هل سيتحقق السلام بدون حل قضية الجنوب ؟

كتب : علي محمد السليماني
كثر الحديث وطال عن حوار حلّ مشاكل اليمن وتمديد الهدنة التي أساساً أنها ممدودة إلى الآخر ومع تكرار الحديث عن التوصل لاتفاق السلام مع الحوثيين الذي في الحقيقة هم مفوضين بتفويض غير مباشر من كل الأطراف الشمالية ومع تلك التصريحات والتسريبات يزداد الغموض الذي يكتنف القضية الجنوبية المختلفة كلياً عن صراع السلطة والارتباطات الإقليمية والدولية لكل الأطراف الشمالية، وبدون شك فالقضية الجنوبية استراتيجية للتوازن الإقليمي والدولي وقضية وطنية عادلة ولايمكن أن تكون بعيدة عن طاولة الحوار في سلطنة عمان الشقيقة غير أن الحلول لها لم تتبلور باتفاق لحلّ معين لها لكون الكثير من الحلول قد تم طرح الكثير منها ولم تنجح، كما أن مجريات الأحداث وماصاحب هذه القضية الاستراتيجية المتداخلة مع قضايا إقليمية ودولية أخرى من حروب وأزمات تفرض حل العودة إلى الوضع السيادي المستقل للدولتين ماقبل إعلان وحدتهما الفاشلة المقبورة عام 1990 بنظامي حكم رشيدين وبجوار حسن ولايوجد حل آخر يحقق أمن واستقرار اليمن والجنوب العربي والمنطقة غيره.
ولكن هذا الحل العقلاني لايلقى قبولاً لدى مختلف الأطراف اليمنية التي تتمسك بشعارها الوحدة أو الموت منذ حربها على الجنوب صيف 1994،وذلك مايتطلب تمكين القوات الجنوبية من انتزاع المناطق الجنوبية التي مازالت في قبضة الميليشيات حزب الإصلاح الإخواني وتنظيمات القاعدة وداعش ليصبح الجنوب بيد مفوض شعبه المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي عند هذه الحالة سترضخ كل الأطراف اليمنية وتتخلى عن أطماعها التوسعية ورهن بلدها اليمن للقوى الإقليمية ليكون ممرّاً لزعزعة أمن واستقرار جوارها في المنطقة، بل ومفتاحاً لحل قضايا وصراعات أخرى.