آداب و ثقافة

«حين أكون بلا أنا» نثر : رزنة صالح

سمانيوز/خاص

رغم تلك الممرات الممتلئة بضحكات الصغار ،
ورائحة البن المتغلغلة في الروح، قبلات الأمهات الدافئة ونسمات الهواء
بينها همسات مختلفة ولهجات مُتداخلة
وقمصان سعادة قُدت بوهم دخيل خيوط مبعثرة من نسيج الحياة
كل شيء يحمل اسمه وصفته ، كل شيء قابل للتغيير إلَّا قلبي ،
هذا القلب الذي بلَّل مهده ماء الصَّمت.

أحيانا أنظر إلى يدي وأتساءل: لماذا سُميت عقارب الساعة ( عقارب)
فإذا بالليل يركض من أمامي ؛ ليقبل جبين السماء وكأنهُ يقول لي : سُميت عقارب لأجل أن نمرَّ من أمامك وأنتِ تقلبين عينيك في العابرين دون أن تتركِي النافذة وتسلكِين طريق الباب.

لم أسمع كلماته وعدتُ إلى النافذة هذه المرة رأيت رجلا عجوزا يمدُّ عكازه الصغير ، أظنه يحاول التقاط شبابه الضائع من ذرات التراب ؛
حين يرى ظله منتكس الظهر يعود إلى رُشده
“لكل شيء ثمن” هذا ما خطر لي حينها.

خلعت شبابي آنذاك وركضت، ركضت بروح الطفولة المدفونة داخلي
وروح المُراهقة التي أخرسها الوعي مُبكرا
ولم تنطق بروح الكبر التي تلامس ملامحي.

عدت إلى وعيي أخيرا ، ونظرت إلى المرآة وتساءلت : هل أنا، فعلًا أنا ؟ أو يا ترى من أكون؟
لم أجد الإجابة التي تشفي جِراحي المنكوبة بالتساؤلات ، ولكني نظرت إلى عيني المطرزة بثوب بدوي جميل وعرفت بأنني جميع ما سبق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى