آداب و ثقافة

«لا تحزن» خاطرة : هند الأمير

سمانيوز/ خاص

هوِّن عليك مازال بالأمرِ مُتسَعًا، لا تقل أن همَّك أكبر مما يتخيله العقل البشريِّ، لا تقل أن الأمور خرجت عن سيطرتك فلا تستطيع حمْلها ولا تحملها!..

امسك يدي هُنَيهَة لنسير في رحاب الصالحين،
أما سمعت قصة “عُروَة بن الزبير” :
عندما سافر للقاء الخليفة “الوليد بن عبدالملك” فأصابت رجله الأكلة فأخبره الطبيب بأن يجب عليه قطعها وإلا انتقلت إلى جسده بأكمله!
وما كان من عُروَة إلا أن يقول له: امضِ لشأنك
فتمَّ بتر ساقه اليسرى، وجاءوا برجله بطست فلما نظر إليها، قال:” الله يعلم إنِّي ما مشيت بكِ إلى حرامٍ قط”! ولم تكن هذه قصة عُروَة بأكملها،
فلما كان في طريق العودة بلغه خبر وفاة ابنه محمد بسبب ركض دابةً له بإصطبل، فما كان ردَّه إلا إن قال: ” اللهم كان لي بنون سبعة، فأخذت واحدًا وأبقيت لي ستة، وكان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدًا وأبقيت ثلاثة، ولئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت”!

أما رأيت!
ما همَّك من همِّ عُروَة!
ما صبرك من صبرِ عُروَة!

كُن راضيًا بما قدَّره الله لك، فإن مجريات الأمور جُلّها تجري لصالحك، حتى وإن لم تعرف مالحكمة من وراء ذلك، لعلَّ الرحيم يعوضك من ليالي النواح لليالٍ ملاح،
لعلَّ الحكيم يُدخِره لك للحياة الأبدية هناك،
وتذكَّر: ( أن الله لا يعطي أصعب المعارك إلَّا لأقوى جنوده).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى