التلاحم المجتمعي المزيف بين الواقع والمثالية

كتب:
هزاع السليمي
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً” هذا هو التلاحم الحقيقي عندما يكون الدعم متبادلاً ويستند إلى الإيمان والأخوة.
ففي عالم يتسم بالتطور التكنولوجي والتواصل السريع، نجد أن التلاحم المجتمعي يتجاوز حدود الزمان والمكان يبدو أن الشهرة والمال أصبحا هدفاً أساسياً للتلاحم، بينما يتجاهل الكثيرون الأوضاع الحقيقية والمحتاجين.
للأسف، نجد أن التلاحم المزيف يتجاوز الحدود يُنفق المال على الشهرة والمسابقات، مع ارتفاع الزخم والتفاعل المجتمعي بهدف التباهي، بينما تبقى العديد من الأسر دون منازل بعد إعصار تيج هل هذا هو التلاحم الذي نسعى لتحقيقه؟
في ظل هذا الواقع المأساوي تبقى العديد من الأسر المهرية دون منازل تنتظر الدعم والمساعدة هل نسيناهم؟
هل تجاهلنا مأساتهم؟
نعم فقط نتابع و نشاهد الغائبون في تلك الأوقات الصعبة اليوم ينفقون المال بكرم وسخاء ويتجلى التلاحم المهري بطريقة مختلفة بعيدة كل البعد عن المنطق والمألوف، وذلك في دعم المشاهير، مع زخم وتفاعل مجتمعي مزيف ليُلقى الضوء عليهم، لكن هل هم فعلاً أبطال التلاحم؟ أم أنهم أبطال السباق نحو الأضواء؟
علينا أن نعيد التفكير في معنى التلاحم الحقيقي ليس فقط في الكلمات والأقوال، بل في الأفعال والتحركات فالعيب ليس في الزمن، بل فينا وفي اختياراتنا هل سنستمر في اللعبة المزيفة أم سنبني جسراً حقيقياً من التلاحم؟
التلاحم الحقيقي يظهر في الأوقات الصعبة، عندما يكون الدعم للجميع، ليس فقط للمشاهير والشهرة.