آداب و ثقافة

«مِنّي إليّ» خاطرة : غدير راشد المشولي

سمانيوز/خاص

فجأة ومن دون مقدمات، يصبح كل شيء باهتا .

لا هذا مثير للشغف ولا ذاك يوحي للحماس.

الأماكن التي لطالما فزت القلوب لذكراها فرحا، أصبحت لا تثير التفاتا، الأشخاص الذين تجرعنا العذاب شوقا لرؤياهم لم نعد بذلك الشعور اتجاههم.
لم نعد نكرر كلامهم، لم نقلب صفحاتهم قط، أصبحت الأوقات مكتظة باللا شيء، لم نعد نحتمل حتى أنفسنا، ذبلت القلوب، شاخت الأفئدة، أضمحلت الوجوه، أسودت النوايا، أنسدت السبل، نتنفس الصعداء.

ألم مختزل، قلوب تنزف، ودموع جفت.
مشاعر نفدت
لا شعور، لا إحساس.
هكذا مات كل شيء.
أسقونا ألما وحزنا.

أماتوا كل شيء جميل فينا
قتلوا ما حبونا إليه دهرا.

ثم أتوا وأخبرونا عن ماذا حل بنا؟.
أنعكست أفكارنا
مشاعرنا لم تعد هي شغفنا أجتث.

أولم يعلموا بأنهم من تسببوا بكل هذا، لم يعوا حجم الألم الذي عيشوه إيانا.

أواه من قلوب لا تبصر
أواه من تبلدهم
أواه من جلافة مشاعرهم.

إنما أتوا ليتحسسوا وجعا غائرا ويفتحوه مجددا وعمدا.

في حسبانهم بأننا سنرتمي إليهم، ستمطر أعيننا، ستشحب ملامحنا، سيتغير لون وجوهنا.

كلا إنما أصبحنا أكثر صلابة من ذي قبل، حتى لم تبقوا في الحسبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى