الأعداء يتربصون بنا..!

كتب / روعة جمال
الأعداء لا يكلّون ولا يملّون، فهم في وتيرة عالية، وكل مجموعة أوكلت بمهمة لأجل أن يزجّوا بأبناء الجنوب العربي في الفتن والكراهية والأحقاد. وقد اجتمع الأعداء في تشكيل مهمات متعددة، ومنها صناعة أعداء لأبناء الجنوب وتدوير فكرة: “اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقونك”.
إننا نعي جيدًا هذا الأمر، ونفهم إلى ماذا يريدون أن يوصلونا، فهل يا ترى وصلوا إلى مبتغاهم؟ أم أن الشعب الجنوبي شعب واعٍ وفاهم وعارف أن لا خير يأتي من أعداء الوطن؟ فمتى سيفهم الآخرون الذين يتبعون ما يُملَى عليهم من المرتزقة والكاذبين؟
ومن بين ما يروّجون له سياسيًا أن الإمارات عدوتنا، وأن علينا أن نكرهها ونشتمها فقط لأنهم لا يحبونها. فتخيّل أنت، لو أن محمد بن زايد يدعم الإخوان، لكنا سمعنا اليوم أن محمد بن زايد “شيخ العرب”، مثلما يُمَجَّد اليوم ابن موزة، تميم بن حمد القطري، ليل نهار، ليس لأنه رجل خير، بل لأنه يدعم الإخوان، مع أن دولة قطر تم كشفها من قبل المخابرات المصرية بأنها راعية الإرهاب.
فعلاً، قطر هي من لعبت مع عفاش وحروبه الستة مع الحوثيين، فكانت في الظاهر حربًا، وفي الباطن تمويلًا لتلك الجماعات بالسلاح من خلال إنشاء تلك الحروب، ومنها تشكّلت قوة ميليشياوية أشبه بقوة حزب الله اللبناني، وهذا ضمن خطة طويلة الأمد مع الدولة الإخوانية قطر وخليفتهم أردوغان.
من ناحية أبناء الجنوب، لا تهمهم قطر، ولا يريدون تشويه قطر ولا غير قطر، ولا تعني لهم الشمال من يحبون ومن يكرهون، ولا يريدون تدخل أحد في شأن الآخر. وإن كنا ولا زلنا في إطار الوحدة البغيضة، فهذا لا يعني أن نأخذ أوامر منهم، نحب من أو نكره من، فلا أحد يملي علينا، ولا نتلقى الأوامر منهم، ولن نشتم دولة مدّت يد العون لنا. فإذا كنا لا نشتم قطر التي تموّل الإرهاب، والتي وقفت تتفرج علينا في ظل الحوثيين يقتلوننا، وفي ظل الإخوان حين أرادوا استباحة الجنوب مرة أخرى، فكيف تريدوننا أن نشتم إمارات الخير؟
أبناء الجنوب العربي يسعون إلى استعادة دولتهم، وقد بدأنا شوطًا كبيرًا، ولن يثنينا أحد، وعليه فإن قادتنا يسعون إلى إقامة علاقات دولية وعلاقات شقيقة مع الجيران والعرب وجميع العالم، فلن نستعيد دولتنا إلا بإنشاء تلك العلاقات الطيبة.
وعلى أبناء الجنوب أن يعوا جيدًا أن أهل الشمال لا يريدون لنا الخير، فهم يريدون أن نترك الإمارات، ثم هم سيذهبون إليها يقبّلون الأيادي والأرجل، ويقولون: “نحن نعرف قدركم، لكن أبناء الجنوب لم يردّوا الجميل، بل إنهم شتموكم وطردوكم”، وهكذا يظهرون أنهم أصحاب حكمة وحب وخير، ونحن الشعب الغبي الذي يتقاتل مع بعضه، والذي لا يقيم علاقات مع الدول، فهو شعب همجي. فأجدر يا أهل الجنوب أن تدركوا أنهم يريدوننا أن نصل إلى هذا من خلال تلك التعبئة، وعلى الجميع أن يدرك ذلك ويفهم نواياهم الخبيثة. فلا تغرنكم إشاعاتهم، فإن الإمارات ليست أسوأ من قطر حبيبتهم، وليست من تركيا التي احتلتهم مئات السنين، واليوم يصادقونها. وهذه هي الإمارات، أرض خير، لم نرَ منها إلا كل خير، أهل نسب وأصل، ونِعم فيهم، لم يقتلوا جنوبيًا، ولم يقصّروا معنا. فأعقلوا يا شعب الجنوب، لأن العقل حكمة.
