خروج الشيطان من الجنة صاغراً

كتب :
سالم حسين الربيزي
هذه هي النتيجة النهائية لكل من تمترس وتغطرس بقميص الإسلام ضد المسلمين. لقد دارت الدوائر التي تربع على ظهرها الحوثي حتى أبى واستكبر وخرج صاغرًا من التسوية السياسية التي عبث بها، وأنهت وجوده من الشأن اليمني بعد حوار طويل دام عقدًا من الزمن، مبتليًا بالغرور بدعم ومساندة تدخل أطراف خارجية كانت شريكة في الصراع اليمني، ساعدته وأجبرته على العناد حتى أصبح منظمة إرهابية خارجية. فكان خروجه مدويًا خارجًا عن مصير أبناء الشمال إن كانت الاقوال بموجب الأفعال.
ولكن ستظل الشكوك في محور الجد، أين سيكون مصير الحوثي وعصابته الدموية، كما يتساءل البعض، فالكثير لا ينظر للتركيبة الاجتماعية التي عاشت على أفكار الاحتلال الفكري المتسلطة على رعاياها. فلا تذهبوا بأفكاركم بعيدًا، فإن المبدأ مرتبط بالهدف ارتباطًا وثيقًا، خصوصًا بين أبناء الشمال. بمجرد حل الزي العسكري، يُحل محلها القميص، وينتهي الموضوع. فهذا شأنهم تتوارثه السلالات من قديم الزمان.
ولكن موضوعنا الذي نبحث عنه من ورائه العجيب المختفي تحت أضلاع من يمثلون بأنفسهم الشرعية الفاسدة، الذين يتبادلون الأدوار الثلاثية المتوازية الأضلاع بنفس السيناريو الذي يحدد الوصول إلى نقطة النهاية. غريب اكتشاف بساطة عواطفنا التي نحصد ثمرها منذُ الاستقلال وحتى اليوم، والعبرة لمن تجرع هذا المخاض العسير من أبناء الجنوب واعتقد أنها دراسة كافية تفوق كل الشهادات.
لقد حان الوقت أن نكون صفاً واحدا مع المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي للجنوب للخروج من النفق المظلم الذي تجرعنا مرارته بشتى السبل، فالموعظة لا تحتاج إلى خلق مبررات لتتجاوز أخطائك بالمصيبة الكبرى، وتتخلى عن الكبرياء والشهامة لتعيش تحت أسوأ منها. فأنت تنسف الأخلاق الحميدة للإنسان الذي خُلِقْت لأجلها.