الاستحقاق الكوني للمرأة والمجتمع
كتب :
الباحثة د . سميرة رحيم الفيلي
عندما يزداد الاستحقاق الكوني للمرأة ستظهر الكثير من الظروف والأشخاص والأفكار والقوانين والتشريعات التي تتناسب مع الاستحقاق الجديد
لأن المنظومة الكونية ستعيد ترتيب نفسها ويزداد التسخير أو ينقص حسب الاستحقاق
بين هذا وذاك.
يبقى القول إن المرأة هي نصف المجتمع، ولا يمكن حرمان المرأة من أبسط حقوقها ، فحرية الإنسان لا تعني أن تفرض على غيرك أن يعيشوا بمعتقداتك ، فحقوق المرأة كفلتها كل الأديان السماوية وعززها الإسلام ومنها موضوع الاستقلال المادي ، ولنا خير نموذج وقدوة مشرفة وهي شخصية السيدة خديجة الكبرى زوج الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) فهذه السيدة كسرت كل الحواجز والعقبات وسهلت للرسول(صلى الله عليه وسلم) كل مهامه، وساندته وكانت تلك المرأة الجليلة الغنية المستقلة مادياً، وقد اشتهرت في مجتمع مكة وأطرافها بالتجارة، وقد كانت الزوجة الكفء له وعضداً متيناً تساعده في شدته وتشارك معه في تأدية رسالته، وقد كانت امرأة حازمة لكن مع الرسول كانت المرأة الودودة والمحبة لزوجها وبالمقابل كان الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ذلك الزوج الممتن والرؤوف لهذه الزوجة والشريكة العطوفة والمساندة والحريصة على اموالها ، وبقي يذكر ما فعلته من أجله، وبذلك كانا مثالا للأسرة المتفانية المتحابة.
وهناك حقوق تحتلها المرأة في المجتمعات المتقدمة لما لها من دور فعّال في إعداد أجيال متمكنة قادرة على تطوير ذاتها من خلال ترسيخها للقيم الدينية في بعض المجتمعات تتعرض للكثير من العنف والاستغلال الذي تتعرض له ونظرة التخلف من قبل بعض المجتمعات لها لعل السبب في ذلك طبيعتها المختلفة عن الرجل أو حب التسلط والتملك جعل من الرجل يجد ضالته في المرأة ، لينظر إليها نظرة سلبية مختلفة ومتخلفة.
لاننسى أنَّ المرأة هي نصف المجتمع لذا وجب أنْ تحظى بنفس حقوق الرجل وأنْ تُصان كرامتها وتُحترم كما تصان كرامة الرجل حقوق المرأة ماهي إلا استحقاقات تطالب بها النساء والفتيات حول العالم وتتمثل بالأمور الواجب توفرها للمرأة كونه حقا من حقوقها .
والمرأة الكونية كلّما نظرتِ للمِرآة .. ماذا ترين؟
كثيرًا ما نرى نحن النساء أنّنا لسنا جيدين بما فيه الكفاية، لسنا ذكيّات كفاية، جميلات كفاية، طويلات كفاية. لو كانت بشرتُنا سمراء .. نحاول تبييضها، لو كان شعرُنا مجعدًا .. نحاول تنعيمه. ننظر إلى المرآة كل يومٍ عشراتِ المرات، ونوجِّه لأنفسنا كلمات وأحكام يستحيل أن نوجِّهها لغيرنا لقسوتِها، نجرح أنفسنا بكلماتنا نحن! نشكّك بأنفسنا، نقلل قيمتها وننتقدها.
ومعظم تلك الأحكام صادرة اعتمادًا على مظهرنا أو شكلنا الخارجي أو حتى وزننا! نظنُّ لو كنَّا أكثر نحافة، أطول، التجاعيد في وجهنا أقل .. سيكون إحساسنا تجاه أنفسنا أفضل، سنكون أكثر قوة، محبوبات أكثر، وسنصبح بالتبعية أكثر نجاحًا. لذلك نحاول جاهدات أن نُصلح ما يفسد دواخلنا : ربما باتباع حمية قاسية، بإجراء عملية تجميل للأنف، توصيل شعر، استخدام مضادات تجاعيد باهظة الثمن ننفق مالًا ووقتًا لتغيير أجسامنا وتجميلها لتناسب فكرة ما عن الجمال المثالي.