إصلاح الانتقالي من داخله وهيئة إنقاذ وطنية.. الْمَخْرَجْ

كتب:
اللواء/ علي حسن زكي
إن أحوال شعب الجنوب الحياتية والمعيشية والخدمية لم تعد تُحتمل، أسعار الدولار في ارتفاع مستمر والعملة المحلية والقدرة الشرائية في حالة هبوط، الارتفاعات السعرية لكل متطلبات ومستلزمات الحياة مستمرة ومداخيل الناس متردية، الكهرباء ومعها الماء خرجت عن الخدمة وعلى مدى عشرة أيام متواصلة حتى الآن والناس في الظلام وبدون ماء، فيما المتسبب في كل ذلك الفساد وبمليارات الدولارات منتشر ولا رادع عملي وملموس له. لم يبقَ أمام شعب الجنوب والحال كذلك غير أن يرفع رأسه أو يفتح لنفسه المقابر الجماعية إن كان الفساد قد ترك له مساحة مقابر. إن من ينتظر الحل من مجلس رئاسي غائب وحكومة غائبة فهو واهم، ومن يراهن على المجلس الانتقالي شبه واهم طالما الرأس في الخارج، وأوضاعه القيادية لا تسر من خلال مقالة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك التي نشرتها صحيفة الأيام وتناقلتها جروبات الواتس وأشرنا إليها وإلى عنوانها في مقالنا الأسبوع الماضي، ومن خلال غياب أعضاء هيئة رئاسة وازنين عن الفعل كما يلاحظ على ما لديهم من مؤهلات وخبرات وتجارب سياسية وتنظيمية، ومن غير المفيد للمجلس الانتقالي غيابها وفي لحظة هو أحوج ما يكون إليها. لسنا بصدد الشخصنة إلا من حيث تأثير الغياب – ربما – على تماسك قيادة المجلس الانتقالي وفاعلية أدائها.
وعلى صعيد فرق التوعية السياسية، هناك من يهمس أن تكاليف نزولها مئات الملايين، وبصرف النظر عن صحة ذلك وعدم صحته، فإن سؤال العامة هو: ماذا حققت النزولات من تأثير إيجابي وملموس في الواقع المعاش؟ رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور الخبجي في لقائه بالهيئة العسكرية ومجلس تنسيق المتقاعدين الذي تداولته بعض جروبات الواتساب مع صورة اللقاء، قال إن كل ما استمعت إليه فرق النزول والتوعية من الآراء والملاحظات أثناء لقاءاتها، وكل ما لمسته وأطلعت عليه من هموم ومعاناة الناس سيتم استيعابها في خطط وبرامج مستقبلية، أي أن على الناس أن يربطوا الأحزمة على البطون، ويكمموا الأفواه لا تأكل ولا تشرب ويعصبوا الأعين لا ترى انقطاع الكهرباء، وينتظروا الخطط والبرامج المستقبلية وتحقيق أثرها في واقع حياتهم المعيشية والخدمية.
ولكل ما سلف واستيعاباً للغضب الشعبي والجماهيري والمجتمعي والعمالي والنقابي، وانطلاقة الوقفات الاحتجاجية والدعوة للمليونيات والتفاعل في تحقيق مطالبها، لكل ذلك فإن الحل هو إصلاح المجلس الانتقالي من داخله كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب وممثله في استعادة دولته، وهيئة إنقاذ وطنية جنوبية في إطار التمسك الثابت بحق شعب الجنوب في الخروج من نفق المعاناة، وفي الحياة الحرة والعيش الكريم، وعلى طريق استعادة وبناء دولته، دولة المؤسسات والنظام والقانون والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والمساءلة والمحاسبة، ومن أين لك هذا؟ وهو ما يتطلب التفافاً شعبياً وجماهيرياً واسعاً ومن كل ألوان الطيف الجنوبي إن كانوا فاعلين…