آراء جنوبية
هل يمكن ان تنتج الأفاعي عسلا !!..
ان التعامل مع الاحداث الاجرامية الدامية بهذا الشكل وتناولها بشكل عاطفي وبتحليلات عامه او تعبير عن ردود الأفعال تجاهها لن يقدم شي مفيد للمتلقي او الجهات المعنية او ذات الصِلة وكذلك المهتم والمتابع …
= فاولاً يجب ان يُفهم ويكون واضح لدى مثقفينا ان الاعمال الإرهابية لن تتوقف في ليلة وضحاها او زمن منظور محدد ومهما كانت الانتصارات على الارض … ناهيك عن الإخفاقات التي صاحبت تلك الانتصارات وعلى صعد مختلفه … وتبدو الخسائر فادحة .. وقد تستمر وستكون وتيرتها طردية وهذا وفق مكافحتها .. اي انها قد تنحسر او تتقلص الى حدا ما فقط عندما يصل العمل الأمني ذروته وبجاهزية عالية ونوعية .. وكلما كان سخى وعطاء الحكومة على اجهزتها المعنية ذات الارتباط والاختصاص جزيلا ..! ويجب ان لايقتصر فقط على دوائر المكافحة والتصدي والتعامل المباشر ولكن ايضا على المكافحة بأنواعها ومنها الفكري والتعليمي والإرشادي من البيت الى الى الشارع والى المدرسة والجامعة والعمل .. فالجانب التوعوي ايضا يتطلب الصرف عليه من قبل اي نظام او حكومة جادة في هذا الجانب عندما تثمن وتقدر قيمة البني آدم جيدا ..!
ثانيا الامر الذي يجب ان يكون واضح ان هناك وجود قوي ومنظم ومتمدد للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة وكذلك بعض العصابات ومقاولي القتل والجريمة بأنواعها ولا استبعد وجود طوابير جاهزة من الانتحاريين ويتم إنتاجهم وحفظ المخزون منهم ايضا تحت الطلب .. !
كتب الكثير منا بشكل مبكّر واجتهد اخرين وكذلك مختصين .. في هذا النطاق … وكذلك الجهات الأمنية الحكومية والمختصة لديها مايكفي من دراسات وتوصيات حول مكافحة الارهاب والجريمة .. ومنها مايعمل به والبعض ادراج الرياح … ،،
ولكن كي نكون منصفين نقول ان عمليات مكافحة التنظيمات الإرهابية القديمة والجديدة بأنواعها اصبح اليوم كما اشرت اكثر صعوبة وتعقيد .. ويتطلب إمكانيات ضخمة وجهود جبارة ..
ستظل ارادة العنف حاظرة وموثرة بفعل التركة القذرة التي خلفها الاحتلال ..
هناك استياء وحزن وغضب جنوبي عارم .. يقابله تفاعل وتعاطي غير مقبول من السلطة القائمة بأجهزتها المشوهه والمرقعه .. فالواجب واللازم عمله الان ان على السلطات الأمنية بقوامها المتعدد ان تقدم انجاز واختراق أمني هام خلال الايام القادمة وقبل التفجير الصولباني القادم رقم 4 .. او 5 … كي لايفقد المواطن العادي ثقته وتعاطفه وانتمائه لتلك المؤسسات .. ويخسر السياسي والمثقف الجنوبي ايضا رهانه عليها ..
عموما الصراع مع عالم الاجرام والتطرف العقائدي والمذهبي سيكون طويل وبأشكال مختلفة .. العبرة ستكون لمن استطاع ان يجهز نفسه جيدا لهذه الايام .. ومن اتخذ من الهجوم والمبادرة وسيلة للدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه .. ليس تشاؤم او ضرب من الخيال ولكن هو الواقع والدلائل وكذلك الحقيقة تقول ذلك .. هذا لمن أراد ان يفهم .. خالص العزاء والمواساة لاسر الشهداء والشفاء للجرحى .. وعلى موعدا اخر لمعاناة او جلل .. ولكنها لن تثنينا عن استعادة الجنوب دولة وإنسانا .. فهذا قدرنا .. وقد حزم الشعب أمره .. فهيهات منا الذله او التنازل عن أهداف وتضحيات شهداء الجنوب … دمتم بعزة وكرامة وابى ونصر جديد وقريب ان شاء الله ..