أخبار دولية

بايدن يخطط للاستثمار في أميركا الوسطى لوقف تدفق المهاجرين

سمانيوز / متابعات

قالت مسؤولة في البيت الأبيض لوكالة بلومبرغ، الجمعة، إن إدارة الرئيس جو بايدن تخطط للتواصل مع الشركات الأميركية بشأن زيادة استثمارها في المكسيك وأميركا الوسطى لمحاولة الحد من الهجرة، لافتة إلى أن الفساد الحكومي في تلك المنطقة وتأثير عصابات تهريب البشر “سيُبطئان التقدم”.
وأوضحت روبرتا جاكوبسون، منسقة الحدود الجنوبية الغربية في البيت الأبيض، أن المسؤولين “سيتحدثون مع الشركات في الأسابيع المقبلة حول خطة تنمية ستركز على خلق فرص العمل وإحياء الإنتاج الزراعي الذي قضت عليه الأعاصير المتتالية”، مشيرة إلى أن الإدارة حددت بأن “الحرمان الاقتصادي” في المنطقة سبب جذري لزيادة الهجرة هذا العام.
وأضافت: “يمكننا أن نتوقع رؤية تقدم في فترة ولاية الرئيس الأولى، يجب أن يكون جهداً طويل المدى، ولكنني أتوقع رؤية تغييرات في غضون 4 سنوات”.
ويتضمن طلب الميزانية الأولية الذي قدمه بايدن إلى الكونغرس 861 مليون دولار لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة من أميركا الوسطى، إذ إن التمويل يعد جزءاً من خطة 4 مليارات دولار مدتها أربع سنوات في اقتراح بايدن التشريعي بشأن الهجرة.

الشركات المحلية

وقالت جاكوبسون إنه من المتوقع أن تشمل دفعة التطوير “شركات في المكسيك وأميركا الوسطى، بالإضافة إلى منظمات غير حكومية، ومن المحتمل أن تركز الإدارة على التخفيف من حدة تغيّر المناخ والتكنولوجيا كجزء من الجهود المبذولة”.
وكانت جاكوبسون سافرت أواخر مارس الماضي إلى المكسيك لإجراء محادثات مع مسؤولين رفيعي المستوى بشأن اتخاذ إجراءات صارمة ضد تدفقات المهاجرين، وسبل تحفيز النمو الاقتصادي في المنطقة، إذ شملت تلك المحادثات اجتماعات مع “وكالة التنمية المكسيكية”.
ووفقاً لوكالة “أسوشيتيد برس”، سافر ريكاردو زونيغا، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية إلى المثلث الشمالي، هذا الأسبوع إلى السلفادور وغواتيمالا، فيما رفض رئيس السلفادور نجيب بوكيلي لقاءه، في إشارة إلى الصعوبات التي يمكن أن تواجهها إدارة بايدن في المنطقة.
وفي هندوراس المجاورة، تواجه الولايات المتحدة أيضاً بيئة دبلوماسية صعبة، إذ اتهم المدعي العام الأميركي الرئيس خوان أورلاندو هيرنانديز بـ”مؤامرة تهريب مخدرات”، أدين فيها شقيق الرئيس، ليرد الرئيس في تغريدة على حسابه في “تويتر” واصفاً القضية بأنها “شائنة”.

الفساد أكبر تحدٍّ

وقالت جاكوبسون إن الفساد في حكومة أميركا الوسطى يشكل “تحديات حقيقية”، لكن الولايات المتحدة ستسعى للتغلب عليها، من خلال تحويل أموال المساعدات مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية التي تعمل في المجتمعات الفقيرة.
وأضافت: “هذا ليس الوضع الذي نكتب فيه شيكاً للحكومات ونتركها تنفقه كما يحلو لها. نحن على ثقة تامة بأن الأموال ستُستخدم على النحو المنشود”.
وقال مسؤولون أميركيون إن قرار الرئيس السابق دونالد ترمب بالحد من المساعدات “ساهم في تصاعد الهجرة”.
وكان ريكاردو زونيغا أعلن عن مساهمة قدرها مليونا دولار في لجنة دولية، تستهدف الفساد في السلفادور، فيما أعلنت “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، الثلاثاء، أنها سترسل فرق الاستجابة للكوارث إلى جميع دول المثلث الشمالي الثلاث للمساعدة في التعافي من الأعاصير التي دمرت المنطقة أواخر العام الماضي.

“ضغوط أمام بايدن”

ويواجه بايدن بسبب أزمة الحدود ضغوطاً، إذ يتهمه بعض الجمهوريين بـ”تشجيع الهجرة” من خلال تبني سياسات حدودية أقل تقييداً وخطاباً أكثر مرونة من سلفه، فيما اشتكى بعض الديمقراطيين من تعامل الإدارة مع الأطفال المهاجرين الذين يمكثون لفترات طويلة تخالف القانون في حجز الجمارك، بسبب نقص المساحة في الملاجئ التي تديرها وزارة الصحة.
وسارعت الوكالات الحكومية إلى فتح مساكن إضافية للقُصّر غير المصحوبين بذويهم، بينما تستخدم السلطات أمراً طارئاً للصحة العامة، استند إليه ترمب لطرد معظم المهاجرين البالغين والعديد من العائلات التي تسافر معاً، وحاول عدد متزايد من الأشخاص الذين تم القبض عليهم عبور الحدود من قبل، ما زاد الضغط على عناصر حرس الحدود.
وقالت جاكوبسون إن الإدارة “لا تشعر بأي ندم بشأن تحركاتها المبكرة بشأن الهجرة”، موضحة أن المسؤولين “يحرزون تقدماً مطرداً في توسيع مساحة مأوى القُصّر، حتى لا يعود معظمهم إلى مرافق الجمارك وحماية الحدود”.
وكثف مسؤولو إدارة بايدن تحذيراتهم للمهاجرين المحتملين بعدم القدوم، وسط انتقادات من الجمهوريين بأن خطابهم الترحيبي “ساعد في زيادة التدفق”.
وأوضحت جاكوبسون إن الإدارة “ضاعفت ثلاث مرات عدد الإعلانات الإذاعية التي تدعمها الولايات المتحدة في المنطقة إلى 30 ألف إعلان أسبوعياً، لنشر رسالة مفادها أنه ينبغي للمهاجرين المحتملين عدم القيام بتلك الرحلة”.
وتابعت: “نطاق التحدي ضخم وأعتقد أنه من المهم أن نفهم أن المهربين والمنظمات الإجرامية ستكون دائماً أكثر مرونة من الحكومة. لا نعتقد أن المراسلة وحدها ستغيّر هذا الوضع، لذلك نضع حلولاً أخرى، ولكننا نعتقد أن زيادة رسالتنا وتحسينها واستهدافها جزء مما نحتاج إلى القيام به”.
وكان مسؤولو الإدارة تعهدوا بمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة بما في ذلك الفقر والفساد السياسي والآثار اللاحقة للكوارث الطبيعية في منطقة المثلث الشمالي بأميركا الوسطى، حيث يغادر معظم المهاجرين. وكلف بايدن الشهر الماضي نائبته كامالا هاريس بالإشراف على تلك الجهود.
ووفقاً لبيانات الجمارك وحماية الحدود الأميركية، فإن السلطات ألقت القبض على أكثر من 172 ألف مهاجر على الحدود الجنوبية الغربية خلال مارس الماضي، بزيادة نسبتها
71 % عن فبراير، إذ شمل ذلك ما يقرب من 18 ألفاً و900 قاصر يسافرون بمفردهم، وهو أكبر عدد تم تسجيله في شهر واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى