مقالات

ما أشبه اليوم بالبارحة

كتب/ نادرة حنبلة

تسليم سوريا للمعارضة بسلاسة متناهية ودفاعات تتساقط وتتراجع، وأخبار متسارعة تأكل المسافات والمساحات، وإطلاق سجناء وسيطرة على قرى ومؤسسات حكومية، وتمزيق صور وتكسير تماثيل، واكتساح المعارضة لضواحي دمشق التي بكل تأكيد ستسلم للمعارضة كما سلمت صنعاء للحوثي، نفس السيناريو تخلت إيران عن دعمها لدمشق وانسحبت روسيا وسحبت أساطيلها، ليست معضلة لكنه خبث سياسي كبير، دمرت دول ليعاد وضعها برقعة الشطرنح، فلا الصاحب صاحب ولا العدو صاحب واضح. لكنها أوراق عمل ومصالح دول تبحث عن موقع قدم أو أمل كان بعيد المنال.

لماذا تخلت إيران عن سوريا وقبلها حزب الله؟! لماذا تتخلى إيران عن نفوذها ما هي الصفقة التي اتفق عليها الجميع؟ سوريا وحزب الله مقابل نووي إيران.

فهي قادت حروباً وافتعلت مواجهات تحت شعارات، مستفيدة من العداوة التاريخية بين العرب وإسرائيل، لتجعل من نفسها العدو الاستراتيجي لإسرائيل وهي الآن تتجه للتخلي عن أدواتها في المنطقة، هل ستتخلى إيران عن الحوثي؟
متوقع، فإيران ترى مصلحتها في الاستمرار بتخصيب اليورانيوم والوصول إلى النووي، هدف استراتيحي بالنسبة لها.

انتهت لعبة لا لإسرائيل.. ولعل انسحاب روسيا مقابل أوكرانيا وإنهاء الحرب التي باتت تهدد أوروبا، وقد تسببت في تغيير النظرة السياسية فيها ورؤية الناس لحرب غزة، وتغيير الأفكار التي زرعت بأن اليهود ضحية، وخروج الناس ضد إسرائيل، كما وأن تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتمكن روسيا من تهديد أوروبا، وخاصة أن الشتاء قارص وأوروبا بحاجة للتدفئة وروسيا تملك أدوات التدفئة وقد تمنعه عنها نهائياً كما فعلت من سابق.

لكننا نقولها بألم، سقطت سوريا وقد كانت من ضمن أقوى الدول العربية بعد مصر، كما ضاعت العراق وليبيا والسودان في خلط الأوراق.
فهل سنكون نحن أيضاً ضمن الأوراق في قادم الأحداث؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى