، في إطار نموذج مشابه لمقترح سابق قدمه الاتحاد الأوروبي، والذي تضمن إشراف شركة لوجستية دولية على حركة البضائع، مع مشاركة شفافة للبيانات مع باكو ويريفان.
وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فإن المبادرة الأمريكية تستند إلى سوابق من تجارب الرقابة الدولية في مناطق انفصالية بجورجيا، وتهدف إلى طمأنة أذربيجان بتوفير ضمانات أمنية طويلة الأمد، دون المساس بسيادة أرمينيا على المنطقة.
حلقة محورية
يُعد ممر زنجزورحلقة محورية في مبادرة “الممر الأوسط” التي تهدف إلى ربط تركيا بآسيا الوسطى عبر جنوب القوقاز، متجاوزة روسيا وإيران. كما أن الشركات التركية أبدت اهتمامًا بالمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية داخل أرمينيا، لكن ذلك يبقى رهينًا بتحقيق تقدم في مسار التطبيع.
ومع استمرار الخلاف حول آلية الإشراف على الممر، يظل “ممر زنجزور” العقبة الأبرز أمام التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين أرمينيا وأذربيجان، وبالتالي أمام تحقيق تكامل اقتصادي إقليمي أوسع.