آراء جنوبية

( الخطوة ) ..ماقبل الأخيرة !!

كتب / ناصر التميمي

كانت الخطوة الأولى هي ولادة المجلس الإنتقالي الجنوبي برئاسة القائد الفذ عيدروس قاسم الزبيدي الذي مثل منعطفاً جديداً في تاريخ الثورة الجنوبية التحررية ،بعد سنوات من التشظي والإنقسام الذي عانى منه الجنوبيين منذ إنطلاق الثورة الجنوبية السلمية في ٢٠٠٧/٧/٧م التي واجهها نظام صنعاء الكهنوتي بإستخدام القوة المفرطةواصبح الإنتقالي الحامل الرئيس للقضية الجنوبية التي ظلت خلال السنوات الماضية تتجاذبها كثير من المكونات المتصارعة حتى جاءت اللحظة الفاصلة التي كان شعب الجنوب في إنتظارها منذ عقود من الزمن بظهور المجلس الانتقالي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي الذي وضع القضية الجنوبية واستعادة الدولة في أولويات برنامجه السياسي .

لقد استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تحقيق انتصارات عسكرية وسياسية في فترة قصيرة رغم كل العراقيل التي وضعها أعداء الجنوب امامه إلا أنه نجح في انتزاع الأعتراف الدولي بقضية شعب من خلال توقيع إتفاق الرياض مع الشرعية اليمنية الذي فتح الأبواب للجنوبيين على مصراعيها بعد أكثر من ثلاثون عام من التهميش والإقصاء من قبل المنتصرين في حرب ١٩٩٤م الذين استباحوا الجنوب ودمروا كل شي جميل فيه ،وفعلاً دخل الجنوب مرحلة جديدة بعد اتفاق الرياض الذي عبر عن طريقه المجلس الانتقالي الى مركز صنع القرار واجتاز كل العقبات التي يحاول وضعها أعداء القضية الجنوبيةوهو المكان الذي كان محرماً على الجنوبيين وكسر حاجز العزلة على الجنوب التي فرضتها عليه القوى المنتصرة في الحرب صيف ١٩٩٤ م.

ما ان اعلن المجلس الانتقالي عن مشاركته في مشاورات الرياض حتى بدأ الإعلام المعادي للجنوب نشر سمومه ضد الانتقالي الذي أرعبهم وأفشل مشارعيهم الخبيثة التي تستهدف الجنوب وجعلهم يعيشون في قلق شديد جراء السياسة الناجحة التي ينتهجها المجلس بقادة الرئيس عيدروس الزبيدي ،نعم دخل الجنوبيين في حوار الرياض وخرجوا منتصرين وهذه كانت خطوة قوية وشجاعة وجاءت مشاورات الرياض وشارك فيها الانتقالي من اجل أن يفرض قضية شعبه على القوى اليمنية التي تعمل تهميشها حتى لايتم إستبعادها مثل ماحصل في كثير من المراحل التي لم يكن الجنوب حاضراً فيها بصورة حقيقية .

مثل ماخرجنا منتصرين من اتفاق الرياض والذي كان بمثابة الخطوة الأولى التي تمكن من خلالها المجلس الإنتقالي من قصقصة أجنحة القوى المعادية لقضية شعب الجنوب وفكفكة شبكات الفساد التي تنهب ثروات الجنوب، وهذا ان دل على شئ فإنه يدل على الحنكة السياسية التي يمتلكها وفدنا المفاوض برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي .

اليوم دخلنا مشاورات الرياض وخرجنا منتصرين ونجنح الإنتقالي في طي مرحلة الجنرال العجوز علي محسن الأحمر العدو الأول لقضية شعب الجنوب وحشراته السامة ووضع القضية في مكانها الحقيقي بالسياسة ليس بالعنجهية كما يريدها البعض ممن لايفقهون السياسة، وبدأت مرحلة عهد جديد سيكون فيه الجنوب حاضراً بقوة على طريق تحقيق الهدف المنشود المتمثل بإستعادة الدولة الجنوبية على حدود ١٩٩٠م ،رغم كل مايقال عن مجلسنا الا أننا فخورين به وبقيادتنا السياسية ولن نكون إلا معها مهما كانت التضحيات ،وتباً لمن ينظر لكل الانجازات التي تحققت بنظارة سوداء .

مايؤسفني هو ان هناك بعض الكتاب والمهرجين من الجنوبيين الذين يقللون في كتاباتهم من الدور البارز الذي يلعبه المجلس الانتقالي في أي مفاوضات بدون خجل ولا استحياء ،نقول لهم اكتبوا ماتشاؤون وقولوا ماتقولون، مجلسنا يسير في الإتجاه الصحيح فلاداعي للقلق مادام القائد عيدروس على طاولة المفاوضات نحن واثقين فيهم وسيقودون السفينة الى بر الأمان ،ماينبغي اليوم أن نفعله هو ان نكون كلنا في خدق واحد كجنوبيين لمواجهة التحديات لا ان نظل محشورين في زاوية ضيقة واعلموا جيداً ان مالم يؤخذ بالقوة اخذ بالسياسة والقادم أفضل فما تحقق اليوم يعد الخطوة ماقبل الأخيرة مالم يتحقق في مشاورات الرياض سيتحقق في مفاوضات السلام الشاملة التي سترعاها الأمم المتحدة في الفترة القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى