«انهيار وشيك» أن تعارض أو تؤيد انت الضحية؟
كتب : جلال السويسي
الأوضاع الاجتماعية بحاجة إلى وقفة جادة من الكل ، بالامس بل اليوم نتبادل الاتهامات فيما بينا البين بشأن مواضيع كتبت عن الأوصياء بهذا الوطن ووصل بنا الأمر إلى حد التوتر دون أي اعتبارات لما نعانيه من شضف العيش وظنك الحياة بل أغلبنا يأتي إلى جهازه ليرى ولو بصيص من بشائر الامل بحياة سعيدة ومجرد ما تبدأ تبحر في شاشة الجوال ومع اول موضوع تقرأه حول مسؤول أو قيادي سرعات ما تجد نفسك تدافع عن مسؤول أو تتهم كاتب المنشور متناسي انك في ساعة قبلية وانت تريد سلف لتوفير قطمة سكر ..فلن يتردد شخص آخر عن الرد عليك من نفس الطينة مؤيد لماتقول أو معارض وتبدأ المشاحنات بينا البين وكل واحد منا ما عاد فتح تلفونه الا وقد ملىء البيت صياح ونباح مع اسرته لعدم قدرته على مواكبة الغلاء وتوفير احتياجات البيت مما يحتاجونه أهله ومع هذه الأوضاع الاجتماعية المرة والحقيقة الاليمة إلا أننا نتصارع ونتناعق كالغربان في وسائل التواصل منا مناصر وآخر معارض للمسؤولين وكأننا قد وصل بنا الحال إلى العيش الرغد والحياة الكريمة لماذا نتصايح على شان مسؤول ولم نتصايح لمناقشة أحوالنا الاقتصادية والاجتماعية الفردية الخاصة بكل واحد منا ..
ومن خلال الاختلا بالنفس والتفكر في الكون والافساح للعقل بالإبحار في عالم الحياة الاجتماعية التي نعيشها نرى أنفسنا أننا لانستحق البقاء لماذا ؟؟ لأننا ندافع عن مرؤسينا وننسى ضرورياتنا الحياتية من المأكل والمشرب فمن منا أعلن النفير وطلب الفزعة للوقوف في وجه ارتفاع الاسعار والتلاعب بصرف العملات الأجنبية وارتفاع أسعار المشتقات البترولية التصاعدي المستمر بقدر ما وقفنا ضد بعضنا البعض بمجرد منشور مع مسؤول او ضده افيدونا هل حياتنا وصلنا بها إلى حد الراحة حتى نتفرغ للمجاملة والمحاماة وتغطية عيوب المسؤولين ..أننا والله اليوم نحن أمام مفترق طرق رئيسية أما أن نكون او لا نكون فيها وأول الطرق انهيار كبير ووشيك في ورقنا النقدية والطريق الثاني انسحاب أغلبنا من التسوق لعدم توفر السيولة النقدية المنزلية والطريق الثالث النظر بعين الالم لمريضك وهو يتألم وانت غير قادر على إسعافه او زوجتك وهي تواجه الموت السريري لتعسر الولادة وانت غير قادر على اسعافها ..فأي دفاع واي تأييد يتسناه المسؤول منا مادام الحياة الاجتماعية الخاصة بكل فرد منا ستنزلق بها الأوضاع المتردية إلى الانهيار النهائي ..
استبشرنا خيراً بتغير مدير البنك بالجديد الذي رعد في بادئ الأمر بأنه سيعيد الأوضاع إلى ماقبل عام الخراب الكراماني الشبابي إلى ماقبل عام 2011 فما كان من رعد ولمح بارق المعبقي إلا اتت بتلك الرياح الترابية والاغبرة التي اعمت المفتح واطبقت على اذان الباقين وجعلت الكل منا يعيش في سراب لا وجود له غير الارتفاع الجنوني للصرف وانخفاض الدخل المعيشي للفرد ومع فقداننا للأمل فجأة جاء من الرياض عاصمة الملك سلمان خبر آخر فيه بشاير التغييرات المناخية الاكثر تعقيدا للحياة بالاعلان عن تنصيب السبعة الرقود وثامنهم كلبهم على البلاد والعباد وما زاد بهم الطين بلة وكثرت الأمراض وتعالت الاصوات وغردت الناس بأن البلاد ستعود إلى سابق عهدها من الرفاهية والراحة وعشنا ايام في خيال سرمدي لا أمد له ..فتحول ذلك الخيال إلى حقيقة وتلاشت الاحلام وعادت الفوضى والتشاكي والاتهامات ونحن كنا نعارض ونؤيد والاسعار ترتفع ترتفع دون أي استشعار منا لانشغالنا بأمور اختلاف القيادة التي كانت بمثابة الظلام على عيوننا وبصائرنا ومكامن إدراكنا لكي يتم تمرير صفقات متفق عليها من الطرفين والضحية الشعب الذي صار وبات واضحى ضحية من يؤيدهم أو يدافع عنهم ..
إذا لم يستيقظ هذا الشعب وإذا لم ندرك نحن الشعب بما يصير على قوتنا الغذائي والمعيشي ونعمل على وقفة جادة وإعلان يوم تاريخي بتوقيف الحركة حتى على مستوى الوظيفة العامة فإننا إلى الهاوية نحن وعملتنا ووطننا والجاحد من يقول غير هذا الكلام …أن صراعات السياسين منعكسة على حياتنا الاقتصادية والاجتماعية وهي من أضرت بقوتنا وبحياتنا المعيشية اليومية ..